6 شهور من “الجحيم” ترويها صحفية محررة
الثلاثاء 2’محرم 1438 الموافق 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
القدس المحتلة
قالت الأسيرة المحررة الصحفية سماح كويك إن الإهمال الطبي، والتفتيش العاري المهين، والتحقيق والتهديد، والتفتيشات الليلية المفاجئة للغرف، والتلاعب بمواعيد زيارة الأهالي هي أبرز المشاكل التي تعاني منها الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الصهيونية.
وأكدت المحررة دويك، في حديث خاص مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن الأسيرات المريضات يتلقين العلاج من خلال المسكنات فقط، ولم يخضعن للعناية الطبية والعلاج بشكل دوري.
مرض ومعاناة
والأسيرات المريضات اللاتي عايشتهن كويك هن، مرح باكير، نورهان عواد، صبرا طمور، لما البكري، جميلة جابر، نتلي شوخة، أمل طقاطقة، شروق دويات، رغد شوعاني، إسراء الجعابيص، ياسمين الزرو، وحلوة حمامرة.
وتحدثت كويك عن الأسيرة أمل طقاطقة كحالة واضحة للإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون، مؤكدة أنه وبعد عامين من إصابتها خضعت لجهاز من أجل وقوفها على رجليها، وبعد مطالبة دامت عاما ونصفا سمح لها بتصوير رجلها.
“أما الأسيرتان لما البكري ورغد شوعاني فقد فقدتا الشعور بأرجلهن بسبب الإصابات، وغير قادرتين على الوقوف بشكل صحيح، ولم تتوجها للمحاكم أو المستشفيات”، تقول المحررة دويك.
وفي صورة صادمة تشرحها دويك فتقول: “الأسيرة إسراء الجعابيص لا تقوى على شىء بسبب إصابتها بحروق بنسبة 90% في الوجه والصدر والظهر، وقد قطعت أصابعها العشرة، ولا تستطيع فعل أي شيء”.
الاعتقال والتحقيق
وعن ظروف اعتقالها قالت الأسيرة المحررة دويك إنها اعتقلت يوم الأحد العاشر من أبريل 2016، الساعة التاسعة والنصف صباحا من منزلها في رأس العامود بالقدس المحتلة،
وأوضحت أنها اقتيدت إلى غرفة رقم 4 في مركز توقيف “المسكوبية”، وحقق معها ثلاث جلسات بواقع 24 ساعة تحقيق في كل جلسة، ووجهت لها تهمة التحريض على “فيسبوك” والعنف ضد الاحتلال.
وعن فترة التحقيق قالت دويك، إن أسئلة المحققين تميزت بالمراوغة والترغيب والترهيب والتهديد وكانت تتعدد وجوه المحققين، وتطرح الأسئلة بطرق ملتوية.
ووصفت معاملة السجانين الذين كانوا ينقلون الأسيرات إلى المحاكم بـ”الوحشية”، مبينة أن الأسيرة تتعرض للألفاظ البذيئة والبصق والاستهزاء عليها، مؤكدة أنها شاهدت عمليات الاعتداء والضرب على الفتية الفلسطينيين داخل المحاكم.
وقالت سماح إن الاحتلال ركّز خلال التحقيق على كلمة “الشهيد” التي اعتبرها نوعاً من العنف.
وأشارت إلى التمييز العنصري القائم ما بين السجناء الأمنيين والمدنيين، وقالت: “واجهت مشكلة عنصرية أثناء العزل، فقد حرمت من الشاي الذي كان يوزع على المدنيات، كما حرمت من الطعام، وكنت أشرب من مياه الحمام، وحرمت من البطانيات، علاوة على رطوبة وبرودة الزنزانة وافتقارها للنظافة، ورائحتها السيئة القادمة من أنابيب المياه العادمة.
وحكمت محاكم الاحتلال على الصحفية سماح بالسجن ستة أشهر ويوم، قضت منها 12 يوما في العزل الانفرادي، وباقي الفترة في سجون هشارون، وأطلق سراحها في التاسع عشر من سبتمبر2016.
تحدي رغم الألم
ووصفت الأسيرة المحررة تجربة الاعتقال داخل سجون الاحتلال بـأنها “قيِّمة جمعت ما بين الحزن والفرح”.
وقالت الصحفية المحررة: “شعرت بالحزن لأنني كانت بعيدة عن عائلتي وأهلي وأصدقائي وعملي المعتاد، فقد كنت أغطي الأحداث المتعلقة بالمسجد الأقصى والقدس، وكنت أعمل مع شبكة القدس الإخبارية، ودائما في الميدان وفي يوم وليلة أصبحت سجينة في زنزانة منعزلة، تفتقر لأبسط أساليب الحياة المعتادة عليها”.
وأكدت دويك أن تجربتها كانت قيمة، حيث استطاعت تحويلها من محنة إلى منحة، من خلال قراءة القرآن الكريم والمطالعة والذكر والتسبيح”.
وقالت الأسيرة المحررة دويك إنه وعلى الرغم من صعوبة السجن، إلا أن أربع أسيرات تمكّنّ من تقديم امتحان الثانوية العامة، وهن مرح باكير، عائشة جمهور، فلسطين نجم، ومريم عرفات.
وأوضحت أن الأسيرات يقضين أوقاتهن في مطالعة الكتب ومناقشتها والتطريز والأشغال اليدوية، كاشفة عن تنظيم معرض لمنتجاتهن في المرحلة القادمة، سيذهب ريعه لمرضى السرطان.
وتمكنت سماح خلال وجودها في السجن من تنظيم دورة إعلامية، ما دفع خمس أسيرات لاتخاذ قرار بأن يصبحن صحفيات.
وفي ختام حديثها دعت الزميلة الصحفية الأسيرة المحررة سماح دويكات إلى ضرورة أن تبقى قضية الأسرى حاضرة بشكل يومي وممارسة الضغوط على الاحتلال.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام