حفيد القس الأمريكي وليام ويب

الأربعاء ،27 ربيع الاول 1435ه الموافق 29 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

جملة واحدة شرحت صدري للإسلام 

هو حفيد قس أمريكي واعظ  في ولاية “أوكلاهوما”، اعتاد منذ صغره على الحضور إلى الكنيسة، وممارسة أنشطة مختلفة بها مرتين في الأسبوع.

كان عمره لا يتجاوز الخامسة عندما انتبه لما يقال له في دروس الوعظ.. فقد كان الوعاظ يبدؤون تعليم الأطفال بسرد قصص الأنبياء .

يقول: لاحظت أن القاسم المشترك بين سيدنا آدم إلى سيدنا يحيى عليهم السلام هي عبادة توحيد وكأن الإسلام يجمعهم، ثم يأتي الدور على قصة سيدنا عيسى عليه السلام فيقال لنا إنه مفتاح الجنة وأن علينا أن نعبده..

ويكمل: عندما سمعت هذا رجعت حائرا إلى بيتي وسألت أمي: أنعبد عيسى؟ فقالت نعم، هل هو مفتاح الجنة؟ فقالت: نعم، فقلت الذين سبقوه هل كانوا يعبدونه؟ فقالت لا، وحينها أكملت السؤال: فكيف يدخلون الجنة وهم لم يكونوا يعبدونه ؟! وساعتها اندهشت وقالت: لا أعرف .

مضت السنوات بـ “ويليم ويب” حائرا يفكر وعندما كان في عمر 13-14 عاما قرأ كتاب للأمريكي مالكوم إكس يتحدث فيه عن الإسلام، حيث تأثر بالكتاب كثيرا، وعرف منه أمورا كانت تشكل له ألغازا في الإسلام .

اقرأ أيضا  العالم يرفض بشدة تصريحات ترامب "العنصرية" ضد المهاجرين

 ويوضح: قبل ذلك كان التصور السائد الذي ينقل إلينا يوميا أن المسلمين متخصصون في التفجيرات وضرب المرأة.. وأذكر عندما كنت في الكنيسة قالت لنا أستاذة بلهجة مسرحية تخيفنا: المسلمون سيأتون إليكم بالمسدس ويقولون: اتركوا عيسى وإلا قتلناكم!

أمضى وليام سنوات المراهقة في عزف موسيقى “الهيب هوب” إلى جانب تأملاته ثم عمل كمشغل أغاني، فكانت المحطة الثالثة التي قابل فيها بعض الأصدقاء الذين كانوا يقرؤون عن الإسلام ولم يسلموا بعد، فتأثر بمناقشاتهم لدرجة كبيرة استكملت عنده مفاهيم أخرى عن الإسلام .

ويحكي: كانت لدينا سوق كبيرة في ولاية أوكلاهوما  ونطلق عليها موريتانيا الولايات المتحدة لأنها صحراوية، وفي السوق كان هناك رجل أراه كثيرا يرتدي دشداشة وعمامة سودانية ويتحدث دوما عن الإسلام، فاقتربت منه ذات مرة وأنا متعطش للمعرفة، ورحت أسأله عن حقيقة هذا الدين، وهل يكره المسلمون الرجل الأبيض حقا؟ وهل سيهددونه بالمسدس؟ فقال: لا، إنما هو دين الرحمة والمحبة، وإن الدين يخبرنا بأنه لا فضل لإنسان على إنسان والناس سواسية و “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

 تأثر وليام بهذا الجواب وساعتها قال له الشيخ الداعية: إذا تريد أن تقرأ شيئا عن الإسلام خذ هذا، وأعطاه كتيبا أخذه منه شاكرا وعاد إلى بيتي متلهفا على قراءته ودخل على الفور دورة المياه متخفيا من أمه لأنه لو رأته يمسك مثل هذه الكتب لحولته الى (لحم مشوي) وفق وصف وليام.

اقرأ أيضا  تقرير: القرى تتحول في موسم قطف الزيتون إلى ساحة مواجهات ساخنة

يكمل: عندما قرأت الكتيب تعجبت لأنه كان محددا مختصرا يجيب عن كل الأساسيات التي ينبغي على المرء أن يعرفها: من هو الله؟ ما هي وظيفتنا في هذه الحياة؟ وكنت عندما أسأل أي شخص عن أمر مماثل يستغرق أسبوعا إلى أن يجيبني!

قلت في نفسي: هذا هو الدين الحق، ولكني أردت الاستزادة،  وقد نمى في قلبي حب الإسلام والبحث عن الحقيقة. اتجهت إلى المكتبة العامة وكان عمري عشرين عاما، واستعرت ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، وقرأت الكتاب ليلا دون أن ينتبه أحد فانشرح صدري أي انشراح! وعرفت الحقيقة.. رزقني الله بها، فعندما تقرأ: “ذلك الكتاب لاريب فيه” تشعر أنك تؤسس حياتك على حقيقة ويقين، عندها أسلمت وأطلقت على نفسي اسم “صهيب” والحمد لله .

كان اعتناق “ويليام” للإسلام هو البداية وليس النهاية، فلم يكتف بإنهاء دراسته التربوية بجامعة “أوكلاهوما سيتي”، ولكنه أصر على أن يحفظ القرآن، والتعمق في العلوم الشرعية.

اقرأ أيضا  قراءة في التقارب الحمساوي المصري

تزوج بفتاة مسلمة من ماليزيا، ثم شدّ الرحال معها وطفليه إلى القاهرة لطلب العلم، حيث التحق بالثانوية الأزهرية، ثم أتم الدراسة بجامعة الأزهر، وحرص منذ ذلك على ارتداء الزي الأزهري في خطب الجمعة والدروس في الولايات المتحدة الأمريكية.

عندما أتم الشيخ صهيب الأربعين من عمره، بدأ رحلة دعوية جديدة في مدينة “روكسبري” بعد توليه القيادة بالجمعية الإسلامية بالمركز الثقافي ببوسطن، والتي تضم أكبر مساجد “نيو إنجلاند.

جهد مشكور

أخرج الشيخ صهيب 11 اسطوانة مدمجة عن أمهات المؤمنين خص منها السيدة عائشة رضى الله عنها بثلاثة منها قائلا أنه لم يوفيها حقها كفقيهة ومحدثة.

مصادر:

–         مدونة :سودانيز ان بوسطون

–         برنامج للشيخ محمد العوضي مرفوع على اليوتيوب بتاريخ 07/08/2008

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.