الشيخ رائد صلاح: الأقصى في “خطر” والاحتلال يمهد لمرحلة بناء “الهيكل” على أنقاضه
غزة (معراج)- حذَّرَ رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة الشيخ رائد صلاح من خطورة المخططات الإسرائيلية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك في تلك الأيام، مشدداً على أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يحيك مكائد عظيمة للأقصى، ويمهد لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد.
وأوضح الشيخ رائد صلاح -في لقاء صحفي له بعد ثلاثة أعوام من الاعتقال والحبس المنزلي- أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يُصَّعدُ من عدوانه تجاه المسجد الأقصى المبارك، بهدف الانتقال من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ جديدةٍ، مشيراً إلى أنَّ الاعتداءات الحالية على المسجد الأقصى، تأتي في سياق التمهيد للانتقال إلى المرحلة الأخيرة، وهي إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وفق فلسطين اليوم.
أطماع بالجملة
ولفت إلى أنَّ الأطماع الإسرائيلية في المسجد الأقصى لم ولن تتوقف عند السيطرة على باب الرحمة، أو الطمع في تقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً، او السيطرة على مقبرة باب الرحمة، قائلاً :”كل من ظنَّ أنَّ مطامع الاحتلال في الأقصى محصورة بأشياء معينة أو مقصورة على أمرٍ بعينه هو واهم، وظنه صبياني، إذ أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يهدف للسيطرة على كل ذرة تراب في الاقصى”.
وأضاف الشيخ رائد صلاح: أقولها وبكل صراحة، انَّ كل من يظن أنه يمكن أن تكون هناك نقاط التقاء، أو اتفاق، أو تفاهم مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن المسجد الأقصى المبارك، هو واهم وظنه صبياني، الاحتلال يريد السيطرة الكاملة، ويريد أن يكون صاحب الكلمة العليا في الاقصى المبارك، ولا يريد أن ينازعه أحد داخل الأقصى والقدس عموماً”.
وتابع: “الحل الوحيد للحفاظ على المسجد الأقصى، بهويته الاسلامية والعربية والفلسطينية هو زوال الاحتلال”.
. وقال: “حرام ولا يجوز أن نسكت عمَّا يجري بحق الأقصى من عدوان إسرائيلي غاشم، لا يجب أنْ نسكت امام تلك الاعتداءات مهما كلف من ثمن، السكوت في تلك المواقف حرام في جميع الموازين الدينية والشرعية والعربية والإسلامية والوطنية”.
وأضاف: “الأقصى في خطر، كل الاقصى في خطر، ساحات الأقصى في خطر، بوائك الاقصى في خطر، أبواب الأقصى في خطر، ساحات الأقصى الداخلية والخارجية في خطر، قباب ومآذن وأهل الأقصى في خطر”.
ودعا الشيخ رائد صلاح أن تكون الاستراتيجية واضحة لدى المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين في صراعهم مع المحتلة، مبنية على أساس واضحٍ وهو المحافظة على الحق الأبدي في الأقصى كل الأقصى.
الاحتلال ومعركة السيادة
وذكر أن الاحتلال يحاول قدر المستطاع أنْ ينفرد بالمسجد الأقصى المبارك، ويريد أنْ يظهر للعالم أجمع أنه هو من يقرر مصير الأقصى، وأنه هو الجهة الوحيدة صاحبة السيادة داخل المسجد الأقصى المبارك، وأنه هو من يملك الحق في إدخال وإخراج من يشاء من الأقصى المبارك، وذلك في سياق استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لبناء الهيكل الأسطوري.
وقال: صحيحٌ أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يملك أدوات القمع والسجون والهراوات، لكننا نحن من يمتلك الحق، وحقنا أقوى من كل ما يملك، وحقنا سينتصر على كل ادواته، والحل الوحيد لإنقاذ مسجدنا والحفاظ عليه من العدوان الإسرائيلي هو زوال الاحتلال”.
وأشار إلى جملة من مساعي الاحتلال الإسرائيلي لشطب هيئة الأوقاف الإسلامية، وافقادها السيطرة على زمام الأمور، عبر تحويلها إلى هيئات شكلية، في إطار مساعيه لأن يكون صاحب السيادة الوحيدة على الأقصى.
وحذَّر الشيخ رائد صلاح من الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، أو التعاطي مع أي رؤى إسرائيلية تمكِنُ الاحتلال من النفوذ والسيطرة والسيادة على أي جزء من الاقصى، موجهاً رسالة للمقدسيين وعرب الداخل المحتل: إياكم أن تعترفوا بأي سيادة إسرائيلي على الأقصى، ولا يجوز أنْ نتعاطى مع اي رؤية اسرائيلية بشأن التواجد الاسلامي داخل الأقصى، علينا أن ندخل الاقصى دون الإذن الإسرائيلي، وعلينا أن نرابط جيعاً دون إذنه، ونفطر في رمضان وأيام النوافل سوية داخل مسجدنا دون إذنه، وأنْ نفعل ما نريد بإرادتنا دون إذنه”.
