رمضان وعلاج الاكتئاب

طاهر شلتوت

الجمعة-4رمضان 1434 الموافق12 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

تختلف النظريات النفسية المختلفة في تفسير وفهم مرض الاكتئاب النفسي ومن ضمن هذه النظريات الشهيرة التي حازت درجة معقولة من القبول ما تسمى بالنظرية المعرفية، والتي نشأ عنها بعد ذلك ما يسمى بالعلاج المعرفي للاكتئاب النفسي والذي أشار عديد من البحوث في العالم إلا أنه يساوي في نتائج شفائه نفس نتائج العلاج الدوائي تقريبا.

وان إضافة مثل هذا العلاج المعرفي إلى العلاجات الدوائية والنفسية الأخرى يحسن كثيرا من نسب الشفاء في علاج أمراض الاكتئاب النفسي. ويرى أصحاب هذه النظرية إن من أهم أسباب مرض الاكتئاب هو ما يعرف بتكوين مفاهيم خاطئة للإنسان وتصورات سلبية غير مدعومة بأدلة حقيقية عن نفسه.

حيث يرى أصحاب هذه النظرية إن البعض منا يبدأ في تبني نظرية سلبية خاطئة نحو نفسه وبناء مفاهيم مثل انه غير قادر على حل مشاكله وانه إنسان فاشل وغير محبوب وبناء على تلك الأفكار التي تترسخ في نفسه شيئا فشيئا تبدأ المشاعر السلبية في التكون وتصبح بعد ذلك صورته أمام نفسه وأحاسيسه كلها سوداء وتتكثف حوله الأفكار الاكتئابية ويرى الدنيا بعد ذلك بمنظار أسود. ولذا يحاول أصحاب هذه النظرية التعامل بطرقهم المهنية في إزالة مثل هذه المشاعر والأفكار والمفاهيم السلبية حتى يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية، أما حالة الصيام في شهر رمضان الكريم فان المسلم إذا حسن في صيامه وتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب خاشع وفكر سليم فانه يستطيع ان يعيد برمجة الأفكار والمفاهيم السلبية في ذهنه مرة ثانية، فهو في تلك الأيام أصبح من عباد الله المخلصين المقبولين وانه وان كان يشعر أنه مازال غير مقبول في ملكوت الأرض فانه أصبح الآن مقبولا في ملكوت السموات ومن رب العرش العظيم ومن حوله الملائكة المقربين الذين لا يعلم عددهم الا هو.

اقرأ أيضا  الخصائص المميزة لعقيدة أهل السنة والجماعة

انه يستطيع أن يرى انه وان كان قد أخفق في بعض الأمور وعاش بعض الفشل في حياته في الفترة الحالية أو السابقة فان لديه الفرصة السانحة الآن كي ينجز اكبر نجاح في حياته بأن يصبح مغفورا له ويخرج من هذا الشهر الكريم كما ولدته أمه.

كما إن الله يمنيه بالعطايا والمكافآت التي لا تنتهي إن هو أحسن في الأداء، وخير هذه العطايا الفورية التي يحصل عليها هي ليلة القدر العظيمة التي يقبل فيها دعاءه ويحقق له الله فيها أمانيه.

إن إحساس المكتئب بالدونية والعجز قد يعالج ويختفي تماما إذا شعر أنه عبدا لله سبحانه وتعالى وهنا فانه يستمد قوته من الله سبحانه وتعالى، وهذا الإحساس الايجابي بالطبع سوف يخلصه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن صدود العبد إلى قبول الرب ولذا فان علينا جميعا أن نحسن الظن ونحسن العمل حتى نجدد طاقاتنا النفسية والروحانية في شهر رمضان المبارك.

اقرأ أيضا  إسرائيل تمنع خطيب المسجد الأقصى من السفر 4 أشهر

المصدر : الشرق

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.