المنسّق الأممي نايجل فيشر: 3.5 ملايين سوري من دون مساعدات
الخميس،2جمادى الثانية1435 الموافق3نيسان/أبريل 2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا“.
حوار: لؤي شعبان
أكد مساعد الأمين العام المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة نايجل فيشرخلال هذا الأسبوع أن الكويت شريك مهم ورائدة في المجتمع الدولي في مجال المساعدة الإنسانية.
وقال فيشر في لقاء مع القبس إنه لم يعد مقبولا استمرار الوضع الإنساني الصعب في سوريا، في ظل وجود ربع مليون سوري محاصرين في مناطق، لا تصل اليهم المساعدات الإنسانية، و3 ملايين الى 3 ملايين ونصف المليون سوري لم يتلقوا المساعدات منذ وقت طويل!
وأضاف فيشر ان هناك 9 ملايين سوري بحاجة الى مساعدات إنسانية، مشيرا الى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أبلغه بتسلم نصف مليار دولار من إجمالي الــ 2.4 مليار، التي أعلن عنها في مؤتمر المانحين 2 حتى الآن.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• حدّثنا بداية عن الغاية المرجوة من زيارتك الكويت.
– إنها زيارة قصيرة، للقاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د. عبدالله المعتوق، حيث عقدنا اجتماعاً مثمراً، وشعرت بتمتع د. معتوق بالديناميكية، وله كثير من الأفكار الجيدة. وهو فاعل في الجهود التي تبذلها الكويت لتوفير الدعم الإنساني لأبناء الشعب السوري.
مؤتمر المانحين
• ما رؤيتكم لمؤتمر المانحين 2، الذي استضافته الكويت في يناير الماضي؟
– أعتقد أن المؤتمر كان ناجحا للغاية، فكما قلت قبل انعقاد المؤتمر إنه إذا نجحنا في الحصول على تعهدات بتبرعات تفوق ملياري دولار، فذلك يعد إنجازا مهما، وقد وفق المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بجمع أكثر من 2.4 مليار دولار أميركي، إضافة الى تعهدات من المنظمات الاسلامية غير الحكومية. ويجب ألا ننسى ان مؤتمر المانحين الأول الذي عُقد في يناير عام 2013، حصلنا فيه على تعهدات بالتبرع بمبلغ 1.5 مليار دولار، ولكن مع نهاية السنة فان التبرعات والمساهمات الإجمالية تجاوزت 4 مليارات، وهذا الأمر سيتكرر في عام 2014 أيضا. كما أود الاشارة الى أن مبلغ الــ 2.4 مليار دولار سيخصص لنصف عام 2014، ولم نتوقع أبدا على أن نجمع المبلغ الإجمالي في مؤتمر المانحين، الذي يقدر بــ 6.6 مليارات دولار.
• كيف قرأتم تبرّع الكويت بــ 500 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سوريا؟
– أعتقد أنها خطوة مهمة، والكويت كانت أكبر دولة مانحة في مؤتمر المانحين الأول العام الماضي، فهذا العام تبرّعت الكويت بــ 500 مليون دولار، وذلك دليل على الدور المهم الذي تلعبه الكويت، حيث تضطلع بدور إنساني فاعل وعالمي لا يقتصر على الملف السوري.
•متى تتوقعون أن تفي الدول المانحة بالتزاماتها المالية التي أعلنت عنها في مؤتمر المانحين 2؟
–بدأنا في عملية تسلم المبالغ، وقد تحدثت منذ أيام مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، الذي أبلغني أنه سُلِّم نصف مليار دولار من إجمالي الــ 2.4 مليار، التي أعلن عنها في مؤتمر المانحين 2.
• هل من دول تهربت عن الوفاء بالتزاماتها المالية التي أعلنت عنها في مؤتمر المانحين الأول؟
–معظم الدول والجهات التي تعهدت بالتبرع في مؤتمر المانحين الأول، قد أوفت بالتزاماتها، ما عدا قِلّة من الدول تهرّبت من ذلك. والكويت كانت من أسرع الدول التي أوفت بالتزاماتها. كما أن كثيراً من الدول التي تعهدت بالتبرع بمبالغ معينة في أول يناير، تبرعت بما يزيد على التزاماتها نهاية عام 2013.
• ما قراءتكم للوضع المتأزم في سوريا؟
–أعتقد أن الوضع صعب للغاية، وقد لمسنا حصول بعض التقدم في وصول المساعدات الإنسانية، ولكني أود التركيز هنا أكثر على المواطنين السوريين الذين لا يمكننا الوصول اليهم في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية اليهم، حيث يبلغ إجمالي عدد المحاصرين الذين لا تصل اليهم مساعدات إنسانية في سوريا، منذ أشهر، ربع مليون شخص. كما أن هناك 3 ملايين شخص في مناطق بسوريا، يصعب الوصول إليها.
