لماذا الحرب على الإخوان المسلمين؟؟ 1
الثلاثاء-5 ذوالقعدة 1434 الموافق 10 أيلول /سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
أحمد الزرقان
اليهود الذين باؤوا بغضب الله ولعنته وعقابه هم شر خلق الله، وقد جمعوا كل صفة قبيحة، وكل رذيلة وخسيسة ودسيسة، وكل كفر وعناد وخداع، فاستحقوا من الله ما يليق بهم من مسخ وعقوبة، حيث قال سبحانه وتعالى ((قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شرٌ مكاناً وأضلُّ عن سواء السبيل)) [المائدة60].
واليهود هم العدو الأول ورقم واحد للمسلمين كما يخبرنا مولانا بذلك ((لتجدنَّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)) [المائدة82]، واليهود هم شياطين الإنس قديماً وحديثاً وهم من يمكرون ويخططون للمنافقين والطغاة والمجرمين من أبناء جلدتنا فهم في حلف واحد مصداقاً لقوله تعالى: ((وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)) – هؤلاء المنافقون – ((وإذا خلوا إلى شياطينهم)) – اليهود – ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون)) [البقرة14].
وقد ارتكب هؤلاء الشياطين أعظم الجرائم وأشنعها فهم قتلة الأنبياء والصالحين ((إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم)) [آل عمران21].
وطبيعة اليهود الفساد والإفساد في الأرض، وإشاعة الحروب والفتن حتى مقتتهم البشرية جمعاء، فما من حرب نشأت في العالم إلا ولليهود فيها أصابع وما من فتنة وخراب إلا ولليهود بها اليد الطولى ((وقالت اليهود يد الله مغلولة غلَّت أيديهم ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منه ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين)) [المائدة64].
وطبيعة اليهود العداء المستحكم والحقد الدفين للإسلام وأهله وللصالحين ودعاته، فقد فقالت صفية بنت حيي زوجة النبي: لما هاجر النبي، أرسل أبي حيي بن أخطب وهو من زعماء اليهود وأحبارهم أخاه ياسرا وهو من أحبار اليهود أيضاً ليستطلع الأمر وينظر في صفاته كنبي، ولما رآه وتأكد من صفاته وعلم حقاً أنه نبي آخر الزمان، فلما رجع سأله حيي أهو هو، نبي آخر الزمان؟! قال ياسر نعم إنه هو بصفته وعلامته ووجهه ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)) [البقرة89] ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) [الأنعام20]، فقال ياسر لحيي بن أخطب فما موقفك منه؟ قال حيي: معاداته ما حييت.
أحببت أن أقدم هذه المقدمة لطبيعة اليهود وصفاتهم القبيحة السيئة والتي لا تعد ولا تحصى، فقد أسهب ربنا سبحانه في كتابه العزيز بتعدادها؛ فسدس القرآن يتكلم عن هؤلاء الأشرار أعداء الله ورسوله والمؤمنين؛ لكي نعرف ونتبين طبيعة المعركة مع هؤلاء الأعداء المجرمين، وجاءت سورة الإسراء لتحدد طبيعة المعركة ونهايتها، ومن ذلك تتحدد بوصلة الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل، وخندق الإيمان والعدل وخندق الكفر والنفاق والإجرام، فمن كان اليهود في صفه وجهته وموالاته ومعاهداته فهو في مسار وطريق الباطل والزيف والفجور.
ومن هنا فإننا سنضرب الأمثلة والقصص وجزءاً من التاريخ لنتعرف على طبيعة المعركة في العصر الحديث، لنرى دور اليهود في هدم وضرب الإسلام وأهله لكي يخلو لهم الجو في تحقيق مبتغاهم وخططهم الجهنمية، فهذا السلطان المسلم الصادق العثماني عبد الحميد الثاني عندما رفض إغراءاتهم المادية من أجل السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين لإقامة كيانهم ودولتهم المزعومة، وقال لهم لن تدخلوا فلسطين إلا على جثتي، ولن أعطيكم شبراً واحداً من أرض المسلمين يا أبناء القردة والخنازير، فجهد اليهود بمكرهم الذي تزول منه الجبال واستطاعوا بمعونة دول الغرب الصليبية الكافرة على هدم الخلافة الإسلامية في تركيا، حيث كانت الحصن الأخير للإسلام، واستطاع يهود الدونمة الذين دخلوا الإسلام خداعاً في تركيا وبشيطانهم الكبير مصطفى أتاتورك الذي لمعه الغرب بحروب وهمية، وحققوا له انتصارات زائفة أن ينقض على الخلافة ويشطب الإسلام من الحكم شكلاً ومضموناً ويهدم الخلافة سنة 1924م، ووصل به الإجرام أن ألغى كتابة اللغة التركية بالأحرف العربية، وكتبت باللاتينية ثم كان يعدم كل من يلبس العمة والجبة لكي يلغي الإسلام من حياة الناس مظهراً ومخبراً.
