تعذيب السجناء

السبت-10شوال 1434 الموافق17 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

لمحامي هاني الدحلة
من المفروض أن هناك اتفاقيات دولية وقواعد أخلاقية وسلوكية وقانونية تضبط معاملة السجناء في السجون والمعتقلات -وخاصة إذا كان السجناء أو المعتقلون مقبوضا عليهم لأسباب سياسية، سواء كانوا موقوفين أو محكومين-..
وهذه الاتفاقيات والقوانين والقواعد معمول بها في الدول المتحضرة والتي يوجد بها دساتير مطبقة فعلياً وقوانين معمول بها واقعياً.. وهي دول قليلة العدد – موجود أغلبها في أوروبا..
ورغم إدعاء دول الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعض دول أمريكا الجنوبية والكيان الصهيوني بأنها من الدول التي تلتزم بهذه الاتفاقيات والقوانين والقواعد.. إلا أن واقع الأمور -غير ذلك- وخاصة بالنسبة للكيان الصهيوني الذي خصص هذا المقال للبحث في تصرفاته..
حيث من الرجوع إلى شكاوى المساجين العرب خاصة في الكيان الصهيوني، والذين يعتقلون لأسباب سياسية – نجد أنهم يُعاملون معاملة قاسية ويتعرضون للضرب والإهانة والتعذيب بمختلف الأشكال الممنوعة قانوناً..
فمن الحبس الانفرادي الطويل الأمد.. خلافاً للاتفاقيات الدولية التي لا تسمح بالتوقيف الانفرادي لأكثر من شهر واحد ولأسباب تبرر ذلك/ كقيام السجين بارتكاب مخالفة جسيمة – مثل ضرب مسؤول السجن أو الاعتداء على سجين آخر.. أو ما شابه من الجرائم التي يرتكبها بعض السجناء – والتي تستوجب الملاحقة والعقاب القانوني والإداري..
وقد وردت في تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية -مثل تقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي يصدر سنوياً من جنيف وتقرير لجنة العفو الدولية وتقرير هيومن رايتس ووتش الأمريكية، وتقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان / في القاهرة.. وغيرها من المنظمات العربية والدولية التي تضم تفاصيل مذهلة عن الانتهاكات وإجراءات الضرب والتعذيب والإهانة وسوء التعذية وعدم المعالجة الطبية – التي تلحق بالسجناء العرب في سجون الاحتلال الصهيوني..
وقد أدت هذه السياسة / التي تعتبر منهجاً دائماً وسلوكاً مستمراً لقوات الاحتلال الصهيوني، إلى وفاة عدد من السجناء ولحاق الضرر النفسي والجسدي والأمراض بالسجناء دون أن تحاول سلطات الاحتلال معالجة هؤلاء السجناء، أو عرضهم على الأطباء أو إدخالهم المستشفيات رغم حاجتهم الماسة لمثل ذلك..
وللأسف فإن مثل هذه الأوضاع لا تجد أي اهتمام أو معالجة من قبل الدول العربية – ولم نجد دولة عربية واحدة تخصص دائرة واحدة أو قسما من دائرة لمتابعة مثل هذه الأوضاع، ومحاولة فضحها وإدانتها على المستوى العربي والدولي..
بل لم نجد أي متابعة للتقارير الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي تتصدى لمثل هذه الانتهاكات وتنشرها على وسائل الإعلام المختلفة..
وفي الختام/ هل لنا أن نتساءل إلى

اقرأ أيضا  لماذا نجحت الثورة في تونس ولم تنجح في مصر؟

متى يظل هذا التجاهل الفاضح لحقوق السجناء الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال؟!
وألم يئن الأوان للاهتمام بهذا الموضوع ومحاولة اتخاذ إجراءات مهما كان نوعها؛ لإدانة هذه الانتهاكات والعمل على وقفها؟
أما أننا ننادي في واد لا يسمعنا فيه أحد.. تطبيقاً لقول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
             
ولكن لا حياة لمن تنادي

المصدر : السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.