أباتشي النفطية تدرس الانسحاب من مصر
الإثنين-19شوال 1434 الموافق26 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
وضعت الاضطرابات السياسية والأمنية السائدة في مصر مجموعة أباتشي النفطية الأميركية أمام خيارين كلاهما صعب؛ هما: بيع عملياتها الكبيرة للنفط والغاز في البلاد، أو الانتظار إلى حين توقف إراقة الدماء هناك.
وقالت الشركة التي يقع مقرها بولاية تكساس في الولايات المتحدة إنها تقيم أعمالها في مصر المقدرة بنحو خمس إنتاجها من النفط والغاز على المستوى العالمي، و27 في المئة من إجمالي إيراداتها العام الماضي.
ولم يتأثر إنتاج الشركة حتى الآن، لكن سهمها هبط بنسبة 5 في المئة منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز الماضي. ويعتقد محللون كثيرون أن الأحداث الدموية التي وقعت منذ عزل مرسي، وراء هبوط سهم الشركة.
ويعني بيع أباتشي عملياتها بمصر على الأرجح قبولها لسعر منخفض؛ بسبب حالة الغموض السياسي، وفي نهاية عام 2012 كان نحو 7 في المئة من إجمالي أصول أباتشي من النفط والغاز الطبيعي في مصر، وبلغت قيمة هذه الأصول 854.1 مليون دولار.
وقال فاضل الغيط كبير المحللين في شركة أوبنهايمر: “كلما أسرعوا في الخروج من هناك كان ذلك أفضل، والمستثمرون يغامرون بالكثير في أسواق الأسهم، ولا ينقصهم تحمل حرب أهلية على محافظ استثماراتهم“.
وتوقع الغيط عدم لجوء أباتشي إلى بيع عملياتها في مصر بسعر بخس، ورأى أن الشركة ستواجه تحديات طويلة الأمد إذا اختارت البقاء والعمل بالساحة المصرية.
المخاطر والعوائد
ولا تواجه أباتشي وحدها هذا الوضع، فهناك أكثر من 250 شركة أميركية، منها داو كميكال وسيتي جروب تعمل في مصر التي فرضت فيها الحكومة المدعومة من الجيش حالة الطوارئ“.
وتدرس أباتشي وغيرها من الشركات الغربية ما إذا كانت مخاطر العمل في مصر تفوق عوائده، وفي الأسبوع الماضي أغلقت جنرال موتورز وألكترولوكس وباسف منشآتها في مصر بشكل مؤقت؛ بسبب الاضطرابات الدامية، وسحبت بيجي غروب وبريتش بتروليوم البريطانيتان طواقم العمل الأجنبية غير الضرورية الشهر الماضي.
وتوقع زميل معهد بيكر في هيوستون “مخاطر أقل في الأجل القريب على الشركات العاملة في مصر منها على المدى البعيد، عندما تظهر تأثيرات الحملة الأمنية للحكومة“.
وقال إن المخاطر البعيدة المدى هي نتيجة إبعاد قطاع كامل من الشعب عن خريطة الطريق السياسية، وهذا أمر سيحدث على مدى سنوات، وأشار إلى أن الحرب الأهلية في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي تستدعي ذكريات مقلقة.
ولدى أباتشي التي اشترت حصة بريتش بتروليوم البريطانية من حقول نفط في الصحراء
الغربية مقابل 650 مليون دولار عام 2010، بوالص تأمين تزيد قيمتها على 1.3 مليار دولار تغطي عملياتها في حال قيام الحكومة بتأميم أصولها.
ورفضت أباتشي الإفصاح عن عدد العاملين بفرعها في مصر، وتقدر شركة السمسرة ريموند جيمس أن لدى الشركة 200 موظف أجنبي، ونحو عشرة آلاف موظف مصري.
وقال المحلل النفطي الغيط إن شركة نفط صينية قد تكون المشتري المحتمل لأصول أباتشي في مصر؛ نظرا لحاجة الصين إلى النفط واهتمامها منذ فترة طويلة بالعمل في أفريقيا.
المصدر : السبيل +الجزيرة نت