وما هي إلا سنوات حتى نهض الإمام الشهيد المجدد حسن البنا سنة 1928م من بين ركام الجهل والتخلف والضياع والسبات المظلم، ليجدد جذوة الإيمان في نفوس الناس ويشعل شمعة الإخوان المسلمين لتبدد ظلام الجهل والتخلف والتمزق والتبعية والرجعية، فكان هذا المشروع الإسلامي النهضوي المتميز الواضح البوصلة والمعالم والهدف والمسير هو المشروع الذي يقف في وجه المشروع الصهيوني الغربي الاستعماري الاحتلالي، الذي عمل على تمزيق الأمة وزرع هذا الخنجر المسموم في قلبها فلسطين لشطر الأمة شطرين، ثم استطاع الغرب أن يرث دولة الخلاقة ويمزق الأمة في مؤامرة سايكس بيكو، إلى دويلات هزيلة ضعيفة ويزرع فيها حكاماً عملاء له يكونون عوناً لإقامة المشروع السرطاني اليهودي بل وحماية له، فقد وعد الإنجليز الملك عبد العزيز بن سعود بإقامة مملكة له في أرض الحجاز والجزيرة، شريطة أن يوافق على هجرة اليهود وإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، فوافق على ذلك، وكذلك الشريف حسين بن علي وافق على الشرط السابق لكي يكون ملكاً على العرب وتوزع لأولاده سوريا والعراق والأردن.
ولكن الإخوان المسلمين تنبهوا لهذا الخطر العظيم الداهم فتصدوا له وجمعوا السلاح والأموال لنصرة المجاهدين في فلسطين، لا بل جندوا الكتائب لخوض معركة الكرامة مع يهود ودولة الخداع الإنجليزية صاحبة الانتداب على فلسطين وداعية هذا المشروع الخبيث، فأرسل الإخوان المسلمون كتائب من سوريا بقيادة المراقب العام للإخوان المسلمين الداعية والعالم مصطفى السباعي، وكتائب من الأردن بقيادة المراقب العام للإخوان في الأردن عبد اللطيف أبو قوره، وكتائب الإخوان من مصر بقيادة الشيخ الأزهري محمد الفرغلي، وخاضت هذه الكتائب معارك دامية مع اليهود وأنصارهم من عرب وغرب، وعندما شعر أبرز القادة الميدانيين المرحوم كامل الشريف بخطورة المعركة وخيانة الأنظمة العربية وتراجع جيوشها وانسحابهم، ومع عدم التكافؤ في الإعداد والسلاح، فاتصل مع الإمام الشهيد حسن البنا وأخبره بخطورة الوضع وشدة المؤامرة، وطلب منه المدد، فقال الإمام الشهيد رحمه الله (يا كامل ما فيش فايدة أنا لازم آتي بنفسي على رأس خمسين ألف مجاهد من مصر وما حولها لنغير ميزان المعركة) وبعد هذه المكالمة المرصودة من أعداء الأمة وعملائها سجَّن الملك فاروق معظم عناصر الإخوان، وأبقى الإمام حسن البنا خارج السجن لتتم بعد أسبوعين مؤامرة اغتياله والخلاص منه وإفشال المدد لفلسطين، فالإمام حسن البنا هو شهيد مشروع الإخوان المسلمين أولاً، ثم القضية الفلسطينية لأنه نهض لمحاربة يهود ومشروعهم الخبيث، فكان هذا الاغتيال القذر، وبقي الشهيد عدة ساعات ينزف في المستشفى وأُمر بعدم معالجته حتى استشهد لتكون هذه أولى حلقات الحرب على جماعة الإخوان المسلمين من أجل عيون اليهود.
وسنكمل الموضوع في حلقة قادمة إن شاء الله.
المصدر : السبيل