أثر القرآن فى التقدم الحضارى للبشرية لا ينكر

الأربعاء 18 ذوالحجة1434 الموافق23 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

أثر القرآن فى التقدم الحضارى للبشرية لا ينكر  

 هذا ما حدثنا به  النحات والناقد الفنى الانجليزى ر . لاندوR.Landau   والذى زار زعماء الدين الإسلامي في الشرق الأدني وحاضر في عدد من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ، عمل أستاذ الدراسات الإسلامية وشمالي أفريقيا في المجتمع الأمريكي للدراسات الآسيوية في سان فرانسيسكو ، وشغله الاهتمام بدراسة الإسلام بشكل عام والتوحيد علي نحو خاص وأنتج مؤلفات مرجعية من أهمها “الله ومغامراتي” و “بحث عن الغد”. و”سلم الرسل” و”دعوة إلي المغرب” و “سلطان المغرب”. و”فرنسا والعرب”. و”الفن العربي” و “الإسلام والعرب” وغيرها .

يقول: تتطلب مهمة ترجمة القرآن بكامل طاقته الإيقاعية. إلي لغة أخري ، عناية رجل يجمع بين الشاعرية والعلم. فإننا لم نعرف حتي وقت قريب ترجمة جيدة استطاعت أن تتلقف شيئاً من روح الوحي المحمدي ، والواقع أن كثيراً من المترجمين الأوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الأصل فحسب. بل كانوا إلي ذلك مفعمين بالحقد علي الإسلام إلي درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامل والغرض. ولكن حتي أفضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع أن تحتفظ بالإيقاع الآسر علي الوجه الذي يرتلها به المسلم ، ولا يستطيع الغربي أن يدرك شيئاً عن روعة كلمات القرآن وقوتها إلا عندما يسمع مقاطع منه مرتلة بلغته الأصلية .

اقرأ أيضا  الرقية الشرعية من القرآن الكريم

إن بين آيات قصار السور ترابطاً باهراً له تأثيره الوجداني رغم أنه ليس ثمة وزن نظامي ، والحق ان سماع السور تتلي في الأصل العربي. كثيراً ما يخلف في نفس المرء تأثيراً بليغاً. أنا أريد القرآن أن يتلي بصوت جهير. ويتعين علي المرء أن يسمعه مرتلاً لكي يحكم عليه حكماً عادلاً ويقدره حق قدره. وبوصفه كلمة الله الحقيقية. كان معجزاً لا سبيل إلي محاكاته. ولم يكن ثمة ، بكل بساطة أيما شيء من مثله ، ما جاء في القرآن عن خلق العالم يبهرك. وكيف أن الله سبحانه وتعالي قد خلق من كل نوع زوجين. وكيف أن العلم الحديث قد ذهب يؤيد هذه النظرية بعد بحوث مستطيلة ودراسات امتدت أجيالاً عديدة .

إن أثر القرآن في كل هذا التقدم “الحضاري الإسلامي” لا ينكر. فالقرآن هو الذي دفع العرب إلي فتح العالم. ومكنهم من إنشاء إمبراطورية فاقت إمبراطورية الاسكندر الكبير ، والإمبراطورية الرومانية سعة وقوة وعمراناً وحضارة. الواقع أن جمل القرآن ،وبديع أسلوبه أمر لا يستطيع له القلم وصفاً ولا تعريفاً ، ومن المقرر أن تذهب الترجمة بجماله وروعته وما ينعم به من موسيقي لفظية لا تجدها في غيره من الكتب ، جوهونسن والدكتور مارديل المستشرقان الفرنسيان كلفتهما الحكومة الفرنسية بترجمة بعض سور القرآن أشارا أثناء عملهما إلي ما للقرآن الكريم من مزايا لا توجد في كتاب غيره وقالا : أسلوب القرآن هو أسلوب الخالق عز وجل وعلا ذلك أن الأسلوب الذي ينطوي عليه كنه الكائن الذي يصدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهياً. والحق والواقع أن أكثر الكتاب ارتياباً وشكاً قد خضعوا لتأثير سلطانه وسحره. وأن سلطانه علي ملايين المسلمين المنتشرين علي سطح المعمورة لبالغ الحد الذي جعل أجانب المبشرين يعترفون بالإجماع بعدم إمكان إثبات حادثة واحدة محققة ارتد فيها أحد المسلمين عن دينه إلي الآن ، ذلك أن هذا الأسلوب الذي يفيض جزالة في اتساق منسق متجانس ، كان له الأثر العميق في نفس كل سامع يفقه اللغة العربية. لذلك كان من الجهد الضائع الذي لا يثمر أن يحاول المرء “نقل” تأثير هذا النثر البديع الذي لم يسمع بمثله بلغة أخري. الواقع أن للقرآن أسلوباً عجبياً يخالف ما كانت تنهجه العرب من نظم ونثر ، فحسن نظمه ، والتئام كلماته. ووجوه إيجازه. وجودة مقاطعه. وحسن تدليله. وانسجام قصصه. وبديع أمثاله. كل هذا وغيره جعله في أعلي درجات البلاغة. وجعل لأسلوبه من القوة ما يملأ القلب روعة لا يمل قارئه ولا يخلق بترديده وقد امتاز بسهولة ألفاظه حتي قل أن تجد فيها غريباً. وهي مع سهولتها جزلة عذبة. وألفاظه بعضها مع بعض متشاكلة منسجمة لا تحس فيها لفظاً نابياً عن أخيه. فإذا أضفت إلي ذلك سمو معانيه أدركت بلاغته وإعجازه

اقرأ أيضا  تفسير: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)

اعداد :احمد صبحى

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.