نواب عرب وفلسطينيون: قرار واشنطن ضد “هنية” استمرار للظلم الأمريكي
تقرير فلسطين أون لاين
غزة (معراج) – اعتبر نواب فلسطينيون وعرب أن قرار الإدارة الأمريكية وضع النائب إسماعيل هنية على لائحة “الإرهاب” وسام شرف له وللمقاومة.
وأكد النواب خلال وقفة تضامنية برلمانية مع “هنية” نظمها المجلس بمقره بمدينة غزة، اليوم الأحد، بطلان وسقوط القرار الأمريكي بحق النائب هنية بحكم التشريعات والقوانين المحلية والدولية.
وقال النائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر خلال الوقفة: “هنية نائب في المجلس التشريعي، ويتمتع بالحصانة البرلمانية التي أقرتها التشريعات الوطنية والتشريعات الدولية، وترأس الحكومة الفلسطينية العاشرة، كما ترأس حكومة الوحدة الوطنية الحادية عشر”.
واعتبر بحر أن هذا القرار يشكل انتهاكاً سافراً لكل القوانين والمواثيق الدولية التي كفلت حق الشعوب في مقاومة محتليها والدفاع عن حقوقها المشروعة.
ولفت إلى أن القرار الأمريكي لا قيمة له في الوعي والوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي ولدى كل أحرار العالم، ولن يقدم أو يؤخر قيد أنملة في مسيرة كفاح شعبنا وحقه في مقاومة الاحتلال حتى نيل الحرية والاستقلال.
وأضاف “أن الجريمة الأمريكية بحق الأخ النائب إسماعيل هنية تتجاهل تماماً أن حركة حماس هي حركة فلسطينية وطنية تدافع عن حقوق شعبها على الأرض الفلسطينية المحتلة بإقرار كل الشرائع والقوانين الدولية، ولا تمارس الإرهاب بأي شكل من الأشكال بل تقوم بواجبها في إطار مقاومتها للاحتلال”.
وتساءل: “أين الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والدولية من هذا القرار الأمريكي الذي يدوس على هذه المنظمات والقوانين الدولية بدم بارد؟! ولماذا تمتنع عن إدانة السلوك والسياسات والجرائم الأمريكية المتجردة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية بحق قادة شعبنا ورموز مقاومتنا دون أي مبررات واقعية أو مسوغات قانونية؟!”.
وحمل بحر الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المساس بالنائب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وكافة ما يترتب على قرارها الآثم من نتائج وتداعيات.
وقال “إن هذا القرار الأمريكي يندرج ضمن المخطط التآمري الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية المعروف باسم “صفقة القرن”، ويأتي عقب قرار ترامب الخاص بالقدس، والقرار الأمريكي بقطع الدعم عن الأونروا”.
وأضاف:” فهذا القرار وسواه دليل على النهج الأمريكي العدواني الذي سيتجسد عبر القرارات الآثمة المتوقعة خلال الأسابيع والأشهر القادمة، ينبغي أن يواجه بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي جاد وحقيقي بعيداً عن الشعارات الجوفاء والمواقف المضللة التي تستخدم لأغراض الاستهلاك الداخلي والإعلامي”.
وأكد أنه “رغم عظم هذه المؤامرة على قضيتنا نؤكد أنها لن تمر وسوف تتحطم بإذن الله على صخرة صمود شعبنا البطل الذي سيواصل مشوار المقاومة والجهاد حتى دحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا”.
وطالب بحر الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار الظالم وتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني عن هذه الجريمة.
تصعيد
من جهته، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أن الإدارة الامريكية تصعد خطواتها ضد منظومة القيم الإنسانية، وقرارات الأمم المتحدة.
واستهجن ما تقوم به منذ زمن طويل بدعم الاحتلال في استخدامه المفرط للقوة ضد شعبنا، مديناً ما تقوم به أمريكا من استخدام المعونات لابتزاز دول العالم الثالث، وشعبنا الفلسطيني بهدف اسقاط حق العودة.
