خلال ندوة للجنة الثقافية للجهاد ساسة ومثقفون: الشهيد الشقاقي مدرسة في الفكر والسياسة سعى لتوحيد الأمة
غزة (معراج)- أشاد سياسيون ومثقفون اليوم الأربعاء، بشخصية الشهيد مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي الفكرية والسياسية والثقافية، وبكونه رجل يمثل مدرسة في الفكر والممارسة والقدرة على محاورة الآخرين والابداع الفكري والأدبي.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها اللجنة الثقافية في حركة الجهاد الإسلامي – ساحة غزة، بعنوان :”الشهيد الشقاقي مفكراً وسياسياً” بحضور لفيف من قيادات وكوادر حركة الجهاد الإسلامي ومثقفين ومفكرين وسياسيين.
وقد تحدث الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في كلمة حركة الجهاد الإسلامي، عن الشهيد الشقاقي، والتي أكد فيها أن الشقاقي استطاع أن يثبت أن السياسة وفاء وصدق والتزام، يمهرها السياسي الحقيقي بدمه وعذاباته، وليس بالكذب والتدليس.
وقال الشيخ عزام:” نشعر بحجم الخسارة أكثر كلما مرت الأزمنة والأيام والذكريات، ولا زلنا نشعر بالوجيعة رغم مرور 24 سنة على استشهاده”، موضحاً أن الشقاقي كان مُفكراً وسياسياً واستطاع أن يجمع بينهما.
وبين، أنه لا يوجد فصل بين المفكر والسياسي ورجل الدين بعيداً عن المعنى الحرفي والاصلاحي لكلمة رجل الدين، قائلاً:”إذا كان رجل الدين يعنى بإظهار الحقيقة والنضال من أجلها بالحق وإعلاء الصوت به بتقريب العدالة من الناس وقد كان هذا جوهر الشقاقي”.
سياسة الشقاقي
وأضاف:”إذا كان السياسي يقرأ الأمور قراءة واعية بعيداً عن المعنى الجديد الذي نعيشه الآن التي تقدم للناس على أنها المؤامرة والكذب، فهذه ليست السياسة التي قدمها الشقاقي، فالشقاقي عمل بها صدقاً وطهراً ووعياً وشفافية ونزاهة وعرضاً للأمور بلا مواربة ، والتصدي للخطأ بلا تردد فقد كان الشقاقي لا يبيع ولا يساوم”.
واستذكر الشيخ عزام موقفاً مع الشهيد الشقاقي حيث قدم له الرئيس الراحل ياسر عرفات
ورقة على بياض ليوقع عليها يحصل فيها على ما يريد مقابل أن يدخل المجلس الوطني، لكن الشقاقي رفض العرض”.
وأكد الشيخ عزام، أن أهم ما طرحه الشقاقي شعار فلسطين كقضية مركزية لما تشبه تميمة، كما أعطى الحيوية للعلاقة بين الإسلام وفلسطين، ولم يسبقه لذلك أحد.
وبين، أن الشقاقي وضع التصور الأكثر واقعية بأن فلسطين قضية مركزية للفلسطيني والعربي والمسلم، نبع من قلب القرآن، فأكد أن فلسطين آية من الكتاب، لم تموت ولن تندثر لأنها جزء من هذا الكتاب الذي انبعثت منه الأمة، وأن فلسطين لن تموت.
ولفت عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، إلى أن مركزية القضية الفلسطينية، لم تأت بشكل عفوي، فطرحها المفكر السياسي وتحدث عن أبعادها القرآنية وأسبابها التاريخية الذي جعلته يخرج بهذا التصور، وكان يقوم على الدراسة والتأمل، ويستند للوعي بالقران والتاريخ ودور الأمة والفرد، وحقيقة الهجمة التي كانت تشن على الأمة.
توحيد الأمة
وبين أن الشقاقي، كان يسعى لأن تتوحد الأمة كلها نحو فلسطين، والسعي لنزع أسباب الخلاف والتباعدات بين تيارات الأمة ومكوناتها المختلفة، وكان دوماً يؤكد أن الحواجز الطائفية والمذهبية لا يمكن أن تقودنا إلى الوصول لأهدافنا في مواجهة المشروع الصهيوني، وكان يؤمن أن وحدة العمل الإسلامي أمر حيوي وضروري ومطلوب لإنجاح عملنا وسعينا نحو تحقيق أهدافنا، ولم يكن مجرد شعار.
ونوه الشيخ عزام، إلى أن الشهيد الشقاقي كان يصر على أنه يجب تنقية قلوبنا دائماً، وأن الجهاد في فلسطين يطهر القلب والعقل والسلوك.
وشدد على أن شعبنا خسر الشقاقي كأنموذج لا يخص فقط الجهاد الإسلامي، بل كان أكبر من مجرد قائد حقيقي ومفكر سياسي كما يجب أن يكون القائد والسياسي والإنسان في العالم الذي اختلطت فيه الأمور.
مدرسة في الفكر والممارسة
من جهته، تحدث أحمد يوسف مدير مركز بيت الحكمة، عن شخصية الشهيد الشقاقي كما عهدها منذ سنوات طوال، حيث أكد أنه رجل يمثل مدرسة في الفكر والممارسة وقادر على محاورة الآخرين، وبابتسامته التي لا تفارقه.
وأضاف أن الشقاقي كان كاتباً ومبدعاً في أدبياته وفكره، ولديه حس وطني عالي، كما أنه كان سابق لزمانه في فكره، فكان الأبرز والأميز والأكثر عمقاً ووعياً بأدبياته وفكره المعمق.
وأشار يوسف إلى أن الشقاقي كسب الآخرين في الحوار وبتميزه، حيث كان دوماً يبحث حول كيف يمكن جمع قوى المقاومة وتوجيه بوصلتها نحو القدس، وضرورة العمل الموحد، وحفظ الصف الوطني، وكان دوماً يؤمن بضرورة الوحدة من خلال التعدد وتنسيق المواقف والتوافق والحوار المشترك.
وكالة معراج للأنباء