الريسوني: مهاتير “قائد عظيم” وعزله قرار حكيم
الرباط (معراج)- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني:
– إنجازات مهاتير محمد أدخلت ماليزيا “التاريخ المجيد” وهو “مهندس نهضتها وقائدها”
– ملوك ورؤساء وزعماء دينيين وسياسيين في ساحتنا العربية والإسلامية أصيبوا بـ”العبودية” للمنصب فمكثوا في كراسي الحكم والرئاسة حتى مَلَّـتْـهم
وصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، رئيس وزراء ماليزيا السابق، مهاتير محمد، بــ”القائد العظيم”، معتبرا عزل حزب “السكان الأصليون المتحد” الحاكم لمهاتير، زعيمه ومؤسسه، “قرارا حكيما”، وفق الأناضول.
جاء ذلك في مقال نشره الفقيه المقاصدي المغربي على موقعه الإلكتروني الرسمي، مساء السبت، بعنوان: “مهاتير قائد عظيم، وعزله قرار حكيم”.
وقال الريسوني: “المعجبون بالزعيم مهاتير لا يعجبهم هذا التعامل مع زعيم وطني وزعيم إسلامي كبير، هو مهندس نهضة ماليزيا وقائدُها”.
واستدرك: “لكني، وأنا من أشد المعجبين بمهاتير، المقدرين لإنجازاته التي أدخلت ماليزيا إلى التاريخ المجيد، معجب كذلك بهذه الجرأة والقدرة على عزله وتنحيته، وهو متربع على رأس السلطات الثلاث: السلطة الحكومية، والسلطة الحزبية، والسلطة الشعبية”.
وتابع: “الزعماء الكبار والقادة العظام.. والزعماء الأفذاذ بشر من البشر، لهم نقائصهم ومواطن ضعفهم، ولهم قابليتهم للإصابة بالآفات والأمراض النفسية، تماما مثلما هو حال الأبدان”.
ومضى موضحًا في مقاله القصير أن النجاحات “المتواصلة للزعماء والعظماء قد تكون هي نفسها سببا لبعض الأمراض التي تصيبهم..”.
وزاد الريسوني بقوله: “لقد رأينا وما زلنا نرى – في ساحتنا العربية والإسلامية – ملوكا ورؤساء وزعماء دينيين وسياسيين، مكثوا في كراسي الحكم والرئاسة حتى مَلَّـتْـهم الكراسي وضاقت بهم ذرعا، وحتى بلغ المرض ببعضهم درجات أصبحوا معها مهازلَ.. لم يتعظوا لا بأرذل العمر الذي أحاط بهم، ولا بالأمراض التي تنخر أجسادهم”.
والخميس، أعلن الحزب الحاكم في ماليزيا، فصل مهاتير من الحزب.
وأفاد الحزب، في بيان، بأن قرار الفصل اتخذه مجلس الانضباط للحزب، بسبب عدم جلوس مهاتير بجانب زملائه في الحزب، خلال جلسة استثنائية للبرلمان، في 18 مايو/ أيار الحالي.
وقال عضو مجلس شورى الحزب، “وان سيف الله وان جان”، في بيان، “لا يوجد حزب سياسي في العالم يسمح لنوابه بالجلوس في مقاعد منفصلة بالبرلمان، لذلك تم إنهاء عضويته (مهاتير) تلقائيا”.
وإلى جانب مهاتير، وللسبب نفسه، فصل الحزب 4 من أعضائه، أبرزهم وزير شؤون الرياضة السابق، سيد صادق، ووزير التعليم السابق، مزلي مالك.
واتهم الحزب النواب الخمسة بعدم دعمهم للحكومة، التي يقودها رئيس الحزب، محيي الدين ياسين، وذلك بانتقالهم إلى مقاعد المعارضة خلال الجلسة البرلمانية.
وردا على قرار فصلهم، قال النواب الخمسة، في بيان، إن القرار جاء استجابة لضغوط من رئيس الوزراء، محيي الدين ياسين.
وأضافوا أن “طرد رئيس الحزب لنا دون سبب، يظهر أنه يعاني صعوبة في قيادة الحركة التي قادها قبل انتخابات الحزب، وأن استقراره كرئيس للوزراء على المحك”.
وأسس مهاتير حزب “السكان الأصليون المتحد” عام 2016، بعد استقالته، في العام ذاته، من حزب “المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة”؛ إثر فضائح فساد بالحزب.
واستقال مهاتير من قيادة “السكان الأصليون المتحد” بعد أزمة حكومية، بدأت في 23 فبراير/ شباط الماضي، وأسفرت عن استقالته من رئاسة الوزراء؛ إلا أنه عاد ورشح نفسه لهذه المهمة قبل مؤتمر الحزب المقرر في يونيو/حزيران المقبل.
ويرى مراقبون أن مهاتير لن ينافس مجددا على قيادة الحزب، بعد قرار فصله من الحزب.
وعيّن ملك ماليزيا، السلطان عبد الله أحمد شاه، نهاية فبراير/ شباط الماضي، محيي الدين ياسين، رئيسا للوزراء، خلفا لمهاتير، الذي تولى رئاسة الحكومة في المرة الأولى من عام 1981 وحتى تقاعده في 2003.
وكالة معراج للأنباء