وقال “اليوم تقوم أمريكا باستهداف رموز قيادات شعبنا الفلسطيني من خلال تصنيفات مبرمجة لها بالإرهاب التي تشكل تصريحاً بالقتل”، وتابع “الكونجرس صنف منظمة التحرير ككيان إرهابي، واليوم يضع اسم القائد إسماعيل هنية المنتخب من شعبنا الفلسطيني في لوائح الإرهاب، وأنا أجزم ان هذا القرار لا يخيف هنية، ولا أحداً من شعبنا الفلسطيني وقياداتهم المتمسكين بالثوابت والمؤمنين بالمقاومة طريقاً وحيداً لتحرير شعبنا”.
وأكد أن هذا القرار لن يثني المقاومة في ممارسة حقها في التصدي للمشروع الصهيوني بالسيطرة على الأرض واستهداف سكانها، واعتبر أن أمريكا عدوة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا، الذي وقع ضحية قرارات الإدارة الامريكية والبريطانية.
وطالب الشعوب والبرلمانات العربية والإسلامية بالوقوف ضد عنجهية أمريكا، قائلاً:” إن قرار أمريكا يستلزم الوحدة وإنهاء الانقسام ورفع الحصار عن غزة وتنفيذ قرارات المجلس المركزي”.
وخاطب هنية بالقول : “تصنيفك من أمريكا وسام شرف على صدرك وصدر كل أحرار العالم وشرف لمجلسنا التشريعي المغيب بفعل إرادة خارجة عن إرادة شعبنا”.
ظلم كبير
بدوره، دان نائب رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية النائب مروان أبو راس القرار الأمريكي الظالم بحق “هنية”، مؤكداً أنه لن يثني قيادة المقاومة عن ثوابتها ونهجها المقاوم لتحرير بلادنا واسترداد حقوقنا.
وقال: “شعبنا يجد الظلم شاخصاً من القوى الكبرى، والولايات المتحدة زعيمة الظلم في هذا العالم في العصر الحديث، وتدعم الظالم وتزيد المظلوم قهراً، أمريكا تسخر كل إمكانياتها من أجل دعم حفنة من الناس تجمعت من بقاع الأرض لتسيطر على أرض شعبنا”.
ولفت إلى أن شعوب الأرض كلها متضامنة مع شعبنا، والتصويت في الأمم المتحدة ضد ما يمارسه رئيس أمريكا جاء رد للضمير العالمي على قراراته.
وأكد النائب أبو راس أن المقاومة فخرنا وسنستمر في دعم المقاومة حتى تحرير فلسطين، مذكراً أن “هنية” فاز في انتخابات نزيهة وفق الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب، واليوم يكسرون كل مبادئ الديمقراطية.
جريمة جديدة
أما النائب أشرف جمعة عن كتلة فتح البرلمانية، فقال خلال كلمته: “إن ما يحدث ليس بجديد وجرائم الإدارة الامريكية مستمرة إنسانية وسياسية وأخلاقية، وأمريكا كشفت عن وجهها القبيح المنحاز العنصري للاحتلال، وتعلن عن جريمة سياسية وهي جريمة إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وكان الرد الشعبي والإقليمي والدولي ضد هذا القرار وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية.”
ولفت جمعة إلى أن الجريمة الثانية التي أقدمت عليها أمريكا هي محاولة الضغط على شعبنا عبر تقليص المساعدات في وكالة الغوث، وشعبنا وقف ضد هذا القرار وعبر عن رفضه للابتزاز، ونحن باقون على الثوابت الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة.
وذكر: “أن الجريمة الثالثة هي إدراج عدد من الشخصيات الفلسطينية وعلى رأسهم النائب إسماعيل هنية على لائحة الإرهاب، ونحن نقول باسم الجميع أن هذا القرار مرفوض ومستنكر وغير مقبول”.
وحذر النائب جمعة من أن هذا القرار يأتي في سياق خطة مدروسة وممنهجة ومكشوفة للجميع، باستهداف قضية شعبنا، وقال: “المصالحة تسير ببطء ولم تصل لآمال شعبنا، لأن المطلوب دولياً هو وضع العصي في الدواليب، وزرع الفتنة حتى يستمر الانقسام”.
