القرضاوي يدعو المعارضة السورية للتوحد
الشيخ القرضاوي
الجمعة11 محرم1435 الموافق15 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا)
سوريا- دمشق
أكد فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ما يجري في سوريا لايمكن ان يستمر أبدا لأنه من المحال على الله عز وجل ان يترك قلة من الناس تحكم شعبا وهم لها كارهون ويدعون عليهم صباحا ومساء، ليلا ونهارا.. وفي صلاواتهم وفي خلاواتهم، ان يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وأشار خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب إلى أن دعوات المؤمنين المظلومين لن تضيع أبدا لأن الله يفتح لها ابواب السماء ويرفعها فوق الغمام ويقول للمظلوم:”وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين” وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “احذروا دعوة المظلوم ولو كان كافرا فليس بينها وبين الله حجاب” وقال هذه بالنسبة لدعوة المظلوم الكافر فكيف بدعوة المظلوم المؤمن؟
وأكد القرضاوي أن هذه السهام لابد ان تصيب مرماها ومخطئ من يظن ان الظالمين سوف يأخذون الغنيمة لتكون لهم لقمة سائغة فهذا لايمكن أبدا.
وشدد على ان المؤمنين في سوريا سوف ينتصرون رغم ان هناك فئات عديدة اجتمعت عليهم منهم الشيعة الذين ارسلوا إليهم الأقوياء المتمرسين على الحرب منهم من العراق ولبنان مثل حزب الله وأمثاله مؤكدا ان هذا الحزب ليس أبدا بحزب الله ولكنه حزب الطاغوت وحزب الشيطان.
وقال: إن الشيعة يجمعون بعضهم على بعض من كل البلدان ليقاتلوا أهل السنة في سوريا ويقولون إنها قلعتهم الأخيرة ولن يستسلموا فيها مؤكدا ان الدولة الفارسية تواصل الدفع بأموالها ورجالها واسلحتها للدخول في هذه المعركة.
وخاطب الشيخ القرضاوي أهل السنة في العالم قائلا: يا اهل السنة في بلاد السنة والجماعة انتم اكثر من مليار ونصف في العالم كيف تتركون اخوانكم يقتلون؟ كيف تدعون النساء لهؤلاء الذئاب يفترسونهم؟ كيف تتركون الاطفال والشيوخ والمدنيين يذبحون ويضربون بالبوارج من البحر والدبابات من البر والطائرات من الجو من الشبيحة والمقاتلين على الارض؟
وناشد مقاتلي المعارضة في سوريا على اختلاف فئاتهم ومشاربهم ألا يختلفوا ويتوحدوا للوقوف في وجه هذا التكتل الشيعي، مبينا أنهم لو توحدوا لنصرهم الله عليهم.
وكرر الشيخ القرضاوي مناشدته للمسلمين من اهل السنة والجماعة في شتى بقاع العالم إلى مد يد العون لإخوانهم في سوريا مؤكدا أنهم يعيشون ظروفا في غاية القسوة والصعوبة ولايجدوا سوى بقايا الطعام الموجودة في صناديق القمامة ليأكلوها في حين ان اخوانهم في جميع بلاد العالم يأكلون ويتمتعون بكل ما رزقهم الله عز وجل من صنوف النعم مشيرا إلى أنه حرام على كل مسلم ان يأكل ملء بطنه وينام ملء جفنه واخوانه يئنون من الجوع.
واكد ان اهل السنة في سوريا لم يطلبوا شيئا منذ انطلاق ثورتهم سوى الحرية، ولكن بشار الاسد وزمرته حرموا عليهم ذلك، محذرا طاغية الشام من عقاب الله له على ما يفعله ليلا ونهارا بإخواننا من اهل السنة والجماعة وغيرهم من اهل سوريا.
وانتقل الشيخ القرضاوي للحديث عن الأوضاع في مصر قائلا: لقد اقترب النصر وهو آت لا محالة، لأن الشعب المصري مع الدكتور محمد مرسي وإخوانه مؤكدا ان الشرعية هي ان تبقى الأمور كما اتفق عليها أهل ثورة 25 يناير في عام 2011 حيث وضعوا الدستور وقاموا بإجراء انتخابات 5 مرات، وانه لا يمكن ان يتم إلغاء هذا كله إلا إذا أتت إنتخابات جديدة وهذه الانتخابات لم تأت بعد.
وقال: إن خروج الناس إلى ميدان التحرير وغيره من الشوارع والميادين لا يمكن ان يلغي أبدا ما جاءت به الصناديق حيث تظل نتيجتها هي المعتمدة… مضيفا: إن الخارجين عن ذلك هم خارجون على الشعب والشرع والدستور والقانون ولا يجوز الطاعة لهم.
ولفت إلى ان من اطاعهم فقد خالف شرع الله لأن شرع الله يقول إن الذي انتخبته وعاهدته وعاهدت الله عليه ان تكون معه لابد ان يظل هكذا حتى انتخاب آخر بعد 4 أعوام.
وتحدث عن الدستور الذي يجري إعداده حاليا، مؤكدا ان كل المواد العظيمة التي تم إقرارها في الدستور السابق يريدون الآن ان يحذفونها منه حتى تلك المواد التي تقوم على الأخلاق والإيمان والوطنية.
وأكد ان الشعب المصري لابد ان يحافظ على دستوره ورئيسه ونظامه الدستوري الديمقراطي، مشيرا إلى ان الشعب قاتل من اجل ذلك طوال 60 عاما.
وقال: إن الناس كانت في عهد الرئيس محمد مرسي تتكلم وتكتب وتخرج كما تشاء وانه كان من الممكن ان يفرض عليهم الطوارئ كما فرضها عليهم الانقلابيون حاليا، وان يحظر عليهم التجول ولكنه ترك لهم الحرية وهذه الحياة التي عاشها المصريون لابد ان تعود مرة اخرى.
ونوه إلى أن الشعب المصري سوف يظل متمسكا بتلك الحرية رغم ما يفعله الانقلابيون من حظر للتجول في الشوارع، ونشر للمدرعات والدبابات في الميادين، وقتل للناس.
المصدر: بوابة الشرق