محاكمة مرسي.. أزمة الانقلاب

عمر عياصرة

الخميس 03 محرم1435 الموافق7 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

حين تقوم الديكتاتورية المصرية بوضع الديمقراطية وراء قفص الاتهام ثم الشروع بمحاكمتها، فهذه مهزلة التاريخ التي تحمل الرسائل المفضوحة.
هذا الذي وصفنا هو ما كان في القاهرة البارحة، فحين يقرر زعماء الانقلاب وضع الرئيس محمد مرسي موضع المحاكمة فهذا دليل على مأزقهم وانهم يتخبطون الى الحد الذي يشير لقرب رحيلهم.
ماذا سيقول هؤلاء الانقلابيون للشعب المصري الذي خرج الى الصناديق فاختار الرئيس محمد مرسي بارادة حرة واضحة ودون لبس او تردد.
هل سيكتب التاريخ ان اول رئيس مصري بل عربي جاء بالصناديق وعلى اساس الارادة الشعبية يوضع اليوم في الاحتجاز ويحاكم بطريقة سافرة مرتبكة.
محمد مرسي ليس هو بالقضية انما ما يحزننا ان توضع ارادة الناس في القفص من قبل حفنة تريد اغتيال الحرية وتريد اغتصاب حكم الشعب.
مرسي كان شامخا كالطود ولعل شموخه الذي تناقلته وسائل الانباء جاءت من تلك الشرعية التي استمدها في الانتخابات وسالت لاجلها دماء الشهداء والجرحى.
الانقلاب مأزوم وأول دليل على ذلك انه بدأ يفقد بوصلته السياسية بعد ان فقد منذ بواكير الازمة بوصلته الاخلاقية والقيمية.
اليوم يقف الوعي المصري ليسأل عن اوراق الاقتراع التي وضعها في صناديق الارادة اين هي؟ لماذا تداس ببساطير العسكر؟ والى متى؟
مرسي من وراء القضبان عرّى امس هذا الانقلاب واثبت ان المعركة لم تحسم بعد وجولات السياسة والصراع ستبقى على اشدها الى حين ليس بالبعيد.
الرئيس مرسي قبل الانقلاب كان مجرد رئيس يعيش تخبطا في مواجهة الخصوم ومؤامراتهم لكنه بعد الانقلاب وبعيد المحاكمة اصبح رمزا لا يمكن تجاوزه بعد اليوم في رسم خارطة طريق المستقبل لمصر.
الحل هناك في قاهرة العرب ان يتراجع الانقلاب وان تجري تسوية سياسية كبرى يقودها مرسي فبغير ذلك لا مصر ستبقى ولا قاهرة ستستمر كما نريد.
اما الذين يصفقون ويدعمون سلطة الانقلاب فهم اليوم شهود زور على دمار مصر وحري بهم ان يقولوا خيرا او ليصمتوا، فمصر فيها قوى لا يمكن الغاؤها.

اقرأ أيضا  46 عامًا على إحراق الأقصى

المصدر : السبيل

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.