مليارات الخليج تتدفق على مصر دعما للانقلابيين لماذا

الثلاثاء-22 رمضان 1434 الموافق30 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

د. أنيس خصاونة

منذ انقلاب العسكر في مصر على الشرعية الأسبوع الماضي بدأت تتسابق دول الخليج العربي في مساهماتها المالية الضخمة لدعم موازنة مصر ودعم الجنيه المصري، حيث تدفق لغاية الآن أموال تقدر بأكثر من اثني عشر مليارا من الدولارات، على شكل مساعدات عاجلة أو ودائع مالية لتعزيز الوضع المالي للدولة المصرية، بقيادة الانقلابيين من العسكر ومن يناصرهم من قوى بدأت أشك بأنها تسعى لصالح مصر. والحقيقة أن تدفق الأموال الخليجية بدأ قبل استيلاء الانقلابيين على السلطة، حيث صرح الإعلام المصري وعبر اعتراف أحد الإعلاميين الأشاوس الداعمين للانقلاب، صرح بأنه يشك في إمكانية نجاح المعارضة المصرية والإخوان المسلمين في حشد تظاهرات مليونية، لأنه وأنا أقتبس منه حرفيا» نحن المعارضين لحكم الإخوان وحكم الرئيس مرسي أنفقنا ستة مليارات لحشد الملايين التي خرجت تطالب في الإطاحة بالرئيس مرسي» وأنا هنا أقول بأن هذه المليارات كانت تتدفق من دول الخليج المرعوبة من الحكم الإسلامي لزعزعة الشرعية المصرية، التي دعمت الإخوان والرئيس مرسي. إنه من المحير فعلا أن ترى مواقف مزدوجة من أشقائنا في دول الخليج التي تدعي الحكم الإسلامي، وتدافع عن الشريعة الإسلامية في الوقت الذي تنتصر للعلمانية المصرية المعادية للإسلام؟ نعم من المحير أن ترى دول الخليج تدعم الإسلاميين في سوريا، وتقدم مساعدات لجبهة النصرة، في الوقت الذي ساهمت فيه بشكل كبير في تعزيز سلطة الانقلابيين في مصر، ناهيك عن استعجالها وتسرعها بالمباركة للسلطة الانقلابية في مصر، وإرسال الأموال الطائلة لتعزيز قبضتها على الحكم؟ ماذا وكيف سيحكم التاريخ على دول الخليج التي تكيل بمكيالين وتدعم عبر مالها وإعلامها وقناتها العربية»غير العربية» المتظاهرين في ميدان التحرير من المتحرشين بالنساء، وممن يقبضون المال مقابل وقوفهم في هذا الميدان، الذي بات يعرف بميدان التحريض لا التحرير؟

اقرأ أيضا  في ذكرى المولد النبوي (زاد واقتداء)

وعندما نتحدث عن دول الخليج ودعمها للانقلابيين فإننا ينبغي ألا ننسى معاملتها الباردة للرئيس المصري والإدارة المصرية الشرعية بقيادة محمد مرسي، حيث كان هناك جمود في هذه العلاقات وتوتر أحيانا مع بعض هذه الدول، خصوصا عندما بدأ الرئيس مرسي بالإعداد لتنفيذ مشروع قناة السويس ومينائها الضخم، الذي كان سيدر عشرات المليارات على الاقتصاد المصري ويشغل ملايين ربما من الأيدي العاملة المصرية؛ مما يؤثر سلبا على وضع ومكانة إمارة دبي وموانئها في النقل والخدمات والتجارة الدولية.

دول الخليج العربي ومواقفها السلبية من الإخوان المسلمين وحكم الشرعية في مصر ينبغي ألا ينسينا الموقف الأردني طبعا المتأثر بالمواقف الخليجية من مصر. لم ينتظر الأردن الرسمي وقيادته سوى سويعات قليلة للمبادرة بتقديم التهاني القلبية للرئيس المصري المؤقت، في حين استغرق ذلك أياما عند اعتلاء الرئيس مرسي للسلطة مستندا للشرعية. مباركة الأردن لمرسي كانت خجولة وبطيئة وعلى مضض، في حين شاهدنا قبل أيام رسائل واتصالات هاتفية ومباركات رسمية حميمية وعلى عجل لمن أتى على ظهر الدبابة. مرسي تعرض لهجوم كاسح وغير مبرر من القيادة الأردنية العليا وتم وصفه بالسطحية وعدم العمق وكأننا لدينا مقياس نموذجي دقيق للعمق، أو لدينا عمق أكثر منه ولم نكتف بذلك بل قمنا بتحذير الرئيس الأمريكي عند زيارته للأردن من «الأخ مرسي». عجيب ومحير هذا العداء الرسمي لإخوان مصر ولقيادة مصر الشرعية. هل هو الخوف على العروش والسلطة أم هي إجراءات وقائية لمنع الزحف الإسلامي والإصلاحي من التأثير على الساحة الخليجية والمحلية؟ أم هي تدخلات الأمريكان ومن والاهم للحد من المد الجماهيري الذي يهدد الأنظمة المستحوذة على السلطة والمتمتعة بامتيازات ما كان لها أن تتمتع بها في ظل أجواء ديمقراطية ومساءلة وشفافية ؟ الجواب لديكم أيتها السيدات ويا أيها السادة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اقرأ أيضا  الحق والباطل

المصدر:السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.