ما الفرق بين رصاص السيسي وكيماوي بشار؟

د. عصام شاور

الخميس-15شوال 1434 الموافق22 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

ما الفرق بين قتل الانقلابيين العلمانيين لأكثر من 2000 من المواطنين المصريين في ميداني رابعة والنهضة بالرصاص والحرق وبين قتل البعثيين لعدد مماثل أو أقل بقليل من المواطنين السوريين بالسلاح الكيماوي؟وما الفرق طالما ان “كيماوي” العرب ورصاصهم يصب على رؤوس العرب فيقتلهم ويحرقهم؟ وما الفرق حتى يدعي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الغضب والثورة ويطالب بتحقيق دولي عاجل في المجزرة التي ارتكبها بشار الأسد وقد فعل صاحبه الانقلابي عبد الفتاح السيسي جريمة مماثلة ولم تجف دماء شهداء الميادين بعد، ولم يغضب نبيل العربي بل أيد الجريمة وبررها كما فعل كل من أيد تحالف الانقلاب الإرهابي على الشرعية في مصر؟.

اقرأ أيضا  الجيش الإسرائيلي يهدم تجمعا سكنيا ويُصيب ويعتقل آخرين

الدماء المصرية ليست ارخص من الدماء السورية في ميزان رب العزة، ولكنها بالنسبة للانقلابيين والمتآمرين في الوطن العربي لا تساوي شيئا ولكن يتم استغلالها في تجارة الدم والمزايدات الرخيصة ومصالح المفسدين، لا يأبهون لو قتل مصري او مليون مصري، سوري او مليون سوري وقد نزف الشعب الفلسطيني سنين طويلة ولم تتحرك جامعة الدول العربية ولا ضمائر الحكام العرب وإن تحركت شفاههم لرفع العتب وكبت الغضب. 

الفرق يا سادة بين رصاصات العلمانيين وكيماوي المجرم بشار الأسد هو أن ظهور السلاح الكيماوي في منطقة مثل سوريا قد يؤثر على “الحالة النفسية” لليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد يستولي عليه جيش حر ويستخدمه ضد دولة الاحتلال ” إسرائيل” باعتبارها العدو الوحيد للمسلمين والعرب، أما رصاص القاهرة فلن يصل الى تل أبيب وأقصى ما قد يصل إليه هي أجساد ورؤوس المقاومين للاحتلال الإسرائيلي على الحدود المصرية الفلسطينية، ولذلك يتحرك اليساريون والعلمانيون وحماة دولة الاحتلال للإبقاء على معادلة الخنوع والخضوع العربي للمحتل.

اقرأ أيضا  وزارة الثقافة تدرس إدخال تعليم الباتيك في المدارس

إن غضب العربي غير مبرر لأنه مجرد تمثيل هزلي وحق يراد به باطل. نبيل العربي وبعض القيادات العربية والخليجية تريد تحويل الأنظار عن جرائم السيسي الى جرائم بشار، فمن كان صادقا فإنه يدين جرائم بشار بالقدر الذي يدين فيه جرائم الانقلابي عبد الفتاح السيسي ومرتزقة العلمانيين واليساريين والمنافقين سواء بسواء. 

ختاما فإننا على يقين بأن الله ناصر عباده وجنده لا محالة، وأن الدماء الزكية التي روت ارض الكنانة والشام لن تذهب هدرا ، وأن الخزي والعار في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة هو مصير الطغاة واعوانهم من القتلة ومن أيدهم او ناصرهم على أهل الحق ولو بكلمة.

 المصدر : صوت الأقصى

اقرأ أيضا  غوتيريش يدعو إلى "عمل جماعي" لإنهاء انقلاب ميانمار
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.