ودعا إلى إطلاق حملة دولية ومطالبة البرلمان العربي بدعوة هنية لجلسة طارئة حتى يقول كلمته، كما طالب النواب العرب برفض القرار.
وتابع: “يجب علينا كنواب ورئاسة المجلس أن ترسل رسالة واضحة للبرلمان الدولي لمطالبته بأن تقوم الإدارة الامريكية بسحب القرار والتعبير عن رفضه من قبلنا لأن تبعاته خطيرة”.
ومضى يقول “الأولى بالإدارة الأمريكية ان تضع القتلة من قيادات الاحتلال الذين قتلوا شعبنا وهجروه على قوائم الإرهاب ، وعلينا نحن كسلطة فلسطينية أن نتقدم للمحكمة الجنائية الدولية لتقديم هؤلاء القتلة للمحكمة الدولية”.
وختم قائلاً: “نختلف مع هنية سياسياً لكن لا نختلف عليه وطنياً كأحد قيادات شعبنا الفلسطيني، ونحن نتنافس على قتل الجنود الإسرائيليين وأسرهم وقصف مدنهم لأن هذا حق كفلته لنا القوانين الدولية”.
من جهته، قال النائب جميل المجدلاوي في كلمة له ممثلاً عن قائمة أبو علي مصطفى إن قرارات أمريكا الأخيرة تجاه شعبنا بدءاً من القرار بنقل السفارة إلى القدس مروراً بالقرارات التي تتناول المساعدات الأمريكية وصولاً إلى القرار المتخذ بحق “هنية” هي قرارات تكشف حقيقة الموقع الأمريكي باعتباره عدواً لشعبنا ولشعوب أمتنا ولكل أحرار العالم.
واعتبر أن القضية الفلسطينية العادلة أصبحت شكل مركز الاستقطاب الكوني في مواجهة أمريكا وقراراتها، وتابع “لسنا بحاجة الى شهادات من أمريكا بأننا مقاومون ولسنا إرهابيين ولن نسعى لنيل رضاهم فهم أعداء شعبنا”.
وقال: “هنية قائد من قادة المقاومة الفلسطينية التي قالت فيها جماهير أمتنا أنها أنبل ظاهرة عربية في هذا العصر، وهي وجدت لتبقى وتنتثصر ، وهذا ردنا على قرارات الإمبريالية الأمريكية، فهنية في قلب ووجدان جماهير الأمة العربية”.
وأضاف: “من واجبنا نحن كفلسطينيين أن نحول مثل هذه القرارات إلى تراكمات في الاتجاه الصحيح بالوحدة”، مؤكداً على ضرورة تقديم التنازلات لبعضنا البعض حتى ننهي انقسامنا، فتاريخ نضالنا لا يسمح باستمرار هذا الانقسام البغيض.
وختم قائلاً: “التضامن المطلوب مع هنية والقدس وكل القادة هو العودة للوحدة حتى نستطيع أن نواجه العدو الصهيوني موحدين”.
الطوق العربي
من جانبه، قال نائب رئيس البرلمان العربي النائب اليميني منصور الزنداني: “أنتم (الفلسطينيون) تشكلون الطوق العربي ضد الطغاة وتقفون مانعاً حصيناً دفاعاً عن كل المسلمين”.
ولفت إلى أن الوحدة العربية والإسلامية لن تكون إلا بنصرة القضية الفلسطينية، متابعاً : “هنيئاً لك (هنية) هذا الموقف من هؤلاء الأعداء فهي شهادة فخر أمام العالم أجمع أنك ثائر حقيقي تسعى لتحقيق مصالح الأمة العربية والإسلامية، محارب من أجل الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي”.
وفي كلمة مقتضبة له، قال النائب الأردني عزام الصمادي ممثلاً عن النادي العالمي للبرلمانيين الإسلاميين: “إن القرار الأمريكي الأخير بخصوص هنية يعد انحيازاً للكيان الصهيوني الذي هو رأس الإرهاب بممارساته الإجرامية ضد شعبنا الذي يناضل من أجل نيل حقه، وهو قرارا لا قيمة له ولا يساوي الحبر الذي كتب به.
المصدر : فلسطين أون لاين