سوريا: حملة دولية لوقف الكارثة الإنسانية في مخيم اليرموك

أرشيفية

الأحد،10 ربيع الاول 1435ه الموافق 12 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

سوريا – دمشق

انطلقت في عدة مدن عربية وأوروبية أمس حملة للضغط على الرأي العام العربي والعالمي من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها من بقي من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر جنوبي العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد تحذير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) من خطورة الوضع الإنساني.

وستتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار “أنقذوا مخيم اليرموك” عدة وقفات احتجاجية، تشارك فيها عدة حركات وتجمعات أهلية مستقلة، بعد وفاة أكثر من ثلاثين شخصا غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعاً؛ بسبب الحصار التام المفروض منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال الناشط الإعلامي رامي السيد في مقابلة هاتفية مع الجزيرة من مخيم اليرموك في دمشق، إن أكثر من أربعين ألفاً من سكان المخيم ومثلهم في أحياء جنوب دمشق يعيشون على وجبات من الحشائش.
وشدد على أن النظام يمنع دخول أي مواد غذائية على تلك الأحياء، مشيرا إلى أن اتفاقا وقعته الفصائل المسلحة يتضمن هدنة لإدخال الغذاء إلى المدنيين.
وفي سياق الحملة، قال مدير مركز العودة الفلسطيني، ومنسق المكتب الدولي لمتابعة شؤون فلسطينيي سوريا ماجد الزير، إن ما يحدث في مخيم اليرموك عنوان لنكبة تتكرر مع الفلسطينيين منذ عام 1948.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة من إسطنبول- أن هناك جهودا سياسية ودبلوماسية منذ بدء الحصار، مشيرا إلى “حملة الوفاء الأوروبية” التي أوصلت أغذية لسوريا بجهود فلسطينية، رغم أنها لم تدخل مخيم اليرموك.
وأوضح أنهم أمام خيارين، فإما أن يبقوا مكتوفي الأيدي، أو يقوموا بالتحرك الذي يقومون به، رغم ملاحظة أنه غير كاف، ولم يصل إلى هدفه.
وتأتي هذه الحملة بعد أن جددت “أونروا” تحذيرها من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق؛ نتيجة الحصار الخانق المفروض عليه منذ عدة أشهر، حيث قال ناشطون إن العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعا هناك.
قال الناطق الرسمي لـ”أونروا” بالشرق الأوسط سامي مشعشع لـ”الجزيرة” إن أكثر من عشرين ألف شخص معظمهم فلسطينيون، إضافة إلى عائلات سورية يعانون داخل مخيم اليرموك من وضع مأساوي هو من صنع الإنسان وليس الطبيعة.
وأكد مشعشع أن أطعمة مخصصة للحيوانات أصبحت أكلات دائمة للأطفال في مخيم اليرموك.
وأشار إلى أن كل محاولات “أونروا” صُدت، موضحا أن شاحنات مساعدات تتوجه يوميا لمخيم اليرموك، وما إن تتخطى الحاجزين الأول والثاني حتى تتعرض لإطلاق نار بوصولها للحاجز الثالث.
وقال مشعشع إن الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إقامة ممر إنساني آمن يكون بمنأى عن أطراف النزاع في سوريا؛ وذلك من أجل التوصل لإدخال المواد الحيوية للمخيم والسماح لمن يرغب في مغادرة المخيم بطريقة آمنة.

اقرأ أيضا  الصحة تحذّر من توقف عمل المولدات الكهربائية داخل مستشفيات بغزة


من جهته، اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، ما يجري في مخيم اليرموك هو “نكبة ثانية لا يجوز السكوت عنها“.
وأكد البرغوثي “أن ما يعانيه أبناء شعبنا في مخيم اليرموك من موت وجوع وتهجير، يعيد الى الأذهان ما تعرضوا له إبان جريمة النكبة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 48“.
ودعا إلى “إنهاء معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في سورية، خاصة في مخيم اليرموك وتجنيبهم ويلات الحرب والصراع التي هم ليسوا طرفا فيها، وعدم استخدامهم وقودا لأهداف فئوية ومصالح خاصة“.
وقال البرغوثي: “إن أبناء شعبنا في مخيم اليرموك يتعرضون لمأساة حقيقية تتمثل بعمليات القتل والاستهداف والتشريد والجوع والحصار، وأنهم باتوا في ظروف صعبة تتهدد حياتهم بعد أن قضى العديد منهم جوعا“.
وطالب النائب الفلسطيني جميع الجهات “بتحمل مسؤولياتهم لإنقاذ حياة أبناء شعبنا الذين يموتون جوعا وبردا، والعمل على إيصال أدنى مقومات الحياة لهم”، مشيرًا إلى أن أكثر من 150 ألف فلسطيني هجروا من مخيم اليرموك، وأن نحو ألفي شخص آخر قتلوا خلال الأحداث الدائرة هناك

اقرأ أيضا  الطفل الأسير الجنيدي يحكي عن تعرضه للضرب المبرح خلال الاعتقال

المصدر: وكالات

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.