بعد انتهاء انتخابات الكنيست هذا هو السيناريو القادم
تقرير فلسطين أون لاين
أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي فوز معسكر اليمين بفارق 10 مقاعد عن اليسار الذي يمثل الأحزاب (ازرق أبيض – العمل – ميرتس – العرب) وفوز حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو بـ37 مقعداً مقابل 36 مقعداً لحزب أزرق أبيض الذي يرأسه غانتس.
نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأولية تمنح نتنياهو حق تشكيل حكومة برئاسته دون منازعة خلال فترة زمنية محددة وفق القانون الإسرائيلي، لكن رئيس دولة الاحتلال سيقترح في البداية وسيضغط تجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الرحمن شهاب يرى بأن نتنياهو لن يجد صعوبة في تشكيل الحكومة القادمة بسبب فوز أحزاب اليمين بـ65 مقعداً، قائلاً: “ربما يشهد بعض الابتزازات من الأحزاب اليمينية الصغيرة ومنها إسرائيل بيتنا التي يرأسها افغدور ليبرمان والذي حصل على 5 مقاعد لكنه سيتجاوزه”.
وأشار شهاب في تصريح خاص لـ”فلسطين اليوم الإخبارية” إلى أن فوز اليمين الإسرائيلي يعد انتصاراً كبيراً لبنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن جميع الأحزاب اليمينية ستتحالف في نهاية الأمر مع نتنياهو ضد غانتس.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، بأن اعتقاده بتحالف الأحزاب اليمينية مع نتنياهو ضد غانتس يأتي في إطار تحالف اليمين المتطرف ضد اليمين الوسط أو اليسار الإسرائيلي، لذلك لن يجد نتنياهو صعوبة في اقناع الأحزاب اليمينية من الانضمام لحلفه وتشكيل حكومة يمينية متطرفة.
ولفت إلى أن نتنياهو لن يقبل بالاقتراح المتوقع من قبل رئيس دولة الاحتلال بتشكيل حكومة وحدة وطنية إلا إذا كانت برئاسته، ولن يتحالف مع غانتس لتشكيل الحكومة، مشدداً بان نتنياهو سيسعى إلى تفكيك حزب غانتس كما فعل بالأحزاب الأخرى (حزب العمل- حزب كاديما- حزب الحركة).
وبين أن حزب أزرق أبيض الذي يترأسه غانتس ولابيد ويعلون حزب جديد لا يملك مقاومات البقاء والصمود في مواجهة حزب الليكود الذي يملك مؤسسات كبيرة في دولة الاحتلال، متوقعاً أن يقدم نتنياهو على تفكيك حزب غانتس في المرحلة القادمة بعد تشكيل حكومته المتطرفة.
من جهته كتب المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي مقالاً بعنوان “نتنياهو ينجو وينتصر” وقال: “ثعلب ماكر يتقن فن الخطاب بحلو الكلام ولغة الجسد وخبرة في التجميع والتفريق في تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها، يؤمن بالجمهور والرأي العام دون أن يُجبَر على دخول حرب نزولاً عند رغبته، كم يشبه في سلوكياته القادة العرب ويختلف عنهم بذكائه وفطنته وقدراته على تحقيق أهدافه والوصول لغاياته”.
وأضاف: “نتنياهو يعود وأمامه مهمتان، حماية رأسه من السجن بتهم الفساد، وتطبيق مشروعه في ظل فرصة ما كان يتأمل حصولها؛ إدارة أمريكية تؤمن بالمشروع الصهيوني وتبادر لتنفيذه على الأرض بسقف أعلى من سقف اليمين، وأمة عربية وإسلامية متفتتة متهالكة في غالبيتها، ودول عربية تعاني من حالتين؛ ربيع يبحث عن الديمقراطية على أساس أن الشعب مصدر السلطات، وخريف يقاتل في ثورة مضادة دفاعاً عن الموميات أنظمة القرون الوسطى”.
وتابع قوله: “الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته، انقسام وغياب رؤية مشتركة تآكل وفقدان الثقة، فرصة سيحاول نتنياهو استغلالها لتمكين دولة المستوطنين من الضفة وتهويد القدس والقضاء على حق العودة وحصار وخنق غزة وعزلها عن باقي الوطن”.
وأشار إلى أن “نتنياهو أثبتت نجاح ونجاعة عندما رفع من شأن المعسكر اليميني في البداية حتى تأكد من استقرار حضوره، ثم انتقل لينافس على المرتبة الأولى ليضمن حق التكليف من رئيس الدولة”.
من جهته كتب الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي مقالاً بعنوان (حقيقية التنافس في الانتخابات الإسرائيليية) قائلاً: “منذ فترةٍ طويلةٍ لم تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية مشهداً انتخابياً مُعقّداً ببيئته السياسية مثل انتخابات الكنيست الـ21 الحالية”.
وأضاف” على الصعيد الداخلي الصهيوني، لأول مرة منذ عقد من الزمان هناك منافس قوي لنتنياهو يمتلك بديلاً متكاملاً، وقادراً على سدّ الفراغ في حال غياب نتنياهو عن المشهد السياسي، سواء على الصعيد الأمني الذي تميَّز به نتنياهو حتى أنه لُقِّب بسيّد الأمن في دولة الاحتلال ، حيث قادة حزب “أبيض أزرق” بمعظمهم رؤساء أركان جيش سابقين زاخِر تاريخهم بالإنجازات العسكرية ، وبذلك لا يمكن الهَمْز واللَمْز بهم من الناحية العسكرية كما فعل نتنياهو بمنافسه “اتسحاق هيرتسوغ” زعيم المعسكر الصهيوني في انتخابات عام 2015م، ما زعزع ثقة الناخِب الإسرائيلي بقدرة هيرتسوغ على قيادة “إسرائيل” في ظلّ البيئة الاقليمية المُعقّدة، بل في سابقة تحدث لأول مرة ، يظهر مَنْ يُشكّك بقدرة نتنياهو بالتعامُل مع ملف المقاومة في غزّة، وخاصة على ضوء قصف “تل أبيب” عدّة مرات من غزّة، واستمرار حال الاستنزاف للجيش على حدود غزّة، وفُقدان الشعور بالأمن من قِبَل مستوطني غلاف غزّة من خلال مسيرات العودة وكَسْر الحصار”.
على صعيد الخطاب السياسي قال لافي: “حزب أبيض أزرق لا تختلف رؤيته السياسية كثيراً عن نتنياهو إلا في بعض الأمور التفصيلية، ولكن جوهر الخطاب هو يميني، خاصة في ما يتعلّق بطريقة التعامُل مع القضية الفلسطينية، فلا حديث عن دولة فلسطينية بالمُطلق، وموقف داعم للمستوطنين، وقناعة تامّة بعدم إمكانية التنازُل عن ضمانات أمنية لحماية دولة الكيان في الضفة الغربية، تفتح الطريق لاستكمال ابتلاع أراضي الضفة، ولكن بشعاراتٍ ترتكز على ادّعاءات أمنية، وفكرة “إسرائيل الكبرى” على النسخة العلمانية لـ” زئيف جابوتنسكي” أبو اليمين العلماني الصهيوني، وليس على مفهوم الحاخام “اتسحاق كوك” صاحب الطبيعة المسيحانية الدينية”.
المصدر : فلسطين اليوم