الرياء
الإثنين14 محرم1435 الموافق18 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
الشيخ محمد أحمد العدوي
المصدر: كتاب “مفتاح الخطابة والوعظ”.
من القرآن الكريم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى[1] كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْـهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} [البقرة: 264].
{إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ[2] اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 142 – 143].
{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ[3]} [الماعون: 4- 7].
{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} [النساء: 38].
من الأحاديث النبوية
عن ابن عباس – رضي الله عنه -ما – قال رجل: يا رسول الله، إني أقف الموقف أُريد وجهَ الله، وأريد أن يرى موطني[4]. فلم يردَّ عليه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – حتى نزل: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]؛ رواه الحاكم (“المستدرك”؛ رقم: 2527/152)، وقال: “صحيحٌ على شرط الشيخين”.
عن جندب بن عبدالله – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي[5] الله به))؛ رواه البخاري (رقم: 6499)، ومسلم (رقم: 2987).
عن أبي سعيد بن أبي فضالة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول: ((إذا جمع الله الأوَّلين والآخرين ليوم القيامة ليومٍ لا ريب فيه، نادى منادٍ: مَنْ كان أشرك في عمله لله أحدًا فليطلب ثوابه من عنده، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك))؛ رواه الترمذي في التفسير من “جامعه” (رقم: 3154)، وابن ماجه (رقم: 4203).
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – قال: ((قال الله – عزَّ وجلَّ -: أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ فمَنْ عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريءٌ، وهو الذي أشرك[6]))؛ رواه ابن ماجه (رقم: 4202)، ورواته ثقات.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – يقول: ((إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه: رجلٌ استُشهِد[7]، فأُتي به، فعرَّفة نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدت، قال: كذبتَ، ولكنك قاتلت لأن يُقال: فلانٌ جريءٌ، فقد قيل. ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار. ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به، فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن[8]. قال: كذبتَ، ولكنك تعلَّمت ليُقال: عالمٌ، وقرأتَ القرآن ليُقال: هو قارئٌ، فقد قيل. ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار. ورجلٌ وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال، فأُتي به، فعرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تحبُّ أن يُنفَق فيها إلا أنفقتُ فيها لكَ. قال: كذبتَ، ولكنك فعلت ليُقال: هو جوادٌ، فقد قيل. ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار))؛ رواه مسلم (رقم: 1905)، والنَّسائي (رقم: 3137)، والتِّرمذي (رقم: 2382) وحسَّنه، وابن ماجه (لم أجده عنده، ووجدته عند الإمام أحمد في “مسنده”؛ رقم: 8078).
ـــــــــــــــــــــــ
[1] المَنُّ: أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه، ويرى أنه أوجب عليه حقًا؛ والأذي: أن يتطاول عليه بسبب ما أسدى إليه؛ ورثاء الناس: سمعتهم؛ وصفوان: حجر أملس؛ والوابل: المطر الشديد؛ والصلد: الصلب الأملس؛ وقوله: {لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} [البقرة: 264]: لا يجدون له ثوابًا في الآخرة كما لا يوجد على الصفوان شيء من التراب لإذهاب المطر إياه.
[2] أصل المادة خدعه كمنعه: ختله، وأراد به المكروه من حيث لا يعلم؛ والمراد: عاملوه معاملة المخادع؛ والذبذبة: تردد الشيء المعلق في الهواء.
[3] المعاونة.
[4] الموطن: المشهد من مشاهد الحرب.
[5] سمع وراءى به: فضحه.
[6] أي: إن عمله للذي أشركه مع الله، لأن الله بريء منه.
[7] قتل في سبيل الله.
[8] قرأتُ فيك؛ أي: لأجلك، القرآن.
المصدر:الألوكة