وقال: “المسجد الاقصى حق اسلامي وعربي وفلسطيني، الأقصى في خطر، المسجد الاقصى تاج القدس المباركة، المسجد الاقصى عنوان قرآني مثله مثل مكة، وأغلى علينا من أرواحنا، وهذا الرباط اكدناه في شعاراتنا عندما كنا نردد بالروح بالدم نفديك يا أقصى، ولن يرتفع أي عدوان عنه إلا بزوال الاحتلال”.
المقدسيون.. سدنة المسجد
وفي رسالةٍ وجهها للمقدسيين، قال: “إن دوركم اليوم الذي تؤدونه تاريخي ومصيري وكبير، وإن الامة تراهن عليكم، أنتم اليوم تنوبون عن رجال ونساء الأمة شيباً وشباناً، لذلك أروا الله ثم امتكم خيراً، وكنا على قدر التحدي والعدوان الإسرائيلي، وعليكم بالثبات والثبات والثبات، عُضْوا على مواقفكم النبيلة والمشرفة بالنواجذ”.
وذكر الشيخ صلاح المقدسيين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذكركم بقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: “بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”.
وتابع: “رسالتي لأهلنا في القدس رجالاً ونساءً اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، انتم الآن محور الكون، والجميع يراقب تصرفاتكم واقوالكم ومواقفكم، عضوا على مواقفكم بالنواجذ، وان رأيتم التعثر من بعض هيئات في الأمة، فهذا لن يضيركم شيء بإذن الله .. بإذن الله الاحتلال الى زوال في اللحظة التي يريد الله أن يزيله عن فلسطين ومسجدها المبارك”.
وفي رسالته للفلسطينيين في المدن المحتلة عام 1948، قال: أهلنا في الداخل الفلسطيني هم الظهير الملتحم مع أهلنا في القدس المحتلة، علينا ان نحافظ على تلك اللحمة يومياً، بما نملك من امكانيات واضحة ومشروعة، ومطلوب منهم دعم اخوانهم المقدسيين، وأن يتواصل أهل الداخل مع المقدسيين في دور الرباط، وشد الرحال، وعمارة الاقصى، وتعرية العدوان الإسرائيلية على القدس والمقدسات”.
وفي رسالة للأمة العربية والإسلامية، قال: “يجب على أمتنا العربية والاسلامية أنْ تثني على المقدسيين، هم الآن يحفظون عورتنا في القدس، وينوبون عن الأمة برجالها ونسائها، من خلال رباطهم المقدس، المطلوب أن نرفدهم، وأن نعينهم، على الثبات في القدس”.
وتابع: “الأمة في الخارج مطالبة أنْ تعلم أن قضية القدس والاقصى هي قضيتها، وعليهم أن يحافظوا على قضيتهم، عبر صناعة أجيال تحافظ على نية الانتصار للقدس والأقصى”.
الاحتلال وتغييب خطاب القدس
وعن احواله خلال السجن المنزلي والفعلي لمدة 3 أعوام متواصلة، قال: “عشت ثلاث سنوات ما بين سجن منزلي وسجن فعلي، وكنت ممنوع من التواصل مع وسائل الإعلام، خلال تلك الفترة ظنَّ الاحتلال أن فرض قطيعة بيني وبين الإعلام والمقدسيين قد يتيح له أن يغيب الخطاب الذي طالما ركزت عليه وهو خطاب الثوابت الإسلامية العروبية، وخطاب الانتصار للقدس والاقصى، وخطاب الحث الدائم للفلسطينيين بان يواصلوا عبادة الرباط في المسجد الأقصى، وأن يواصلوا شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، ظنَّ الاحتلال أنه أسكت تلك النداءات، لكن هيهات”.
وأشار إلى أنَّ غيابه لم يؤثر في مشهد شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، بل إنَّ الأمور ازدادت وتيرتها، وأصبح الأمر بالنسبة للمقدسيين روتين ديني.
وذكر أنه خاض ويخوض حرباً قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنه حقق فيها انتصارات كبيرة، متمنياً أنْ يأتي اليوم الذي يشاهد فيه المسجد الأقصى حراً من مخالب الاحتلال الإسرائيلي.
واختتم حديثه، قائلاً “سأدخل السجن حرًا ، وسأخرج من السجن حرًا ، ولن تكتمل حريتي حتى أفرح بحرية القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
وكالة معراج للأنباء