حكماء المسلمين: نسعى لتشكيل منصة عالمية للحوار بين قادة الأديان حول التغيرات المناخية

جاكرتا، مينا – أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، أن مجلس حكماء المسلمين يعمل بالتنسيق مع ممثلي ورموز الأديان من أجل بلورة رؤية مشتركة في التعامل مع قضية التغيرات المناخية، تستلهم من قِيَمِ الدين، وتستثمر الرصيد الرمزي من حكمة القادة الدينيين والمجتمعيين لبلوغ أهدافها؛ من أجل المساهمة في إيجاد حلول عملية لقضية التغيرات المناخية والتوعية بها؛ سعيًا إلى بناء عالم أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية.

مؤتمر دول جنوب شرق آسيا حول الأديان

وقال الأمين العام، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دول جنوب شرق آسيا حول الأديان والتغير المناخي، المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، إنَّ مجلس حكماء المسلمين يسعى من خلال هذه الرؤية إلى تشكيل منصة عالمية للحوار بين قادة وزعماء الأديان حول قضية التغيرات المناخية، تنطلق من القمة العالمية لقادة ورموز الأديان التي تستضيفها أبوظبي في نوفمبر المقبل، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتم التعريف بها من خلال جناح الأديان في كوب ٢٨، الذي ينعقد للمرة الأولى في تاريخ مؤتمر الأطراف؛ حيث يعد هذا الحدث العالمي المهم محطةً جماعيَّةً لتقييم الجهود المبذولة في الحدِّ من مظاهر التغير المناخي، وزيادة مستوى الوعي بآثاره وبمجمل مقوِّمات الوعي البيئي، وتطوير الجهود الدوليَّة والوسائل الكفيلة بالتَّعامل مع تحدياتِه، وإبداع إجراءات أكثر طموحًا وفعالية في مواجهة أزمة التغير المناخي، بالإضافة إلى إشراك المؤسسات والقيادات الدينية في خطط تحقيق العدالة البيئية.

اقرأ أيضا  العلاقات الوثيقة بين الإمارات وإندونيسيا تنبني على التعاون والاحترام المتبادل

وأشاد المستشار عبد السلام بالنموذج الإندونيسي في مواجهة آثار التغير المناخي، مشيرًا إلى أنه ما كان له أن يتبلورَ دون رؤية تستحضر مسؤوليات الإنسان بوصفه كائنًا مكرَّمًا من الخالق، ومستخلَفًا من قِبَلِه في الأرض لإعمارها، تُعلِي من قيم الدين في التنمية المتوازنة، وبناء النظام الاقتصادي العادل والمستدام، وهو نموذج نسعى مع قادة الأديان لنقاشه والاستفادة منه في مختلف البيئات.

فرع مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا

ووجَّه الأمين العام التَّحية والتقدير لجمهورية إندونيسيا قيادةً وشعبًا، على تعاونها الدائم واحتضانها الكريم لمجلس حكماء المسلمين، بدءًا من الاستقبالات التاريخية المشهودة التي تخص بها إندونيسيا فضيلة رئيس المجلس، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارته لهذا البلد الذي يعني لفضيلته الكثير، ومرورًا باحتضان مكتب مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا الذي يعمل بتعاونٍ وثيقٍ مع المؤسسات الحكومية والعلمية والمدنية في إندونيسيا على تحقيق أهداف المجلس بوصفه مؤسسةً دوليةً مستقلةً، تعمل على تعزيز قيم التعايش والسلام.

اقرأ أيضا  اختبار أربعة من أصل تسعة هنود في يوجياكارتا إيجابية لـ كوفيد -19

وفي نهاية كلمته أعلن الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين عن تدشين فرع مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا بشكل رسمي، وذلك بهدف تفعيل قنوات التواصل مع دول إقليم جنوب شرق آسيا بشكل عام وإندونيسيا بشكل خاص؛ من خلال العمل على تنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات المشتركة التي تستهدف نشر قيم الحوار والتسامح والإخاء الإنساني وتعزيزها.

دور الأديان في مواجهة التأثيرات السلبية لقضية التغيرات المناخية

وعقد مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطَّيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، مؤتمرًا لمناقشة دور الأديان في مواجهة التأثيرات السلبية لقضية التغيرات المناخية، بحضور ١٥٠ من ممثلي الأديان المختلفة في جنوب شرق آسيا؛ بالإضافة إلى علماء ومفكِّرين وشباب معنيِّين بقضايا تغير المناخ، وذلك تحت عنوان:  “محاولة لإحياء القيم الدينية والثقافات المحلية في معالجة التغير المناخي الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة”؛ حيث من المقرَّر أن تُرفعَ التَّوصيات التي يخرج بها هذا المؤتمر إلى القمة العالمية لقادة الأديان ورموزها، التي ينظِّمها مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي نوفمبر المقبل.

اقرأ أيضا  مجلس حكماء المسلمين يدعو إلى الوقوف صفاً واحداً ضد تقسيم المسلمين

يُذكرُ أن مجلس حكماء المسلمين هو هيئة دولية مستقلَّة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، تأسَّس في أبوظبي عام 2014؛ بهدف تعزيز التَّعايش السلمي داخل المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.

ويضم المجلس في عضويته عددًا من علماء الأمة وحكمائها ووجهائها ممَّن يتسمون بالعدالة والوسطية، ويبذلون جهودَهم في تعزيز قيم التَّسامح والتَّعايش والاحترام المتبادل بين بني البشر.

إلى جانب ذلك، يُولِي المجلس أيضًا اهتمامًا كبيرًا بالقضايا المتعلقة بالتغير المناخي والبيئة باعتبارها أحد أخطر التَّحديات التي تهدد الإنسانية.

المصدر : فيتو

وكالة مينا للأنباء