شهادات المنصفين لمكانة المرأة في الإسلام
الأربعاء 15 صفر 1435 الموافق 18 كانون الأول / ديسمبر2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
وبعد أن مضت سنوات على المجتمع الغربي في ظل مساواة المرأة بالرجل، وإعطائها الحرية في أن تعمل ما تشاء، وتذهب وتجيء متى تشاء، ومع من تشاء، ومشاركتها في الحياة بجميع جوانبها السياسية، والعسكرية، والمدنية، ونحوها، أدرك الغرب تلك النتائج السيئة، والآثار المدمرة، التي تهدد المجتمع والحضارة الغربية بالسقوط..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وبعد أن مضت سنوات على المجتمع الغربي في ظل مساواة المرأة بالرجل، وإعطائها الحرية في أن تعمل ما تشاء، وتذهب وتجيء متى تشاء، ومع من تشاء، ومشاركتها في الحياة بجميع جوانبها السياسية، والعسكرية، والمدنية، ونحوها، أدرك الغرب تلك النتائج السيئة، والآثار المدمرة، التي تهدد المجتمع والحضارة الغربية بالسقوط، واطّلع كثير منهم، وقرأوا عن مكانة المرأة في المجتمع المسلم، وما لها من الحقوق، وما عليها من الواجبات، فانطلق ملايين منهم يعظمون مكانة المرأة في الإسلام، ويطالبون بمثل تلك المكانة، وأن ذلك يمثل المخرج من المستنقع الذي سقطوا فيه، ويطالب كثير من النساء في الغرب أن يكون لهن من الحقوق والواجبات مثل ما للمرأة المسلمة.
ومن تلك الشهادات ما يأتي:
المؤتمر النسائي في ألمانيا: في عام 1991م نظمت وزيرات المرأة والأسرة في الحكومة الألمانية الإقليمية مؤتمرًا حاشدًا، كان يمثل مظاهرة نسائية رسمية ضخمة، استهدفت تأكيد دور المرأة في المجتمع الألماني، وطالبت النساء في المؤتمر بالحقوق التي تتمتع بها المرأة المسلمة، منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، لا سيما احتفاظ المرأة الألمانية باسم والدها بدلاً من إجبارها على حمل اسم زوجها (المرأة والأسرة المسلمة د. عماد الدين خليل 10). يقول المؤرخ البريطاني (سيرها ملتون): “… نرى أن الموقف الإسلامي تجاه المرأة، والطريقة الإسلامية في فهم شخصيتها، ونظامها الاجتماعي، وطريقة حماية التشريع الإسلامي لها، توافق كثيرًا ما عليه في الديانات الأخرى” (المرجع السابق 38 نقلاً عن: الاتجاهات الحديثة في الإسلام 123).
ويقول (روجيه كارودي): “إذا قارنا قاعدة القرآن بقواعد جميع المجتمعات السابقة، فإنها تسجل تقدمًا لا مراء فيه، ولا سيما بالنسبة لأثينا، وروما؛ حيث كانت المرأة قاصرة بصورة ثابتة” (المرأة والأسرة المسلمة د. عماد الدين خليل 39) ويضيف قائلاً: “في القرآن تستطيع المرأة التصرف بما تملك، وهو حق لم يُعترف لها به في معظم التشريعات الغربية، ولا سيما في فرنسا إلا في القرن التاسع عشر، والعشرين، أما في الإرث فصحيح أن للأنثى نصف ما للذكر، إلا أنه بالمقابل تقع جميع الالتزامات لا سيما أعباء مساعدة أعضاء الأسرة الآخرين على عاتق الذكر، المرأة معفاة من كل ذلك، والقرآن يعطي المرأة حق طلب الطلاق، وهو ما لم تحصل عليه المرأة في الغرب إلا بعد ثلاثة عشر قرنًا”.
المستشرق الفرنسي (در منغم): “فمن المزاعم الباطلة أن يقال: إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة وأمًّا، كما تُذم النصرانية؛ لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام، ولعنها إياها، فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين، وأن المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة، والأذرع العارية، ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا، ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي، والحب الروحي، ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية والمثالية والحب العذري” (المرأة والأسرة المسلمة 41 نقلاً عن: كتاب حياة محمد 331).
