من هو العدو الأكبر
الإثنين،1جمادى الأولى1435ه الموافق 3 آذار/ مارس2014م وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
لم يغفل منهج الإسلام العظيم عن بيان أعدائنا, ووضع القواعد والأسس لمعرفة ما يجد من أعداء في مستقبل الزمان, قال تعالى: (والله أعلم بأعدائكم).
وإنه لمن المهم جداً أن نعرف من هو أكبر وأخطر أعداء البشرية على الإطلاق,ومن هو هذا العدو الذي فصَل لنا القرآن أمره وبين لنا خطره , من هو هذا العدو الذي استحوذ على النصيب الأكبر من الخلق في سوق الإغواء , والذي أخذ بمبادئ الجودة الشاملة , فطبقها أحسن تطبيق , عرف قيمة الوقت فأحسن استغلاله , ووضع الرسالة ورسم الأهداف وحشد الجنود حولها, فما اختلفوا في أمر , حلل نقاط القوى والضعف لدى الإنسان وبيئته , مبدع في التحفيز , وداعياً إلى التمكين , شكل فِرق العمل , وعمل بروح الفريق ,عرف أن الإدارة هي المتابعة , فأخذ بها على نحو لا يُجارى , وأيقن بالتحسين المستمر والابتكار والإبداع, راعى ضرورة التقييم والمراجعة فعمل بها لتصحيح المسار , إداري من الطراز الأول ورأس في تطبيق الجودة الشاملة, لكن في إدارة برامج الإغواء والإفساد.
لا يجوز لنا مع عدو هذا شأنه وهذه قدراته أن نضعه في ذيل قائمة الأعداء , بل لا يحسب له بعضُنا أي حساب.
هذا العدو , جعل هدفه الأوحد “ولأغوينهم أجمعين”وقال “فبعزتك لأغوينهم أجمعين” وقال “وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم” كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم , استخدم أداة التحليل فعرف نقاط ضعف الإنسان [شهوة وحب للمال وعجلة وبخل وطمع وجزع ويأس وغيرها] , وعرف نقاط قوته [إيمان وعبادة وأخلاق فاضلة وغيرها] , هذا ما كان من تحليله للإنسان , وأما بيئة الإنسان فكذلك عرف نقاط ضعفها [أماكن الرذيلة ومعازف الشياطين وصحبة السوء والمواقع الإباحية وغيرها] , وعرف أن قوة بيئة الإنسان تكمن في [التمسك بالجماعة والمساجد ومراكز العلم والصحبة الصالحة وغيرها] , ومن ثم وظف نتائج تحليله في رسم خططه وبرامجه , مقوياً لنقاط الضعف كحب الخلود قال تعالى “فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين” وقال “هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى” وموهناً لنقاط القوة كما أوهن دور أحد المساجد , فجعله مسجد ضرار , هذه الخطط وآليات العمل , فصلها الله لنا في القرآن الكريم وفصلها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته , وأجملها الله في قوله سبحانه “ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين”.
نعم إنه العدو الأكبر للبشرية , الشيطان الرجيم , رأس وأستاذ في إدارة الجودة الشاملة , لكن في الإغواء , وإداري من الطراز الأول , لكن في إدارة الفساد , فضحه الله وعّراه وأخزاه , غير أننا تجاهلناه وما عاديناه حق العداوة , والله سبحانه يقول “إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير” ولا يرضى لنا هذا الرجيم سوى النار.
موقع “عودة ودعوة