نيويورك تايمز: ميانمار تريد محو تاريخ الروهينجا في ولاية أراكان
الروهينجا (معراج) – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن ما يحدث ضد الروهينجا هو محاولة للقضاء على تاريخ مجتمع جذوره متأصلة منذ عقود في ميانمار.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن مجتمع الروهينجا الذي يتركز في ولاية أراكان (راخين) غربي ميانمار، طالما تعرض للاضطهاد والإنكار، ويُنظر إلى أفراده على أنهم دخلاء جاؤوا من بنغلاديش المجاورة ويشكلون خطرًا على ميانمار. نشرت نافذة نصر و نقلته معراج للأنباء.
وأضافت أن الروهينجا أصبحوا الآن بلا وطن تقريبا وهويتهم مرفوضة من البوذيين الذين يشكلون أغلبية المجتمع في ميانمار.
وتحذر منظمات حقوق الإنسان من أن هناك كثيرًا من الأدلة على أن تاريخ الروهينغيا الذي يمتد لأجيال في ميانمار يواجه خطر الطمس والمحو، بفعل الحملة العسكرية الشرسة التي وصفتها الولايات المتحدة بحملة “تطهير عرقي”.
وأضاف التقرير أن حملة القمع التي قامت بها قوات الأمن في أراكان (راخين) استهدفت معلمين وقادة ثقافيين ودينيين وشخصيات نافذة أخرى في مجتمع الروهينغيا، بهدف إضعاف وتهميش تاريخ وثقافة الروهينجا.
وقال يو كياو هلا أونغ، المحامي والسجين السياسي السابق من الروهينغيا “نحن أشخاص لنا تاريخ وتقاليد في ميانمار.. كيف يمكن لهم أن يتظاهروا بأننا لا شيء”.
وأضاف أونغ بأن أسرته مرت عليها أوقات لم يكن لديها ما يكفي من الطعام، بسبب أن مسئولين منعوا توزيع المساعدات الإنسانية الدولية.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن مجتمع الروهينجا عاش في ولاية أراكان (راخين) لأجيال طويلة، لكن لهجتهم وملامحهم الجنوب آسيوية غالبًا ما ميزتهم عن البوذيين الذين يعيشون في أراكان (راخين).
وخلال فترة الاستعمار شجع البريطانيون مزارعي الأرز والتجار وموظفي الخدمة المدنية من جنوب آسيا على الهجرة إلى ما كانت تعرف آنذاك باسم بورما، التي تغير اسمها لاحقا الى ميانمار.
وقد اختلط بعض هؤلاء الوافدين الجدد مع الروهينجا الذين كانوا يعرفون آنذاك باسم مسلمي أراكان، بينما انتشر آخرون في أنحاء بورما.
وبحلول ثلاثينيات القرن الماضي شكل الوافدون من جنوب آسيا -مسلمون وهندوس- أكبر تعداد سكاني في “يانغون”، وقد ترك هذا التحول الديمغرافي بعض البوذيين يشعرون بأنهم محاصرون.
وفي الثمانينيات جرد المجلس العسكري في ميانمار أبناء الروهينجا من الجنسية، كما دفعت الهجمات الأمنية الوحشية ضدهم الكثير منهم إلى الفرار خارج البلاد.
واليوم، بات عدد كبير من أفراد مجتمع الروهينجا يعيشون خارج ميانمار، أغلبهم في بنغلاديش وباكستان وماليزيا، أكثر ممن ما زالوا يعيشون في وطنهم الأم.
ومنذ أواخر أغسطس الماضي فر أكثر من 620 ألف شخص من أبناء الروهينجا المسلمين -ما يعادل ثلثي تعداد مجتمعهم الذي كان يعيش في ميانمار عام 2016- إلى بنغلاديش هربًا من حملات العنف الممنهجة والمجازر المروعة والاغتصابات والحرق المتعمد للممتلكات التي قادها الجيش ضدهم في ولاية راخين.
وفي تقرير صدر في أكتوبر الماضي، قال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قوات الأمن في ميانمار عملت بفعالية على محو جميع آثار المعالم البارزة في الجغرافيا من ذاكرة الروهينجا، بطريقة تجعل من عودتهم مرة أخرى إلى أراضيهم لا تعدو سوى عودة الى تضاريس مقفرة وغير متعرف عليها.
وكالة معراج للأنباء