عبدالله غيث” الطفل الشهيد الذي أدرك أن القدس بوابة السماء

Avatar

غزة- ياسمين عنبر

كان ينتظر الصباح لحظة بلحظة، كانت الليلة الأخيرة التي قضاها في بيته كليلة العيد التي يقضيها الطفل بجانبه ملابسه الجديدة، يحدث أمه كيف سيمرح في ساحات الأقصى، كيف سيصلي في باحاته ويساعد كبار السن الذين أتوا مشتاقين للقدس وتفاصيلها، كان ينسج الأحلام في قلبه ويرويها لأمه دون أن يعلما أنها كانت ليلة الوداع.

الطفل عبد الله لؤي غيث (16 عامًا) ولد وترعرع في مدينة الخليل، كان ينتظر رمضان كي يسمح له الاحتلال بالدخول إلى القدس الصلاة في باحات المسجد الأقصى.

في الجمعة الأخيرة من رمضان قبلته أمه وودعته قبلخروجه من منزله، بعد أن صلى الفجر وجهز نفسه.

اقرأ أيضا  سلطة الآثار الصهيونية، تشرع بتنفيذ عمليات حفر جديدة قرب المسجد الأقصى

رصاصة غادرة اخترقت رئتي الطفل “عبدالله” وقلبه كانت أسرع من أن يستطيع  الوصول إلى المسجد الأقصى وتحقيق حلمه الذي انتظره عامًا كاملًا.

وصل “غيث” المستشفى مضرجًا بدمائه، فحاول الأطباء إنقاذ حياته لكن وحشية الاحتلال التي فعلت ما فعلته في جسده الغض كانت أقوى فرحل شهيدًا.

كحال كل الآباء الفلسطينيين لحظة وداعهم لفلذات أكبادهم، يقفون عند أجسادهم يسبلون بعيونشهدائهم، يستذكرون طفولتهم، شبابهم، عنفوانهم،غيرتهم على بلادهم، ضحكاتهم، أحلامهم التي وئدتظلمًا، يبكون في قلوبهم دمًا، ولا يظهرون علىوجوههم كي لا يشمت بهم من أعلنوا قتل الأمنياتفي عيونهم.

وقف والد الطفلعبداللهقبالة وجه ابنه يستهجنويسأل من حوله مفجوعًا: “١٦ سنة وأنا اربي فيهدمعة بدمعة عشان تيجي رصاصاتهم بثوانيوتقتله“.

اقرأ أيضا  المالكي يؤكّد العودة للمطالبة بالاعتراف بفلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة

نعم! هنا في فلسطين، تعب السنين يذهب في ثانية،والأحلام تقتل على عجل، وثمة زهور تبكي دمًا لأجلأن يبقى الأقصى شامخًا، لأجل أن تبقى القدسبوابة السماء والكرامة أيضًا.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.