ويقول المفكر الفرنسي (كوستاف لوبون): “فضل الإسلام لم يقتصر على رفع شأن المرأة، بل نضيف إلى هذا أنه أول دين فعل ذلك” (المرجع السابق 42). ويقول (كوستاف لوبون) عن مبادئ المواريث كما نص عليه القرآن بأنها: “بالغة العدل والإنصاف، ويظهر من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والإنجليزية، أن الشريعة الإسلامية منحت الزوجات اللائي يزعمن أن المسلمين لا يعاشروهن بالمعروف، حقوقاً في المواريث لا تجد مثلها في القوانين”، ويصف حالة النساء المسلمات الحاضرة بأنها “أفضل من حالة أخواتهن في أوروبا، وأن نقصان شأنهن حدث خلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن على كل حال.. إن الإسلام الذي رفع المرأة كثيرًا بعيدٌ عن خفضها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا إليه كثيرون”، ويتحدث ويقول عن حقوق المرأة: “أفضل كثيرًا من حقوق الزوجة الأوروبية، فالزوجة المسلمة تتمتع بأموالها الخاصة فضلاً عن مهرها، وعن أنه لا يطلب منها أن تشترك في الإنفاق على أمور المنزل، وهي إذا أصبحت طالق أخذت نفقته، وإذا تأيمت كذلك”. ويقول (لاينتز): “إن للمرأة المسلمة مركزًا شرعيًا أفضل من مركز المرأة الإنجليزية بكثير”. وتوسع (ايفلين كوبولد) دائرة المقارنة فتقول: “إن حرية الإسلام أوسع وأفضل من حريتها عند غيره من الأمم والجماعات” (المرجع السابق 56، نقلاً عن: كتاب البحث عن الله).
من أقوال الغربيين في الحجاب:
1. هنري دي كالستر: “لقد أصبحت للمسلمين أخلاق مخصوصة؛ عملاً بما جاء في القرآن، أو في الحديث، وتولدت في نفوسهم ملكات الحشمة، والوقار، وجاء هذا مغايرًا لآداب الأمم المتدينة اليوم على خط مستقيم، ومزيلاً لما قد كان يحدث من ميل الشرقيين إلى الشهوات لولا هذه التعاليم المفروضة، والفرق بين الحشمة عند المسلم، وبينها في المسيحي كما بين السماء والأرض” (كتاب المرأة والأسرة المسلمة 64).
2. كوستاف لوبون يقول: “إن المرأة في الشرق تحاط برقابة شديدة، ولا يزورها رجل، ولا تخرج من بيتها إلا مبرقعة، وإذا عدوت الآستانة وجدت النساء الشرقيات مصحوبات على العموم، ولا يتعرض أحد لهن إلا نادراً، ولا نعجب كثيرًا إذن من قول الشرقيين أن نساءهم أفضل من الأوروبيات” (المرجع السابق 70 نقلاً عن: كتاب حضارة العرب 409).
3. روز ماري تقول: “الحجاب شيء أساس في الدين الإسلامي؛ لأن الدين ممارسة عملية أيضًا، والدين الإسلامي حدد لنا كل شيء، كاللباس، والعلاقة بين الرجل والمرأة، والحجاب يحافظ على كرامة المرأة، ويحميها من نظرات الشهوات، ويحفظ كرامة المجتمع، ويكفّ الفتنة بين أفراده، لذلك فهو يحمي الجنسين من الانحراف، وأنا أومن أن السترة ليست في الحجاب فحسب، بل يجب أن تكون العفة داخلية أيضًا، وأن تتحجب النفس عن كل ما هو سوء” (المرجع السابق 70 نقلاً عن: رجال ونساء أسلموا 8/ 25-26).
4. ماكلوسكي تقول: “إن الإسلام يحضنا نحن النساء على القيام بالعمل المثمر، شريطة أن نلتزم بالحشمة في لباسنا، وأن نستر جمال أجسادنا، وعلينا أن نكون جادين في حديثنا، وهكذا الإسلام لا يمنع المرأة من ممارسة أي عمل شريف يناسب طبيعتها.. ” (كتاب المرأة والأسرة المسلمة 73).
5. لورا فاكليري تقول: “اجتنابًا للإغراء بسوء السلوك ودفعًا لنتائجه، يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ حجابًا، وأن تستر جسدها كله، ما عدا تلك الأجزاء التي تعتبر حريتها ضرورة مطلقة كالرجلين والقدمين، وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال، وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية بعزل النساء عن الرجال، والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلتا تجارة البغاء المنظمة مجهولة بالكلية في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو سلطان، وإذا كان أحد لا يستطيع أن ينكر قيمة هذه المكاسب فيتعين علينا أن نستنتج أن عادة الحجاب كانت مصدر فائدة لا تثمن للمجتمع الإسلامي” (المرجع السابق 73 نقلاً عن: كتاب دفاع عن الإسلام 103- 104).
