يونيسف : ربع عدد الضحايا المدنيين للنزاع في سوريا هم من الاطفال
بيروت (معراج)- أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) امس الاثنين أن ربع عدد الضحايا المدنيين للنزاع المستمر في سوريا هم من الأطفال مؤكدة أن “أطفال سوريا يحتاجون إلى الدعم حاليًا أكثر من أي وقت مضى.”
وقال المدير الاقليمي لمنظمة (يونيسف) في الشرق الاوسط وشمال افريقيا خيرت كابالاريفي مؤتمر صحفي في بيروت إن الأطفال شكلوا الضحية الأبرز والأهم لأعمال العنف المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات لافتًا إلى أن اثار الحرب عليهم كانت “وحشية وغير مسبوقة.”
وأضاف أن أيا من فرقاء النزاع في سوريا لم يحترم “مبدأ حماية الأطفال من أعمال العنف” طيلة سنوات الحرب السبع .
وعرض خلال المؤتمر تقرير اعدته (يونيسف) عن تداعيات الحرب المستمرة على الأطفال في سوريا وأظهر أن النزاع أسفر في العام 2017 عن مقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الاطلاق وبنسبة تزيد 50 بالمئة عن عام 2016 كما تم الابلاغ عن مقتل أو إصابة ألف طفل نتيجة العنف المكثف في شهري يناير وفبراير 2018 ،وفق برناما.
وأضاف أن “استخدام الاسلحة المتفجرة والهجمات العشوائية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أدى إلى مقتل عدد متزايد من الاطفال والذي بات الآن يمثل ربع عدد الوفيات من بين المدنيين” كما ان معدل تجنيد الاطفال للقتال ارتفع ثلاثة اضعاف في العام 2017 مقارنة بالعام 2015 .
وذكر تقرير المنظمة أن اكثر من 5ر1 مليون شخص يعانون من اعاقات دائمة نتيجة الحرب بما في ذلك 86 الف شخص فقدوا أطرافهم لافتا إلى أن الامم المتحدة تحققت من تعرض 360 طفلا للاصابة في 2017 ما تسبب في اعاقة العديد منهم ورجح ان تكون الارقام الفعلية للأطفال المصابين “اعلى بكثير.”
وقال إن نحو 3ر3 مليون طفل داخل سوريا معرضون حاليا لمخاطر المتفجرات بما في ذلك الالغام الارضية والذخائر غير المنفجرة والاجهزة المصنعة بشكل مرتجل وبينهم عدد كبير موجود في مناطق لم تشهد قتالا منذ اشهر او فترة طويلة .
واضاف ان الامم المتحدة تحققت من وقوع 175 هجوما على المرافق التعليمية والطبية وعلى العاملين فيها في سوريا في العام 2017 موضحا ان اكثر من تضرر هم الاطفال ذوو الاعاقة مما زاد من حرمانهم من الرعاية المتخصصة ومن المرافق التي يحتاجون اليها .
ولفت التقرير إلى أن الأطفال ذوي الاعاقة في سوريا معرضون اكثر من غيرهم لمخاطر العنف ويواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الاساسية بما في ذلك الصحة والتعليم مشيرًا أيضا إلى التحديات المتفاقمة التي تواجه هؤلاء الاطفال واسرهم في حالات النزوح داخل سوريا واللجوء خارجها .
وقالت (يونيسف) في هذا السياق انها تحتاج إلى 3ر1 مليار دولار لتنفيذ برامجها للعام 2018 من أجل دعم الاطفال المتضررين من الحرب داخل سوريا والبلدان المجاورة .
ودعت إلى الاستثمار في توفير خدمات اعادة التأهيل والرعاية الصحية النفسية للاطفال وتحسين الحصول على الخدمات الاساسية الشاملة وتصميم برامج لاجل الاطفال ذوي الاعاقة وتوفير المزيد من الدعم والمساعدات لهؤلاء الاطفال واسرهم داخل سوريا وفي الدول المجاورة .
وطالبت (يونيسف) “أطراف القتال في سوريا واولئك الذين لديهم نفوذ عليهم والمجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بما في ذلك القتل والتشويه والتجنيد والهجمات على المدارس والمستشفيات.”
ودعت المنظمة إلى “إنهاء الحرب في سوريا من خلال حل سياسي ورفع كافة القيود المفروضة على ايصال المساعدات الانسانية” .
