الأقصى عروس كرامتنا

الجمعة،10جمادى الثانية1435هالموافق11نيسان/أبريل2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا“.

عمر عياصرة

في كل مرة تتعرض فيها القدس وأقصاها لاعتداءات الصهاينة، نكتشف وعلى أكثر من صعيد، مدى وحجم ضعف الواقع العربي والفلسطيني في التعامل والتعاطي مع الإساءة للقدس.
ويستوي في ذلك ـ وللأسف ـ الموقف الرسمي منه والشعبي كذلك، فما زالت ردود فعل الأمة بمجملها تجاه ما يحاك للأقصى من مؤامرات لا تنسجم من حيث المستوى المطلوب والمتناسب مع مكانة القدس الدينية والسياسية.
ما يميز الاعتداءات الأخيرة أنها جاءت في توقيت وسياق لم نعهده سابقا، فالواقع الفلسطيني في هذه الأثناء يعيش واحدة من أشد أزماته الذاتية على الإطلاق، إذ ناهيك عن الانقسام الفلسطيني السياسي، وتجاذباته المعقدة، يشهد المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية مؤامرة شديدة الوقع وعميقة التأثير، تبدأ من عملية غسل دماغ جمعي هادفة لتنحية المجتمع في الضفة عن التفاعل مع ما يجري على الساحة الفلسطينية بعامة والمقدسية بخاصة.
ما تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، يتجاوز مسألة الضبط الأمني إلى الرغبة بضرب بنية المجتمع التحتية ومبادئه، التي تمسك بها وقدم شهداءه نصرة لها وبالتالي تأهيله لقبول ما يريده حكام الضفة، حتى ولو كان تعديا على الثوابت والمقدسات.
إن تمادي الصهاينة على الأقصى، يشكل معادلا موضوعيا لموقفهم من قوة الرسمي العربي وانحيازاته، فهم ـ أي الصهاينة ـ يعلمون يقينا، أن العربي الرسمي ضعيف ومواقفه مهترئة، بل تصل بهم المدارك لدرجة القناعة، أن الرسمي العربي هو المسيطر على ردود الفعل السلبية للشعوب ولقواها الحية تجاه ما يقومون به من انتهاكات مبرمجة هادفة لتقويض الحق العربي والفلسطيني في القدس وسائر فلسطين، من هنا تتزاحم عناصر الضعف العربي والفلسطيني، بإرادتهم، لتعطي الإسرائيلي زخما وقوة غير مسبوقة ليفعل الأفاعيل ويعربد على الجميع دون استثناء.
المشرق في هذه الظلمة أن القدس تشكل عنوان كرامة وقادرة أن تصوغ همما ورموزا بفعل تأثيرها ومكانتها التي حباها الله، فصلاح الدين لم يصل للمكانة التي ارتقاها لولا القدس، من هنا جاءت المقاومة ومشروعها لتعبر عن الكرامة وتتعانق معها، والمقاومة مطلوبة على كافة الصعد، ومن الجميع، فالمؤامرة أكبر من الصمت، والقدس عروس كرامتنا، فهل من مجيب؟

اقرأ أيضا  مقالة:الديانة الاسلامية الأولى والاسرع انتشاراً في العالم

المصدر: السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.