من أقوال الغربيين في الأسرة المسلمة:
1. سالي جان مارش تقول: “إن المشكلات العائلية التي يعاني منها الغرب، لا وجود لها بين الأسر المسلمة التي تنعم بالسلام والهناء، وكذلك الحب، فلا الزوج ولا زوجته في ظل الإسلام يعرفان شيئًا عن موعد العشاق، ومودة الصديقات، السائدين هذه الأيام في الأقطار غير الإسلامية، لقد أحببت هذا الجانب من الحياة الإسلامية كثيرًا، لأنه يمنح الزوج والزوجة والأبناء ما يحتاجونه من حب، وإخلاص، وسلام يعمر حياتهم، وليس ذلك فحسب، بل بفضل هذا الإخلاص في العلاقات الزوجية بين المسلمين، هم واثقون من أن أبناءهم من أصلابهم فعلاً غير دخلاء عليهم، وهذا مفقود في المجتمعات الأخرى” (المرأة والأسرة المسلمة 73(.
2. كوستاف لوبون يقول: “إن حالة النساء المسلمات الحاضرة، أفضل من حالة أخواتهن في أوروبا، وحتى عند الترك، إن الإسلام الذي رفع المرأة كثيرًا بعيدًا عن إهانتها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي فقد سبقنا إليه كثيرون”، ويقول أيضًا: “إن تعدد الزوجات المشروع عند الشرقيين، أحسن من تعدد الزوجات الريائي عند الأوروبيين، وما يتبعه من أعداد كبيرة من الأولاد غير شرعيين”.
3. سالي مارش تقول هي أيضاً: “على فرض وجود القيود على المرأة المسلمة في ظل الإسلام، فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة المرأة المسلمة نفسها، ولخير الأسرة، وللحفاظ عليها قوية متماسكة، وأخيرًا فهي لخير المجتمع الإسلامي بشكل عام”، وتقول أيضاً: “لقد لاحظت أن المشكلات العائلية التي يعاني منها الغرب لا وجود لها بين الأسرة المسلمة”.
4. ماكلوسكي تقول هي أيضاً: “في ظل الإسلام استعادت المرأة حريتها، واكتسبت مكانة مرموقة، فالإسلام يعتبر النساء شقائق مساوين الرجال، وكلاهما يكمل الآخر”، وتقول أيضاً: “إن المرأة المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة، ولكنها اليوم مخدوعة -للأسف- ببريق الحضارة الغربية الزائف، ومع ذلك فسوف تكتشف يومًا ما كم هي مضللة في ذلك، بعد أن تعرف الحقيقة” (المرجع السابق 433- 436).
5. تقول روز ماري هاو : “إن الإسلام قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها كإنسانة، وكامرأة، وعلى عكس ما يظن الناس من أن المرأة الغربية حصلت على حقوقها، فالمرأة الغربية لا تستطيع مثلا أن تمارس إنسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة المسلمة، فقد أصبح واجباً على المرأة في الغرب أن تعمل خارج بيتها؛ لكسب العيش، أما المرأة المسلمة فلها حق الاختيار، ومن حقها أن يقوم الرجل بكسب القوت لها، ولبقية أفراد الأسرة، فحين جعل الله سبحانه وتعالى للرجال القوامة على النساء، كان المقصود هنا أن على الرجل أن يعمل؛ ليكسب قوته وقوت عائلته، فالمرأة في الإسلام لها دور أهم وأكبر من مجرد الوظيفة، وهو الإنجاب، وتربية الأبناء، ومع ذلك فقد أعطى الإسلام للمرأة الحق في العمل إذا رغبت هي في ذلك، وإذا اقتضت ظروفها ذلك” (المرأة والأسرة المسلمة 73).
6. واندر: “من خلال معايشتي للمسلمين اكتشفت العلاقة الرائعة بين أفراد الأسرة المسلمة، وتعرفت كيف يعامل الآباء المسلمون أبناءهم، وعرفت العلاقة الوثيقة التي تربط أفراد الأسرة المسلمة، كما أعجبت بالمكانة التي يتمتع بها كبار السن بين المسلمين، وفي الوقت الذي أجد فيه كبار السن في الغرب، وفي بلادي أمريكا، قمة الحضارة الغربية المادية المعاصرة، يلقى بهم في مؤسسات العجزة، وينبذون فلا يلتفت إليهم أحد، أجد الجد والجدة المسلمين في مركز الأسرة، وبؤرتها من حيث الحفاوة والتكريم، لقد أحببت ذلك كثيراً”.
7. مونتكومري وات: “إن الفكرة الرائدة في القرآن، هي أنه إذا تبنى المسلمون تعدد الزوجات، فإن جميع الفتيات اللواتي هن في سن الزواج يمكنهن الزواج بصورة حسنة” (المرجع السابق 73 نقلاً عن:كتاب قالوا عن الإسلام 438- 440).
عبد الرحمن بن علي إسماعيل
التصنيف: قضايا المرأة المسلمة
المصدر: موقع المختار الإسلامي