حوار مع د. محسن صالح عن القضية الفلسطينية: واقعها ومآلاتها

 
السبت13 شعبان 1434 الموافق 22 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
 
عن واقع القضية الفلسطينية حاليًا، وانعكاسات الثورات عليها، وعن الواقع الصهيوني في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وعن مستقبل القضية ودور الأمة وواجبها تجاه فلسطين… يحدثنا مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث د. محسن صالح.
1. «منبر الداعيات»: كيف تقرؤون واقع القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية الدولية؟
د. محسن صالح: ما زالت القضية الفلسطينية تحتل مركزًا رئيسيًا على الصعيد الإقليمي والدولي، ومهما برزت أحداث أو متغيرات هنا أو هناك، فإن القضية تعود من جديد لتتصدر دائرة الاهتمام والمتابعة؛ وذلك لأن القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني يمثّل لبَّ الصراع في منطقتنا العربية والإسلامية، ولأن المشروع الصهيوني هو مُعوِّقٌ رئيسي (إن لم يكن المعوق الرئيسي) لنهضة أمتنا ووحدتها واستعادة عزتها وكرامتها.
2. «منبر الداعيات»: ما هي انعكاسات الثورات على مستقبل القضية الفلسطينية؟ وهل اختلفت البيئة الحاضنة للقضية وأهلها عما كانت عليه في الماضي؟ وما مؤشر ذلك؟
د. محسن صالح: بشكل عام، فإن الثورات والتغيرات التي تشهدها المنطقة ستنعكس إيجابًا على القضية الفلسطينية؛ لأنها تحمل في طياتها ثلاثة متغيرات رئيسية، أولها: في الإنسان الذي كسر حاجز الخوف وعبّر عن عزته وكرامته، وواجه استبداد الأنظمة وفسادها؛ وثانيها: النظام السياسي الذي سيتغير إن عاجلًا أو آجلًا لصالح الأمة وإرادتها؛ وثالثها: الفضاء الإستراتيجي المحيط بفلسطين الذي سيتحول بإذن الله إلى فضاء داعم للمقاومة وحضن دافئ ومساند لقضية فلسطين، ولعل ما حدث في مصر نموذج على ذلك.
غير أننا ما زلنا في مرحلة انتقالية، وهناك تحديات هائلة تواجه الثورات، وهناك محاولات من الأنظمة الفاسدة ومن «الفلول» للاستمرار في الإمساك بزمام الأمور، كما أن هناك محاولات تدخل خارجي (وخصوصًا أمريكي – إسرائيلي) لإفراغ الثورات من محتواها وإعادة توجيهها لخدمة مصالح القوى الغربية، بل وربما تفتيت المنطقة على أسس طائفية وعرقية. ولذلك فما زال هناك الكثير أمام الشعوب الثائرة لتعمله، لتقطع الطريق على الأنظمة الفاسدة وعلى القوى الخارجية.
3.«منبر الداعيات»: في سياق زيارته للشرق الأوسط حمل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري معه ملف الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية: لو تعرّفون القراء بها، وبتأثيراتها على المصالح الفلسطينية؟
د. محسن صالح: مشروع الكونفدرالية مرتبط بتشكيل دولة واحدة تجمع الأردن ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة في نظام يعطي صلاحيات واسعة لكلا الطرفين، ويكون تحت حكم ملك الأردن. وهو مشروع قديم يتجدد بين سنة وأخرى؛ يهدف منه الإسرائيليون والأمريكيون أن يمنعوا الفلسطينيين في نهاية الأمر من أن تكون لهم دولتهم الخاصة بهم، كما يهدفون إلى منع قوى المقاومة الفلسطينية وخصوصًا حماس من السيطرة على الدولة الفلسطينية في حال تكوينها، لأن ذلك يعني مستقبلًا استمرار المقاومة لتحرير ما تبقى من فلسطين المحتلة سنة 1948…. وعلى أيّ حال فإن الوحدة هي هدف كلّ عربي ومسلم، ولكنها لا ينبغي أن تتم على أساس إلغاء أي من حقوق الشعب الفلسطيني، ويجب أن تكون عنصر قوة لاستعادة الحقوق وليس لإضاعتها أو لإغلاق ملفاتها.
4.«منبر الداعيات»: الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة دولة بصفة مراقب: بماذا ينفع القضية وأهلها؟ وهل من اعتبار له دوليًا؟ وهل لهذه الصفة من تأثيرات في حاضر ومستقبل دولة فلسطين «الحقيقية»؟
د. محسن صالح: الاعتراف مفيد إلى حدٍّ ما من ناحية نشاط هذه «الدولة» في المحافل الدولية وتعريفها بفلسطين وقضيتها من مختلف زواياها. غير أنه يجب الانتباه إلى أن دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تعني إطلاقًا التنازل عن فلسطين التاريخية، ولا عن حقّ عودة اللاجئين، وأن شعب فلسطين في الداخل والخارج هو أكبر من مجرد تمثيل هذه الدولة للفلسطينيين المقيمين فيها.
5. «منبر الداعيات»: كيف ترَوْن مستقبل القضية الفلسطينية بعد مرور 65 عامًا على النكبة؟ وما مقوِّمات نهوضها؟ وهل تلوح انفراجات في الأفق؟
د. محسن صالح: نحن مطمئنون إن شاء الله تمامًا إلى تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها، وعودتها إلى أهلها إن عاجلًا أو آجلًا، وهذا مصداق وعد الله سبحانه، كما أنه مصداق سننه سبحانه. والكيان الصهيوني القائم على الغصب والقهر والظلم حتمًا إلى زوال، وهذه طبيعة حركة التاريخ. ولن يبقى الصهاينة أقوياء إلى الأبد، ولن يبقى العرب والمسلمون ضعفاء إلى الأبد.
المصدر:لاجئ نت
 
اقرأ أيضا  نبينا هو المثل الأعلى والقدوة الصالحة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.