التربية والتعليم..

خالد عبدالله الزيارة(كاتب قطري ).

الإثنين-19شوال 1434 الموافق26 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

إذا صحت التكهنات والتوقعات والتخمينات والتداولات التي استشرت بين أفراد المجتمع حول التحول الى مسمى وزارة التربية والتعليم كسابق عهدها منذ انطلاق التعليم النظامي في الدولة بدلا من المسميات التي عرفت بها مؤخرا والتي تنصب كلها نحو “التعليم” وقد الغيت كلمة “التربية” من قاموسها، فان هذا الخبرالمتداول بقوة الان قبل معرفة صحة طرحه قد اشعر الناس احساس بالارتياح نتيجة تجارب السنوات الاخيرة التي عانوا منها وتأكدهم ان التعليم لا يستقيم بلا تربية وهذا ما دفعهم الى الاستبشار بمرحلة جديدة تعيد للتعليم هيبته وتختفي تلك (الميوعة) بين الطلبة التي ظهرت في مدارس التعليم الحديثة بكلا الجنسين في الآونة الأخيرة.

اقرأ أيضا  الضفة.. فلسطينيون يحتشدون لإفشال مسار سياحي استيطاني

ان قطاع التعليم الذي اسندت حقيبته في التشكيل الوزاري الاخير الى اكاديمي مثقف ينتظر منه الكثير لتحقيق استراتيجية التنمية البشرية التي تنتهجها الدولة من أجل خلق عنصر بشري قادر على تحمّلم مسؤولياته تجاه وطنه ويسهم بصورة كبيرة في تحقيق نهضتها، وعلى هذا الاساس ينبغي من الوزير المعين الجديد ان يسعى لوضع خريطة طريق لتطوير نظام متوافق للتعليم في قطر بالصورة التي نريدها جميعًا وتحقق رضا الجميع كونها مرحلة انطلاق لإنجاز رؤية قطر الوطنية2030م.

لم تحظ وزارة من وزارات حكومتنا الرشيدة في عهدها الجديد منذ الاعلان عن تشكيلها بالتداول والاهتمام وتضارب الاراء حولها مثل ما حظيت به وزارة التعليم والتعليم العالي ذلك للتباين الحاد بين المتابعين والمعنيين بالتعليم في الاراء والمواقف ذلك بعد ان تحول التعليم برأي الاغلبية من متعة للطلاب إلى عبء عليهم واسلوب المناهج من التعلم للتلقين، والمطلوب وقفة جادة تتطلب تعاونًا من جميع مسؤولي التعليم لابتكار نظام تقييم يعكس المستوى الحقيقي للطلاب ولايجهدهم بالصورة التي تحدث حاليا في النظام الساري. ولكي نصل للطموح المنشود فعلى رجالات التعليم اعادة تقييم تلك التجارب والبناء على الجيّد منها وتعديل مسار ما نتج عنها من إخفاق وعدم تحقيق الأهداف المرجوة.

اقرأ أيضا  مسلمو أوروبا في رمضان.. بين صعوبة الصيام وضغط المجتمع

تناول العديد من التربويين والمعنيين بالتعليم نظام التعليم لدينا واشبعوه بحثا وتمحيصا وربما توافقت الاراء حول ضرورة اعادة تقييم التجربة بكل جوانبها، وما نود التركيز عليه بشكل اساسي في هذه المرحلة هو موضوع التربية التي لا يمكن فصلها عن التعليم كونها هي الوحدة الأساسية في منظومة التعليم وهي الالة التي تكتمل فيها العملية التعليمية بالتربوية ومحورها الطالب بصفته المخرج النهائي لمنظومة التعليم وبالتالي، فلا توجد سياسات تعليمية بدون تربية وهذه مسئولية يشترك فيها كل القائمين على التعليم انطلاقا من البيت الداخلي للتعليم وهي المدرسة الجهة المعنية الاولى في إعداد الطالب وتشكيله وصياغته وتربيته. وسلامتكم

المصدر : بوابة الشرق

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.