الرد على افتراء أن الفتوحات الإسلامية استعمار
السبت05 محرم1435 الموافق9 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
زعم أعداء الإسلام، أن الفتوحات الإسلامية كانت استعمارا، والحقيقة أنها غير ذلك، فالاستعمار كما عرفناه في العصر الحديث، يقوم على نهب ثروات البلاد المستعمرة، ويخرب اقتصادها ولا يهتم بتنميتها اقتصاديا وثقافيا وحضاريا، والتاريخ يشهد أن المسلمين ما دخلوا بلدا إلا أقاموا العدل فيها، وازدهرت فيها الحياة الثقافية والاقتصادية، وخير شاهد على ذلك، حال الأندلس، وهي جزء من أوروبا، فلما دخلها الإسلام صارت بلادا مزدهرة، على كافة المستويات، وكل مؤرخ منصف، يقارن بينها حينما كان المسلمون فيها، وبين البلاد الأوروبية الأخرى حينذاك، ليرى مدى التقدم الذي حمله الفتح الإسلامي إليها، وقد كان هذا هو الشأن في كل مكان دخله المسلمون، والآثار الإسلامية المعمارية والحضارية الباقية، شاهدة على ذلك.
الفتوحات الإسلامية من أجل نشر الدعوة إلى الله
لا يخفى على الدارس لتاريخ البشرية، أن ملوك الدنيا وسلاطين الأرض، لا يعرف عنهم في الأعم والأغلب على مدار التاريخ، أنهم يتنازلون عن ملك الدنيا إلا رغما عنهم، فلولا الفتوحات الإسلامية، لمنع ملوك تلك الدول الناس من دخول الإسلام، فما كانت الفتوحات الإسلامية، إلا وسيلة لنشر الدعوة الإسلامية، ولم تكن إكراها لأحد أو استغلالا لمتاع الدنيا، حيث أن الجهاد في سبيل الله، بهدف الحصول على الغنائم مرفوض في الإسلام، بل يعد جريمة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضا من الدنيا، فقال: “لا أجر له”.
فالقول بأن الفتوحات الإسلامية كانت توسعات استعمارية ذات طابع اقتصادي، يجافي الحقيقية، والتاريخ خير شاهد على بطلان هذا الادعاء، ولنضرب مثالا واحدا من أمثلة عديدة، تبين لنا انتفاء الجانب الاستعماري الاقتصادي في الفتوحات الإسلامية، ففي المعاهدة التي أبرمها خالد ابن الوليد مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة، سجل فيها نصا يقول: ” فإن منعناكم ( أي قمنا بحمايتكم)، فلنا الجزية وإلا فلا”، وقد حدث بالفعل أن قام المسلمون برد الجزية إلى أهل المدن المفتوحة في الشام، حينما شعروا أنهم غير قادرين على توفير الحماية اللازمة لهذه المدن، وكان ذلك في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حينما حشد الامبراطور هرقل جيشا ضخما، لحرب المسلمين، وشغل المسلمين حينذاك بالمعركة مع جيش الروم، وكتب القائد العربي لأهل هذه المدن، قائلا: ” إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم، إن نصرنا الله عليهم.
المصدر:رسالة الإسلام