“انتفاضة السكاكين” ضربت 3 فرضيات أساسية لحكومات الاحتلال

alwafd.org
alwafd.org

الثلاثاء 14 محرم 1437//27 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
غزة
انشغلت المراكز البحثية بالكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة بتقديم تفسيراتها لموجة العمليات الفلسطينية ضد “الإسرائيليين”، ومحاولة خبرائها وباحثيها تقديم توصياتهم لصناع القرار بالاحتلال الإسرائيلي في كيفية التعامل مع الانتفاضة بأقل قدر من الخسائر البشرية والسياسية.
ومن بين هذه الدراسات تلك التي أعدها أودي ديكل، وهو جنرال احتياط في جيش الاحتلال والرئيس السابق لدائرة المفاوضات “الإسرائيلية” مع الفلسطينيين، بعنوان “الوضع الإستراتيجي للقدس يتطلب إجراء تغييرات سياسية”، ذكر فيها جملة استخلاصات من الأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة المقدسة.
ومن أهم ما قاله إن هذه الأحداث ضربت ثلاث فرضيات أساسية بقيت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة ترددها، وهي أولا قدرتها على الحفاظ على الأمر الواقع في القدس من دون احتجاج فلسطيني أو عربي، لكن الانتفاضة جلبت ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية غاضبة على “إسرائيل”.
وثانيا التقدير الاستخباري الخاطئ بأن “إسرائيل” سوف تبقى بعيدة عن تأثيرات الربيع العربي الذي يجتاح المنطقة، بحيث تكون بمنأى عن تأثيراته السلبية، وأتت أحداث الانتفاضة لتجعل “إسرائيل” في قلب العاصفة وتسلط عليها الأضواء مجددا، لاسيما تعاظم تأثير الحركات الإسلامية، وثالثا تبدد أحلام الصهاينة بأن تبقى القدس عاصمة موحدة أبدية لها دون تدخل فلسطيني عربي دولي.
وأوصى ديكل بأربع توصيات لحكومة الاحتلال من أجل التعامل مع الأحداث الجارية، تتمثل في تشكيل لجنة تنسيق “إسرائيلية” فلسطينية لبحث الوضع القائم في القدس، وتقديم جملة تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين، ومحاولة إشراك القيادة السياسية لعرب 48 في اتخاذ القرارات التي تخص مستقبلهم، وإقامة سلطات محلية تخص رعاية وإدارة شؤون الفلسطينيين في شرقي القدس.
أما الباحث في الشؤون العسكرية كوبي ميخائيل فنشر دراسة بعنوان “التصعيد مع الفلسطينيين: ملاحظات وتوصيات”، ذكر فيها أهم نتائج التصعيد الميداني الحاصل بين الفلسطينيين والصهاينة حيث قال إن الأحداث الجارية لم تصل بعد مرحلة الانتفاضة الشعبية الحقيقية، بل هي تصعيد تدريجي يترافق مع أحداث عنف واضطرابات أمنية، تشير ضمنا إلى إمكانية فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة على الشارع.
ولمواجهة هذا الوضع، دعا ميخائيل حكومة الاحتلال إلى رفع مستوى التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمنع اندلاع موجة عنف كبيرة وامتدادها في مختلف المناطق، وعدم اتخاذ أي إجراءات أمنية ميدانية من شأنها توجيه عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين.
وفي الوقت ذاته -يتابع ميخائيل- على الصهاينة أن يعلموا جيدا أن عدم إدارة الأزمة الحاصلة مع الفلسطينيين بصورة هادئة قد يسفر عن امتداد آثارها لتصبح حربا دينية تعم كل المنطقة، وهذا في غير صالح “الإسرائيليين” على الإطلاق.
وبدورها تناولت الباحثة تسيفي يسرائيلي في دراستها المعنونة بـ”العمليات الفردية..تقييم إعلامي”، كيفية تغطية إعلام الاحتلال لظاهرة العمليات الفردية الأخيرة عبر الطعن والدعس وإطلاق النار، بالإشارة إلى أن متابعته الحثيثة والمباشرة لهذه العمليات تسببت في ممارسة ضغط كبير على صانع القرار “الإسرائيلي” لاتخاذ خطوات قاسية ضد الفلسطينيين.
وبحسب يسرائيلي، فقد تؤدي التغطية الإعلامية، عن قصد أو دون قصد، لتصعيد دائرة العنف الجارية بين الجانبين، لذا فإن ظاهرة العمليات الفردية تبدو من دون حلول جذرية ممكنة، ولذلك فهي معضلة حقيقية بالنسبة لإسرائيل، لأنها نجحت في فقدان المواطن اليهودي شعوره بالأمن الشخصي.
وتضيف يسرائيلي أن التغطية الإعلامية “الإسرائيلية” للعمليات أخذت الأوضاع الأربعة التالية، وهي أولا حين يكون هناك قتلى “إسرائيليون” تخرج التغطية عن طبيعتها العادية، بل يطغى الطابع المباشر وأخذ ردود الأفعال على الهواء مباشرة.
وثانيا حين تتقارب الفترات الزمنية لتنفيذ العمليات يطلق الإعلام “الإسرائيلي” عليها عبارات “دوامة الإرهاب، وأيام دامية، وعملية تتبعها أخرى، وعنف لا يتوقف”.
وثالثا حين تحصل عمليات فلسطينية خارج أراضي الضفة الغربية، في القدس مثلا أو داخل “إسرائيل”، تجرى تغطيات تثير خوف “الإسرائيليين” المتزايد، ورابعا حين يكون القتلى من جنود الاحتلال تختلف التغطية قليلا بالإشارة لتفاصيل أكثر للعملية، وكيف نجح الفلسطينيون في استهداف جنود مدججين بالسلاح، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  استشهاد ثلاثة مواطنين في تجدد القصف الإسرائيلي على غزة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.