علاج التبذير والإسراف

عايش القحطاني

الجمعة-4رمضان 1434 الموافق12 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

التبذير والإسراف من الظواهر السلبية في اي مجمتع ولكي نعالجها لا بد أن نعالج أسبابها، وذلك حسب عدة نقاط نوجزها في الآتي:

أولاً : يجب تحذير المسرف والمبذر وأمره وتوعيته بكيفية الإنفاق كما أمر الله ورسوله وبقوله تعالى “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” ونبين له فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – حين أتى له بقعب أي إناء صغير فيه ماء ليتوضأ فبقيت فضله فقال – صلى الله عليه وسلم – “ردوها في الماء أو ردوها في النهر لينفع الله بها قوماً آخرين“.

ثانياً: التوجيه إلى عدم التباهي والتكبر والتفاخر للحصول على ثناء الناس ومدحهم فلا يجد أجراً من الله على إنفاقه لأنه ما أراد به وجه الله سبحانه وتعالى ، فالله سبحانه وتعالى يقول “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى” وقد حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من هذا أيضاً فقال حين جاءه إعرابي وسأله عن الوضوء فأراه كيف يتوضأ ثلاثاً ثم قال – صلى الله عليه وسلم – محذراً من الإسراف “فمن زاد عن هذا فقد أساء وتعدى وظلم” رواه النسائي.

اقرأ أيضا  طعم العبادة

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان” رواه مسلم ، وهذا يدل على أن ما زاد عن الحاجة فهو للشيطان.

وقد قال سفيان بن الثوري: ما أنفقت في غير طاعة فهو مسرف .

رابعاً: على الإنسان أن يعلم أن الغنى هو غنى القلب والنفس فإذا كان الإنسان قانعاً راضياً بما أتاه الله فهو في سعادة ورضى من الله سبحانه وتعالى وأن يعلم أنه يقول أبو ذر – رضي الله عنه – سألني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فال “أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم.. فقال، وترى قلة المال هو الفقر فقلت نعم.. قال إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب رواه البخاري.

فعلينا أن نعلم أن الغنى ليس المصدر الوحيد للسعادة.

ختاماً: علينا أن نعرف إن عاقبة المكذبين والمسرفين وخيمة في الدنيا وفي الآخرة.

اقرأ أيضا  الإحسان إلى الجار

أولاً: في الدنيا: يكون التبذير والإسراف سبب في نزول العذاب والهلاك تحقيقاً لموعودة تعالى حين قال “وإذا أردنا أن نهلك قرية آمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً” إلى أن هؤلاء يكونون سبباً في تدميرها والقضاء عليها.

ثانياً في الآخرة: العقاب الشديد من الله تبارك وتعالى “وأن المسرفين هم أ صحاب النار” غافر 43.

ولذلك حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – زوجه عائشة وذكرها قائلاً “يا عائشة إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ولا تستخلقي ثوباً حتى تسترقيه وإياك ومجالس الأغنياء” ذكرها بهذا حتى تلحق به في الجنة وتفوز بالآخرة وقال – صلى الله عليه وسلم – “إن الله لا ينظر يوم القيامة لمن جر ثوبه خيلاء” متفق عليه.

وليكن لنا عبرة في سلمان الفارسي – رضي الله عنه – حين وافته المنية فرأى أصحابه بعض الجزع كما روى عامر بن عبدالله قال فقالوا ما يجزعك يا أبا عبدالله وقد كانت لك سابقة في الخير فقد شهدت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مغازي كثيرة وشهدت مع صحابته فتوحات عظيمة.

اقرأ أيضا  نفس المؤمن طائر تعلق في شجرة الجنة

فقال: ما يجزعني أن حبيبنا – صلى الله عليه وسلم – حين فارقنا عهد إلينا. فقال “ليكف  اليوم منكم زاد الراكب” فهذا الذي أجزعني فظنوا أن ترك أموالاً كثيرة فلما جمع ماله فإذا هو خمسة عشر ديناراً فقط.

هكذا كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسيرون على منهجه في الإنفاق والخوف من الله سبحانه وتعالى ففازوا برضوان الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.

ولتذكر قول الشاعر:

     إذا كنت في نعمة فارعها      فإن المعاصي تزيل النعم

     وداوم عليها بشُكر الإلـه       فشُكر الإله يزيل النقـم

المصدر:الشرق

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.