شكرا منظمة الدعوة الإسلامية

عواطف عبد اللطيف

الأربعاء-9 رمضان 1434 الموافق17 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

مع تزايد المتراصّين في صفوف المحتاجين والفقراء رغم طموحاتهم وآمالهم الانسانية لشح الموارد الطبيعية، وتراجع الانتاجية بسبب السياسة الرعناء لكثير من الجالسين على كراسي الحكم، وتفشي الفساد والمحسوبية بدولنا العربية والإفريقية تدخل مع إشراقة شمس كل يوم أسر وأفراد لدائرة العُدم والجهل والمرض.

إن قطر وهي تستضيف مكتب منظمة الدعوة الاسلامية منذ عام 1987 فان ايادي محسنيها تصل لبقاع وبلدان بعيدة، ما زال إنسانها يعيش حياة الكهوف.. وعبر مصداقية هذه المؤسسة وجهد العاملين بها وصلت مياه الشرب للانسان والحيوان، وعُمِرَت المساجد والمشافي والمدارس وكُسِيَ الحفاة العراة، وأطعم الايتام وتغيرت ملامح الحياة المعيشية لكثير من اللاجئين بسبب الحروب والصراعات القبلية.

اقرأ أيضا  خير الناس من يؤمن شره

شكراً لمكتب منظمة الدعوة الإسلامية ممثلة بمديرها الشيخ حماد عبدالقادر لإيصالهم المعونات الانسانية خلال هذا الشهر الفضيل، لأسر كاد لحم جلدهم يذوب تحت حرارة الشمس الحارقة، وهم يلهثون لأجل حفنة دقيق أو أرز وجرعة دواء شاف بإذن الله.

إن سلال رمضان ومؤنته وموائد الافطار الجماعي تمثل فرحة حقيقية لاسر معدمة، وتترجم التراحم والتكاتف والتآزر، وحينما نتحدث عن محتويات هذه السلال فهي تتركز على الضرورات التي تقي الانسان شر الجوع، وترسخ لقيمنا الاسلامية النبيلة، فشهر الصيام هو شهر الخير والعطاء، شهر ملامسة الهموم البشرية الإنسانية.

ومنظمة الدعوة الاسلامية التي انشئت عام 1980م منظمة خيرية انسانية طوعية، هي نموذج للتعاون العربي الاسلامي، ومقرها الخرطوم وتنشط وسط الايتام والفقراء والمساكين المكروبين، وتتكفل بتعليمهم ليتمكنوا من تغيير نمط الحياة وسط مجتمعاتهم، وهي فلسفة إسلامية تحض على مباركة العمل اليدوي والاكتفاء بالقليل، وعدم إراقة ماء الوجه بالتسول، لذلك فان التركيز على المشروعات الإنتاجية من ريعها كفيل بمحاربة العطالة وسط الشباب، وإبعادهم عن الوقوع فريسة لتعاطي المخدرات وامتهان الجريمة.. إلخ.

اقرأ أيضا  الولايات المتحدة الامريكية... اكثر البلدان عشقا للجريمة!

والمنظمة تتخذ أسلوب العمل المتكامل بالتركيز على الدعوة الإسلامية، مصحوبة بالتنمية والخدمات الاجتماعية، استجابة للواقع الأليم الذي يعاني منه المسلمون في إفريقيا، والمتمثل في الجهل والفقر والمرض والتشرد. فوظفت خدماتها للدعوة إلى الله وإبلاغ رسالته وسط الشباب، ونفذت الرعاية الصحية والاجتماعية والإغاثية وكفالة الأيتام والإعلام ورعاية الأمومة والطفولة.

إن توفير لقمة العيش والكسوة والعلاج تتوجب على كل مسلم ان يمدد اياديه ـ وبحسب قدراته ـ لتوفير الحد الادنى الذي يسد رمق الجوع القارص لفقراء تتكالب حولهم المواجع؛ من اراضٍ قاحلة، وحروب أهلية، وحكام متسلطين فاسدين، أداروا ظهورهم، للمشروعات الزراعية والصناعية.. ودورانها وحده هو الذي سيغير معالم الحياة لشعوب مطحونة.. فشكراً لهذه المنظمة التي تصل لتلك البقاع النائية.

اقرأ أيضا  فزعة زيتون.. حملة لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين (تقرير)

همسة: يبقى التحدي الأكبر هو التوازن بين الحاجة الآنية، وقيام مشروعات تنموية مثمرة.

المصدر : بوابة الشرق

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.