أضخم معرض للكتاب المستعمل بالأردن
الأحد06 محرم1435 الموافق10 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
توفيق عابد-عمّان
عرضت أزبكية عمّان بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى “مائة” ألف كتاب مستعمل في مختلف التخصصات مساء الخميس في أكبر معرض للكتاب بالأردن يقام بشارع الثقافة في العاصمة الأردنية خلال العام الحالي برعاية أمين عمّان عقل بلتاجي.
ويهدف المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام إلى ترسيخ عادة القراءة وتمكين المواطنين من الاستزادة من المعارف والعلوم والثقافات، كما يتيح لعشاق اقتناء المؤلفات القديمة شراء مختارات نادرة من الكتب التي فقدت من المكتبات وتأسيس مكتبة منزلية بكلفة زهيدة.
ويتراوح سعر الكتاب بين عشرة قروش أردنية ودينارين (ثلاثة دولارات أميركية) تطبيقا لنهج الأزبكية “الحياة قراءة” والتي تسعى جاهدة لتشجيع القراءة وحب المطالعة ومحاربة الغلاء وتعزيز القيم الثقافية والاجتماعية.
وخلال المهرجان سيقوم خمسة عشر قاصا وروائيا وشاعرا بتوقيع نتاجهم الأدبي مباشرة لمن يرغبون في الشراء وما يتيحه ذلك من التعرف على الكاتب الذي يتعرف بدوره على قرائه وشريحتهم الاجتماعية والثقافية.
هويتنا هنا
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، وصف أمين عمّان عقل بلتاجي المعرض بأنه مفرح حيث تتنوع المعرفة وقال “هويتنا هنا في كتبنا ومعرفتنا وقدرة شبابنا على العطاء وتبادل الثقافة.. العلم هنا وليس على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وعن شكوى المثقفين من غياب الدعم قال “هناك توجه لإنعاش الحالة الثقافية ويعود إليها بهاؤها وألقها فقد أنفقت أمانة عمان مليون دينار في شارع الثقافة حيث يقام معرض الكتاب ولن نتركه لمن يلهون بعجلاتهم وكتابة مفردات لا تمت لثقافتنا ومجتمعنا بصلة”.
وتابع بلتاجي “إن أمانة عمان ستعمل في تقديم خدماتها لمواطني العاصمة على خمسة محاور منها الثقافة والهوية الذي من خلاله سنقدم دعما لوجستيا للمثقفين يتبعه المساندة المالية للإصدارات والنشر والمعارض”.
تنشيط التسويق
وحسب المشرف العام لمبادرة الأزبكية حسين ياسين فإنه تم شراء مكتبة قديمة تحوي 25 ألف كتاب وباقي المعروضات من موجودات الأزبكية وإصدارات جديدة باللغتين العربية والإنجليزية، مشيرا إلى توفر كتب تراثية كلسان العرب وموسوعات وكتب العقاد وطه حسين وتاريخ الإسلام وتاريخ الحضارات.
وقال للجزيرة نت إن ظاهرة الأزبكية أثرت على سوق الكتاب إيجابيا من ناحية نوعية الكتب المعروضة وعدد الرواد الذي يتضاعف مع تنظيم معارض أخرى.
وقال إنه لم يتلق أية شكوى من الناشرين الأردنيين على اعتبار أن إعادة تدوير الكتب القديمة تؤثر سلبا على توزيعهم، بل إن بعضهم يدعم الفكرة وطلب عرض كتبهم على الجمهور.
الأسرة
بدوره يرى الناقد الدكتور راشد عيسى أن المعرض يعيد ثقة الناس في الكتاب ويساهم في تنمية مشروع مكتبة الأسرة خاصة أن طابعه شعبي وحميمي والقائمون عليه مبتسمون فلا يشعر رواده بالغربة أو القطيعة.
وقال إنه اشترى كتبا مفقودة منذ سنوات والجميل مشاهدة كتّاب يتجولون وسط الجمهور، ولاحظ أن أغلب النساء ينظرن للكتاب على أنه شريك في الأواني المنزلية وهذا يبشر بانتهاء ظاهرة قطيعة القارئ للكتاب بحيث يبدو الآن كأنه أحد أفراد الأسرة.
من جهته وصف الإعلامي عماد نصير الإقبال على اقتناء الكتب بالظاهرة الصحية التي تنفي مقولة إننا لا نقرأ، وقال إن التظاهرات الثقافية تشعرك بأن الكتاب والمطالعة لهما جمهورهما رغم زحمة ومنافسة التكنولوجيا.
وقال للجزيرة نت إن الكثيرين ربما يشترون كتبا لكنهم لا يعرفون مؤلفيها ومن هنا أتاح المعرض فرصة للقراء لأن يلتقوا مباشرة مع الكتّاب ويحاورونهم ويتبادلون وجهات النظر حتى حول مؤلفاتهم وما تثيره من قضايا.
الأمة والثقافة
وعلى صعيد متصل يرى رئيس قسم الموسيقى بوزارة الثقافة فتحي الضمور عقب تجواله بالمعرض أن هذه المشاريع تثري الطبقة غير القادرة على اقتناء الكتب، وقال إن الشأن الثقافي ليس مسؤولية فرد بل المجتمع فالأمة تنهض بثقافتها وفنها وأدبها معتبرا لبنان الأكثر شيوعا في العالم بسبب كتّابها وفنها.
أما القاصة جميلة عمايرة فرأت أنه لا يوجد أغلى وأجمل من التقاء الكاتب بقرائه المجهولين لمناقشته وسط أجواء لا تشجع على القراءة وضمن معطيات اقتصادية وسياسية يعيشها المواطن العربي عقب ما يسمى الربيع العربي.
المصدر:الجزيرة