خيارات السوق النفطية صعبة
محمد خضر سالم الشطي(محلل اقتصادي كويتي )
السبت12 محرم1435 الموافق16 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
أكاد لا أبالغ حين أقول إنَّ المعلومات متوفرة في السوق النفطية، وفي متناول الجميع وأسهم في ذلك بلا شك وسائل التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، ولكن التمايز هو في طريقة فهم تلك المعلومات وتسخيرها لتعظيم القيمة المضافة لعمليات تصريف النفط الخام والمنتجات البترولية بما يضمن رفع إيرادات البلد المنتج للنفط بطريقة علمية ومهنية، وهنا يظهر الفرق جلياً للمتابع للتحليلات المختلفة، وكذلك تبرز أهمية تفعيل الدور المناط ببحوث التسويق ضمن منظومة أي قطاع نفطي يريد أن يرتقي ويعمل وفق روح الفريق الواحد، مع الاستفادة من الخبرات المتوفرة، بشكل متناغم للتأقلم مع تحديات المستقبل، وفي هذا السياق يأتي فهم دقيق لمؤشرات السوق المتسارعة وتحديد أفضل وضع لمبيعات الشركة بما يتماشى وأهدافها الإستراتيجية العامة، مع تقييم متواصل لمدة التحولات هل هي دائمة أو مؤقتة.
مع تحول في معطيات السوق خلال الربع الرابع من عام 2013، يشهد المعروض من النفوط الخفيفة ارتفاعا نسبياً عن المطلوب، بينما هناك هدوء في العوامل الجيوسياسية سواء في مصر أو بالنسبة في سوريا، يعتقد المراقبون في السوق أن أسعار نفط خام الإشارة “برنت” ربما تتحول نحو الكونتانغو حيث تضعف مستوى الأسعار الحالية مقابل المستقبل، وظلت أسعار نفط خام الإشارة برنت في غالب الأوضاع ومنذ عام 2010 في حالة الباكورديشين وهي حالة تؤكد توازن السوق النفطية وكانت أسعار النفط معها تفوق المائة دولار للبرميل خلال السنوات الماضية، ويمكن ملاحظة ارتفاع المعروض في السوق النفطية من خلال عدة مؤشرات: (1) عودة مبيعات العراق من النفط الخام خصوصاً مع انتهاء برامج الصيانة لترتفع المبيعات من 2.1 مليون برميل يومياً خلال شهر سبتمبر 2013 إلى 2.25 مليون برميل يومياً خلال شهر أكتوبر 2013 ومن المتوقع أن يشهد ارتفاعاً خلال شهر نوفمبر 2013 (2) تعافي في إنتاج النفط من بحر الشمال (4) تعافي المعروض من إنتاج النفط الخام من روسيا في أوروبا يؤدي إلى اتساع الفروقات ما بين نفطي خام برنت ويورال الروسي، (5) ارتفاع المخزون النفطي الأمريكي للأسبوع الثامن على التوالي (6) ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية مع تحسن طرق الإنتاج علما بأن حقلي نفط باكان وايغل فورد تنتج %75 من إجمالي إنتاج النفط الصخري.
تتوقع مصادر السوق أن يرتفع الطلب من النفط الخام في الصين وذلك بعد عودة ما يقارب من 800 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير بعد انتهاء موسم الصيانة، كذلك بدء تشغيل مصفاة بينزو بطاقة إجمالية 200 ألف برميل يومياً ومصفاة غوانزو بطاقة إجمالية 240 ألف برميل يوميا.
تقدر مصادر السوق إنتاج العراق من النفط الخام عند 3 ملايين برميل يوميا خلال شهر أكتوبر 2013، وحسب خطة العراق لاستهداف مستوى أعلى للإنتاج، فإن إنتاج العراق سيشهد زيادة خلال عام 2014، ولعل التوقعات المتحفظة في السوق والتي تأخذ في اعتبارها عدة عراقيل تضع الزيادة المتوقعة عند 300 ألف برميل يومياً، ويبدو أن العراق، وحسب مصادر السوق النفطية، مشغول في ربط الكميات الإضافية التي ينوي إنتاجها وفق عقود طويلة الأجل خصوصاً في الأسواق الآسيوية الواعدة، وهنا يجب الإشارة إلى أن هبوط الأسعار دون المائة دولار للبرميل ستكون له تأثيرات سلبية على موازنته، ولذلك تقوم بخطوة ذكية، وهي تقديم مرونة تجذب الزبائن للتوقيع على عقود طويلة الأجل، وتضمن عدم الدخول في تنافس مع بقية المنتجين على أساس مستويات الأسعار، وبالتالي الضغوط لا تكون على مستوى الأسعار بشكل عام، ومن جملة تلك المرونة كما تذكر مصادر السوق منح فترة سماح إضافية للدفع تصل إلى 30 يوما إضافية، وهذا يعني أننا في مرحلة المشتري أو الزبون نتمتع بمزايا في السوق يسعى من خلالها بالحصول على أفضل العروض ويضمن أمن الإمدادات.
المصدر:بوابة الشرق