لسنا أغبياء .. هذا انقلاب عسكري!

الأحد-20 رمضان 1434 الموافق28 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

حبيب أبو محفوظ

يعول البرادعي كثيراً على النسبة الكبيرة من أبناء الشعب المصري الغير متعلمين (ما يقرب من 45% من المصريين أميين)، وبالتالي يقوم المدعو توفيق عكاشة، وقنوات التضليل الإعلامي -الممولة خارجياً-، بتوجيه أبناء الشعب المصري، كيفما يشاء.
إلا أن وصول آلاف الحافلات من الصعيد إلى القاهرة دعماً للشرعية، وظهور رجل صعيدي بسيط متحدثاً باسمهم في ميدان رابعة العدوية، كاشفاً خيانة السيسي، يعطي مؤشراً على فشل تلك المحاولات، ويعري خيوط المؤامرة التي حيكت بليل ضد الشرعية المصرية متمثلة بالرئيس محمد مرسي.
 
في ورطة حقيقة وضع عبد الفتاح السيسي نفسه، حسب أنه إذا كانت أمريكا والصهاينة، وبعض أموال العرب معه، فمن ضده إذاً؟!، أغمض عينيه عن مشاهد المليونيات التي شلت المحافظات المصرية، بالإضافة إلى العاصمة القاهرة، في حين بدا مشهد ميدان التحرير قلب ثورة 25 يناير خاوياً على عروشه، فالأموال دفعت لمرة واحدة، وليوم واحد فقط!، في المقابل يحسب للإخوان وأنصارهم أنهم امتصوا الصدمة سريعاً، وهم الآن في موضع الفعل، بانتظار رد الفعل.
  
بحسب المعلومات المنشورة، فقد اجتمع الفريق عبد الفتاح السيسي، والسفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، ومحمد البرادعي للتجهيز للانقلاب العسكري، والخطة نصت على أن تقوم فئة من الشعب بالخروج إلى الشوراع، مع دفع الأموال لهم، تحديداً الأماكن الحساسة من القاهرة كميدان التحرير، وقصر الاتحادية، حتى يكون الطريق ممهداً أمام الجيش للتدخل، والقيام بتنفيذ رغبات الشعب بالانقلاب على الدكتور مرسي.
لكن الطمع بالمناصب، (حسنين هيكل قال للسيسي: «أنت جمال عبد الناصر الذي بعث من جديد»)، جعل السيسي يغفل عامداً أو جاهلاً أن مرسي جاء عبر صناديق الانتخاب، وبالتالي لن يقبل المصريون أن تقذف أصواتهم في مياه النيل المتحركة، والعودة من جديد إلى حكم العسكر بعدما عرفوا طريق الحرية والحياة المدنية على مدار عامٍ كامل.
بالتأكيد التراجع عن خطوة الانقلاب لن تكون بمبادرة من السيسي نفسه، فالشعب المصري بجميع أطيافه وضعه في الزواية، وهو متهم بالخيانة العظمى، وبالتالي لن يوقع بنفسه على قرار إعدامه، لذا نحن بحاجة إلى مبادرةٍ سريعة، خاطفة، وفريدة من نوعها تضع حداً نهائياً وفاصلاً للأحداث «التمردية» التي تشهدها مصر اليوم، قبل أن تصل جميع الأطراف إلى طريق مسدود.
  
البرادعي القادم من حضن الغرب، مهد الديمقراطية، والحياة المدنية، رفع قبعته احتراماً للانقلاب العسكري طالما أن مدفع الدبابة سيحمله إن عاجلاً أو آجلاً إلى منصب مفصلٍ له هنا أو هناك، وهو ما يبحث عنه طالما أن القناعة تولدت لديه باستحالة حصوله على المنصب «الحلم» عن طريق صناديق الاقتراع حتى لو شهد على نزاهتها العالم أجمع، لا سيما الغربي منه.
بدا التخبط واضحاً على الإدارة الأمريكية، التي رأت أنها أخطأت فيما حاولت الهروب منه في ثورة 25 يناير حينما لم تقم بدعم المخلوع حسني مبارك، فهي لم تعرب عن موقفها الرافض للانقلاب العسكري، ودعمت خارطة الطريق التي أعلن عنها الجيش، لكن مع ضغط الشارع وجدت نفسها في مأزقٍ حقيقي فتحدثت عن وقف المساعدات لمصر، وكذلك طلبت بسرعة الإفراج عن الدكتور مرسي في خطوة التفافية متأخرةٍ تنم عن مصالح ضيقة تحكم إدارة أوباما.
إذاً ما نشهده اليوم انقلاب مدني على الانقلاب العسكري، لكنه انقلاب سلمي شرعي، يحظى بموافقة شعبية واسعة، ربما تكون الأولى بهذا المستوى من الحضارة والتقدم والرقي، وعليه فقد سحب الشارع المصري البساط من تحت أقدام العسكر والانقلابيين ومن وقف معهم، لتبقى الصورة الآن جليةً نقيةً في انتظار عودة الأمور إلى نصابها، والقطار إلى سكته، والحصان أمام عربته، وليس العكس.

اقرأ أيضا  حتى يكون العمل للإسلام صواباً

المصدر :السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.