هل سيواجه قطاع غزة تصعيداً “إسرائيلياً” عسكرياً مفتوحاً.. وماذا يحضر نتنياهو لحماس؟

غزة (معراج)- تصاعدت حدة التهديدات “الإسرائيلية” ضد فصائل المقاومة، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق وضربة قوية لقطاع غزة، قُبيل انتخابات “الكنيست الإسرائيلي” الـ23 المقررة في الثاني من مارس/ آذار المقبل.
وقد جاءت التهديدات على لسان أعلى المستويات السياسية “الإسرائيلية”، والتي كان أخطرها تهديد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي هدد بشنّ “عملية عسكرية موسعة ضدّ غزة، قائلاً:”نحن نحضر شيئاً لحماس لم تتوقعه من قبل، ومن الممكن أن يحدث ذلك قبل الانتخابات” في الوقت الذي يسعى فيه لتشكيل الحكومة وإنقاذ نفسه.
وفي ذات الإطار، اتهم نتنياهو يتهم وزير حربه “بينيت” بالتقصير في معالجة التهديد الأمني القادم من غزة، مما يطرح التساؤل هل هو إعفاء لمسئوليته الشخصية عن الفشل الأمني، أم محاولة لمنح وزيره مزيداً من الصلاحيات لتوسيع رقعة الردود، وتحميله أي إخفاق متوقع!
ومجدداً خرج ما يسمى بوزير الطاقة “الإسرائيلي” يوفال شتاينتس بتهديد غزة والإعلان عن استعداد كيان دولة الاحتلال لضربة قوية وعملية عسكرية واسعة النطاق ضد غزة، قائلاً:”عندما نقرر أنه لم يعد بإمكاننا انتظار التسوية والهدوء سنبدأ هذه العملية”.
توتر أمني
وتشهد قطاع غزة، توتراً أمنياً كبيراً، خاصةً مع مماطلة “إسرائيل” في تنفيذ تفاهمات التهدئة، وتشديد الخناق على المواطنين في قطاع غزة، وتفاقم حدة الضغوطات الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
ولم تفلح زيارة الوفد الأمني المصري الذي زار قطاع غزة مؤخراً في التوصل لتفاهم، حيث جاء على وقع قصف طائرات الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة، وخرج خالي الوفاض.
المختص في الشأن “الإسرائيلي” حسن لافي، اعتبر أن التهديد بحرب واسعة على قطاع غزة، قد تخدم نتنياهو لكن تنفيذها لا يخدمه، حيث أنه ليس من مصلحته أن تذهب دولة الاحتلال لحرب واسعة ومفتوحة.
وأوضح لافي، أنه منذ حملة انتخابات نتنياهو الأخيرة يتخذ أموراً لم يستطع أحد من مؤسسي دولة الاحتلال أن يفعلها، فهو الرجل الوحيد القادر على أن يستجدي من الولايات المتحدة في أي وقت وحين، ويستخرج اعتراف أن هذا الكيان له أحقية على الأرض المحتلة، وأن يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية وآخرها الإعلان عن صفقة القرن.
خطوات نتنياهو الثلاث
وذكر لافي، أن نتنياهو استطاع أن يكون حلفاً استراتيجياً مع الدول العربية المطبعة، وآخرها الحديث عن اتفاقية ثناية بين الاحتلال ودول مهمة في المنظومة العربية كالسعودية والإمارات، واللقاء الهام مع السوداني برهان.
وأشار لافي إلى قيام نتنياهو بضم مناطق الضفة فعلياً في خطوات أحادية الجانب، لذا ليس من مصلحته التوجه لحرب واسعة مع قطاع غزة، حيث أن ذلك يمكنه أن يوقف كافة الخطوات الثلاثة السابقة على وقع التغيرات التي ممكن أن تحدث في غزة.
لا تخدم نتنياهو
وقال لافي:” لا يمكن أن يتم قتل أهل غزة تحت الطائرات في حرب شاملة وموسعة، وتستمر هذه الخطوات، بل سينكمش التطبيع، بالإضافة إلى أن الأمريكان رغم أنهم في عهد ترامب لكن لديهم بعض الخطوط التي لا يمكن كسرها”.
وزاد لافي: لا أعتقد تطبيق هذه الحرب في هذه الفترة يخدم نتنياهو، بل تخدم جمهور اليمين”.
وفي رده حول اتجاه الاحتلال لسياسة الاغتيالات، قال لافي:” الاغتيالات “الإسرائيلية” متواصلة ولم تتوقف عنها “إسرائيل” في السر أو العلن، ولم تتخلَ عن هذه السياسة في الخطة العسكرية”، مبيناً أن الاغتيال المباشر يعني حرب مفتوحة” .
ويعتقد لافي أن نتنياهو لا يريد أن تذهب “إسرائيل” لحرب قبل الانتخابات، فتتحول لحرب بدلاً من الانتخابات، مستدركاً :” لكن نتائج الانتخابات قد تكون عامل مساعد لترك سياسة الاغتيالات أو التمسك بها، فورقة التطبيع العربي هي الورقة الرابحة للاحتلال الآن”، مبيناً أن “إسرائيل” قد تتجه لعمليات محدودة واستهدافات توصف أنها مضبوطة.
تثبيت ماقبل العملية
أما المحلل السياسي عدنان أبو عامر، فيرى أن “إسرائيل” تسعى لتثبيت تسوية في غزة مع حركة حماس، قبل أن تقرر الخروج لعملية عسكرية كبيرة.
ويعتقد أبو عامر، أن مساعي “إسرائيل” لتثبيت تسوية قبل العملية العسكرية، لأنه في أعقابها سيعود الجميع لذات النقطة التي يوجدون فيها اليوم، وهذه الفرضية تلقى قبولاً لدى الجمهور الإسرائيلي.
واستدرك قائلاً:”لكن ذلك لا يُلغي أن الجانبين يسيران اليوم بين مساري التسوية والتصعيد، وربما يفضلان أن القرار الأفضل لهما هو عدم اتخاذ القرار، وترك الميدان يوجه بوصلة الأحداث!”
ورأى أبو عامر، أن التحدي سيكون مدرجاً على أجندة الحكومة القادمة، التي ستضع التهديد الأمني القادم من الجبهة الجنوبية في غزة على رأس أولوياتها.
وما بين سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، والتحديات الماثلة أمام نتنياهو، والتي يخرج منها قادة الاحتلال عادة بحرب وانتصار مزعوم في قطاع غزة، يظل المواطن الفلسطيني ينتظر كل ليلة بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال التي ينتهي فيها أي قصف ليلي لمناطق متفرقة من القطاع ليخلد للنوم.
وكالة معراج للأنباء

اقرأ أيضا  المعصية بين الإقرار والإنكار
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.