موقف المشركين من رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

الإثنين 23 ذوالحجة1434 الموافق28 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان له من الشهامة والشرف والوقار ما وقاه الله به كثيراًمن اعتداءات الناس ، وقد كان يحوطه ويمنعه أبو طالب ، وكان سيداً مطاعاً معظماً في قريش ، لا يستهان بذمته ولا تخفر ، كان من ذروة بني عبد مناف ، ولم تعرف لها قريش بل العرب إلا الإجلال والتكريم ، فاضطر المشركون بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم إلى اتخاذ خطوات سلمية ، واختاروا سبيل المفاوضات مع عمه أبي طالب ، ولكن مع نوع من أسلوب القسوة والتحدي.
بين قريش وأبي طالب :
 
فقد مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب ، وقالوا له : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ،وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه . فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً وردهم رداً جميلاً ، فانصرفوا عنه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه.
إنذار قريش وتحديهم لأبي طالب :
 
ولم تصبر قريش طويلاً حين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ماضياً في عمله ودعوته إلى الله ، فقد أكثروا ذكره وتذامروا فيه ، ثم مشوا إلى أبي طالب ، وقالوا :يا أبا طالب إن لك سناً ، وشرفاً ومنـزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك ، حتى يهلك الله أحد الفريقين ، ثم انصرفوا . وعظم على أبي طالب هذا التحدي والإنذار ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له ما قالوه ، وقال له : أبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفه قال : يا عم ! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ، حتى يظهره الله أو أهلك فيه ، ما تركته ،ثم استعبر وبكى ، وعادت إلى أبي طالب الرقة والثقة ، فقال : اذهب يا ابن أخي ! فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبداً .     

اقرأ أيضا  الرحمـــــة

المصدر : البوابة الدينية

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.