“مهرجان دوز” جنوب تونس يحاكي “ثورة الصحراء” ضد الاستعمار الفرنسي

الإثنين ، 17 ربيع الأول 1437 الموافق 28 ديسمبر / كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

 يلتقي الزوار من داخل  البلاد  وخارجها في كانون الأول من كل عام وعلى مدى أسبوع، على أبواب صحراء تونس يستذكرون تقاليد تلك الربوع وثقافتها وكذلك مقاومتها من أجل الحرية.

هذه السنة على غير العادة، افتتحت الدورة ال48 للمهرجان مساء أمس بعرض ملحمي تحت عنوان “ثورة الصحراء “عرض  خلاله نضال أهالي المنطقة في وجه المستعمر الفرنسي، وكيفية تحرير سبايا الجهة من البرج العسكري الفرنسي القابع على صدورهم، حسب السكان المحليين، آنذاك.

بدورها قالت وزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر،معلقة على ملحمة”ثورة الصحراء “،مشاهد خارقة للعادة، هي لوحات استيتيقية رائعة من حيث الإخراج والمحتوى.. هذه الملحمة تخلد جزء من كفاح الشعب التونسي ضد الوجود الاستعماري.

ويعود تاريخ “مهرجان الصحراء دوز” لسنة 1910، وكان يحمل اسم ” عيد الجمل”،خلاله كانت فرنسا (استعمرت تونس من سنة 1881 إلى 1956) تختار أفضل الخيول والجمال و كذلك الرجال من أجل إلحاقهم بجيشها.

اقرأ أيضا  السودان: "الهلال الأحمر القطري" يباشر تنفيذ مبادرة الوئام الإجتماعي غرب دارفور

“ثورة الصحراء “ملحمة شارك في تجسيدها اكثر من 500 شخص من أهالي الجهة و فناني تونس تصوّر حقبة الاستعمار الفرنسي وثورة اهالي الجنوب ضده.

بدو رحل، اجتمعوا حول أبار مياه، والاغنام حولهم ترعى، لا ينغص عيشهم سوى بعض الغارات المتتالية من الجيش الفرنسي، حسب مشاهد الملحمة.

غارات وهجمات انتهت بسبي نساء القرية و قتل بعض أبنائهم و شيوخ الجهة بدعوة التحاقهم بدول المحور ومشاركة جيش المانيا في حربه ضد فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتواصل مشاهد الملحمة باعدا مات ميدانية نفذها الجنود الفرنسيين في حق رجال عزل يدافعون عن عرضهمم و اهلهم وماشيتهم( أغنامهم) و يقاد السبايا الى البرج العسكري و تغلق خلفهم الأبواب وتوصد.

تذهب إحدى النساء و تشد من همم الرجال والفرسان ليهجموا على البرج و يحرروا أسراهم و ينتصروا على ارادة المستعمر التي جسدتها الملحمة من خلال هروب جنود فرنسا و قائدهم الميداني ومعاونيه تاركين خلفهم جنودهم قتلى .

اقرأ أيضا  رئيس هيئة الانتخابات في تونس يعلن استقالته

وأكد سكان الجهة للأناضول أن أطوار هذه الملحمة تعود  الى يومي 28/29 مايو 1944،خلالها حرر سكان “دوز” سباياهم من النساء من المستعمر الفرنسي الذي احتجزهم في البرج العسكري نكاية في سكان الجهة الذين انضموا لصف دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية.

عقب نهاية الملحمة، قال مدير المهرجان محمد الشريف للاناضول، دوز مدينة تعيش على ضفاف الصحراء لها عادات وتقاليد وعندها طقوس تحافظ عليها.

وتابع، هناك حنين لهذه المظاهر التي أمامكم.

محمد أمين (25 سنة) أحد السياح القادمين من الجزائر شاهد الملحمة من بدايتها الى نهايتها باهتمام كبير حسب قوله، مدققا في كل تفاصيلها، قال للأناضول،يعجز اللسان عن التعبير،الاجواء في قمة الروعة، شاهدنا أشياء لم نكن نشاهدها من قبل.

اقرأ أيضا  لماذا نجحت الثورة في تونس ولم تنجح في مصر؟

مشاهد ملحمية لاقت إعجاب عشرات الالاف من الجماهير التي توافد على ساحة حنيش وسط الصحراء. ملحمة تجاوزت المألوف، ورجعت لتاريخ نضال المنطقة في وجه المستعمر الفرنسي تجسد أهم مراحله التي انتهت بطرد المستعمر حسب وصف الاهالي.

ويقدم مهرجان الصحراء بدوز، الذي تعود أولى دوراته إلى سنة 1910، عروضاً، وفقرات فلكلورية، ومسابقات خيل وجمال، وحفلات فنية، ومسرحية وسط المدينة، ومسابقة أجمل جواد، كما يشهد اليوم الختامي إعادة عرض ملحمة «ثورة الصحراء».