الطائرات تستطلع غزة..!

الثلاثاء-5 ذوالقعدة 1434 الموافق 10 أيلول /سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

إسماعيل أبو عمر

ما بين مستبعد ان تشن قوات الاحتلال ضربة عسكرية على قطاع غزة وآخر متخوف ينتهي الحديث بأهالي القطاع , إلا أن أزيز الطائرات من فوقهم لا تكاد تفارق أسماعهم فتزيد صاحب الخشية يقينا بإقدام الاحتلال على حماقة شن الضربة. 

والمتتبع لحركة طائرات العدو العسكرية الأسبوع الماضي في أجواء قطاع غزة والكثافة التي تواجد فيها يستدل أن الاحتلال يخطط لعمل ما في القطاع . 

من لا يستبعدون إقدام الاحتلال على ضرب غزة ربط كثيرون منهم بينها وبين الضربة الأمريكية للنظام السوري , وأن الطائرات الصهيونية تسابق في جمع المعلومات وتحليلها حول إمكانية أن تدخل غزة عبر عدة فصائل على خط المواجهة إذا تعرضت سوريا لهجوم امريكي. 

قد يكون هذا تحليلا واقعيا ومنطقيا , لكن التحليل الأقرب قد يكون أن الاحتلال وجد فرصة مواتية لإعادة حماقة إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة والتي أخفق فيها في أواخر 2008 وبدايات 2009 حين شن حربا أطلق عليها ” الرصاص المصبوب”, لكن الاحتلال اليوم شهيته مفتوحة لتحقيق هذا الهدف سيما بعد التقاطعات بينه وبين أنظمة عربية وحملة داخلية فلسطينية مرتقبة تسعى لذلك. 

اقرأ أيضا  الكشف عن الأسباب الحقيقية لاستقالة البرادعي

ولا أخال أن الاحتلال يجد في ذلك ظرفا صحيا ووقتا مناسبا لتحقيق هدفه فالنهج المصري الحالي مع قطاع غزة أذكي للاحتلال هذا التوجه , إذ أن الجيش المصري يطبق حصاره على الغزيين ويقطع شريان الحياة الممتد لهم من مصر , فدمر الأنفاق ويسعى بشكل متسارع لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين الشقيقتين. 

ولا تنقطع عبارات الاشادة المنطلقة من ألسنة الساسة الصهاينة بالسلوك المصري مع غزة , وكان آخرها من عاموس جلعاد الذي أثنى على عمليات الجيش المصري على الحدود مع غزة وقال “العملية التي يقوم بها المصريون مثيرة للإعجاب، إن المصريين يدركون الآن أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007م تشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري ونحن سعداء بهذا الردع”.هنيئا لحكام مصر الجدد بإشادة عدو العرب قديما. 

اقرأ أيضا  أخطاء في أداء العمرة

وإلى جانب النهج المصري فإن ما تقدمه بعض الدول الخليجية من دعم مادي ومعنوي للقضاء على حكم جماعة الاخوان المسلمين في مصر, لا تضن في تقديمه أيضا للقضاء على امتداد الجماعة التي تحكم قطاع غزة, وهنا يبدأ الحديث عن حملة داخلية أطلق عليها تمرد لإسقاط حكم حماس وهو الهدف المعلن من الحملة في استنساخ لحملة تمرد التي أطاحت بحكم الاخوان في مصر.

ومؤخرا كشفت الحكومة في غزة عن مخطط يستهدف القطاع من عدة أطراف وجهات داخلية وخارجية. 

ومن المهم جدا الربط بين كل هذه المواقف لأميل في النهاية إلى ان غزة على أبواب عملية عسكرية كبيرة وموسعة بهدف اسقاط حكم حماس تتعدد فيها أدوات التنفيذ “الاحتلال يشن ضربات جوية , والجيش المصري يضيق الخناق على حركة الناس والبضائع وربما يشارك على الأرض إلى جانب عناصر داخلية تسعى لتأزيم الموقف”. 

اقرأ أيضا  سياسة الإعدام الإسرائيلية في انتفاضة القدس

وهنا دعوة للمقاومة الفلسطينية بالحذر من مخطط شرير كبير يستهدف قطاع غزة ومقاومته , ولا يشك أحد بان لدى المقاومة من الامكانات ما تصد به هذه الهجمات متعددة الفوهات , فهي تمتلك أولا ايمانا وثقة بالله ثم التفافا شعبيا محليا كبيرا يجعلها الكاسب الأبرز في كل مراحل الجولة المتوقعة.

المصدر : صوت الأقصى 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.