• من المسؤول – في رأيكم – عن استمرار الوضع الإنساني الصعب في سوريا؟
– أعتقد أن جميع الأطراف المتنازعة مسؤولة، ومعظمها لا تحترم الدور الإنساني الدولي الذي نقوم به. مع العلم أن الحكومة يتوجب عليها خلال الحرب أن تسهل من وصول المساعدات الإنسانية، ولهذا نشعر بأن الأطراف المتنازعة في سوريا لا تحترم الالتزامات الإنسانية. وعلى هذه الأطراف ومن يدعمها أيضا من الخارج أن تحترم الدور الإنساني والحق بإيصال المساعدات للمواطنين المحاصرين واللاجئين، وإننا على دراية بأن هناك دولاً تدعم الأطراف المتنازعة في سوريا، والالتزامات الدولية الإنسانية تقضي بعدم التعرض واستهداف الناس واستخدام القصف العشواني، لحماية الناس المحاصرين وتسهيل معالجة الجرحى، وعدم استهداف المستشفيات واحتلال المدارس. باختصار الوضع محبط، وهناك 9 ملايين سوري يحتاجون لمساعدات داخل سوريا.
• كيف ترون محادثات مؤتمر جنيف 2؟
– أعتقد أن مشاركة الأطراف المتنازعة في هذا المؤتمر أمر جيد، فهذه المرة الأولى التي يجلس كل من الحكومة والمعارضة على طاولة واحدة، وغير منطقي أن نتوقع انفراجاً في المحادثات على الفور، فهناك كثير من المرار ة والأوجاع. ولكني كنت آمل في أن يتفق الطرفان على قضايا رئيسية معينة، منها الحاجة الى وقف إطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية. من السابق لأوانه القول إن مؤتمر جنيف 2 فشل، ولكن لا يمكننا القول إنه ناجح، وعلى الأطراف المشاركة في الحوار الاستمرار بالنقاش، والاتفاق على قضايا رئيسية. إذ ليس مقبولا أن يتعرّض المواطنون للقصف، ويبقون رهائن في منازلهم. ولا بد ان يخرج «جنيف 2» بحل، والموافقة على وقف إطلاق النار. وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الى الأبرياء.
• ما رؤيتكم للقمة العربية التي تستضيفها الكويت في مارس؟
– لا بد من التركيز على الخروج بحل سياسي لهذا الصراع القاسي جدا الدائر في سوريا، وأن تكون هناك نقاشات للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الى المواطنين الأبرياء، وتحديدا في المناطق التي يحاصر فيها الملايين من أبناء الشعب السوري. والسبب أنه لا يُسمَح لنا بإيصال المساعدات الإنسانية، لعدم سماح طرفي النزاع في سوريا بذلك.
• هل من زيارات قريبة للكويت؟
– أعتقد أن الكويت شريك مهم، وقد أصبحت رائدة في المجتمع الدولي في مجال المساعدة الإنسانية، وسأعود في منتصف مارس الى الكويت، وأرغب – كذلك – في البقاء على اتصال ومقربة من السلطات الكويتية، خاصة ان الكويت داعم للأمم المتحدة.
مؤتمر المانحين 3
سألنا المنسق الإنساني نايجل فيشر: هل تتوقعون تنظيم مؤتمر المانحين 3 العام المقبل؟ فأجاب: ستُعَدّ مراجعة شاملة في شهر مايو أو يونيو، للمساعدات الإنسانية التي قدمت لسوريا، عبر التعهدات المالية التي أتت من مؤتمر المانحين 2. وتقييم الحاجات الإنسانية.
التدخل الخارجي
ردًّا على سؤال يتعلق برؤيته لدور إيران وحزب الله في أوضاع سوريا، قال مساعد الأمين العام المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة نايجل فيشر: أعتقد أن أي تدخل خارجي في أوضاع سوريا لن يساعد في إنهاء الأزمة قريبا، وعلى جميع الجهات الخارجية أن تساعد سوريا على وقف الحرب وعدم إطالتها. ولا بد أن تكون هناك حلول للنقاش عليها، ومهما كان الصراع محتدماً، فغير مقبول استهداف الأبرياء وخطفهم واتخاذهم رهائن!
أوضاع اللاجئين
أكد مساعد الأمين العام المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة نايجل فيشر أن عدد اللاجئين السوريين 2.5 مليون لاجئ تقريبا، في لبنان وتركيا والأردن، وكذلك في العراق ومصر. واعتبر ان اللاجئين يحظون باهتمام أكبر من المواطنين السوريين داخل سوريا.
دول كريمة
قال فيشر: قلناها مرارا إن الدول التي استقبلت هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين كانت دولاً كريمة جدا، ولكن هذه الدول مستاءة كذلك، فالوضع المتأزم في سوريا دخل في عامه الثالث، ووجود هؤلاء اللاجئين في الدول المجاورة، له تأثير في الاقتصاد والمجتمع.
المأساة تتواصل!
قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة المنسِّق الإنساني نايجل فيشر: مع استمرار الأزمة في سوريا تزيد المأساة، وسيزداد أعداد اللاجئين والمواطنين السوريين الذين يحتاجون المساعدة، وهذا الأمر سيضع مزيدا من الضغوط على الدول الناشطة في المجال الإنساني كالكويت، وكذلك الأمم المتحدة.
المصدر: البشرى