أثر مسجد بني أمية في دمشق مكان إلقاء الجولاني خطاب النصر

تم بناء مسجد بني أمية في مدينة دمشق، سوريا، خلال فترة حكم الدولة الأموية

دمشق, مينا – اختار زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، مسجد بني أمية في دمشق لإلقاء رسالة النصر إلى الشعب السوري. في هذا المسجد الذي يعود تاريخه إلى 1300 سنة، ألقى الجولاني رسالته.

لماذا اختار الجولاني مسجد بني أمية لإلقاء خطابه بدلاً من القصر الرئاسي أو التلفزيون الحكومي؟ العديد من المحللين قدموا آراء مختلفة حول هذا الموضوع، ومن أبرزها أن المسجد له تاريخ كبير في سياق نضال الأمة الإسلامية، خاصة في فترة ازدهار الدولة الأموية.

لقد لعبت الدولة الأموية دوراً كبيراً في تقدم الإسلام منذ أن تولت قيادة الأمة الإسلامية. كانت توسعات الدولة الإسلامية، وبناء المدن، وتطور العلوم من بين إنجازاتها. كما أن العديد من الخلفاء في هذه الدولة تركوا بصمات بارزة في التاريخ.

يُعتبر مسجد بني أمية، أو ما يُعرف بمسجد دمشق الكبير، أكبر وأقدم مسجد بنته الدولة الأموية في مدينة دمشق، سوريا. كان هذا المبنى في البداية مكاناً للعبادة للرومان مخصصاً للإله جوبيتر، وهو معبد جوبيتر في دمشق الذي بني في عام 64 قبل الميلاد.

اقرأ أيضا  تتصدرها سوريا.. أرقام صادمة لأعداد النازحين بسبب الحروب

بعد فتح دمشق في عام 634 ميلادي، تم تحويل المبنى إلى مجمع يضم كنيسة رومانية كاثوليكية مخصصة للقديس يوحنا المعمدان، بالإضافة إلى مصلى للمسلمين في الجزء الجنوبي الشرقي. وفي عام 706 ميلادي، بأمر من الخليفة الوليد بن عبد الملك، تم تحويل المبنى رسمياً إلى مسجد.

تم بناء مسجد دمشق الكبير، الذي يُعد أول مسجد حجري ما زال قائماً، بين عامي 705 و715 ميلادي بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. وقال الخليفة: “أيها أهل دمشق، هناك أربع أشياء تجعل منكم مميزين عن باقي العالم: المناخ، والمياه، والفواكه، وحماماتكم. وأضيف إلى ذلك شيئاً واحداً: هذا المسجد.”

حول المسجد أيضاً توجد ضريحات صلاح الدين الأيوبي، القائد المسلم الذي استعاد القدس من الصليبيين.

اقرأ أيضا  مخيم اليرموك.. وضع إنساني كارثي مرشح للتدهور

يتميز المسجد بحجمه الكبير، إذ يمتد على مساحة 515 × 330 قدماً (157 × 100 متر)، مع فناء واسع محاط بالأقواس المدعومة بالأعمدة الرفيعة. يُقسم الرواق الجنوبي في المسجد إلى ثلاثة ممرات طويلة محاطة بالأعمدة والأقواس. كما يوجد في وسط المسجد صحن دائري مع قبة ثمانية الأضلاع، كانت في البداية مصنوعة من الخشب.

لقد أثرت عمارة مسجد بني أمية بشكل كبير على تصميم المساجد التي تلتها. بالإضافة إلى عمارته، تزين داخل المسجد الفسيفساء الهندسية والزخارف النباتية. كما أن المسجد يحتوي على ثلاثة ممرات رئيسية، مشابهة لتصميم المسجد الأقصى. وتعتبر مئذنته البيضاء أو مئذنة المسيح من السمات المميزة لهذا المسجد.

على الرغم من تعرضه للدمار نتيجة هجمات تيمورلنك وحرائق، فقد تم ترميم مسجد بني أمية عدة مرات. كما أنه مستوحى من مسجد النبي، ويعمل كقاعه متعددة الاستخدامات في مدينة دمشق.

اقرأ أيضا  تركيا تُسقط طائرة حربية يرجح أن تكون روسية

وفي محيط المسجد، يقع ضريح صلاح الدين الأيوبي ومقام النبي يحيى عليه السلام. في عام 2001، أصبح البابا يوحنا بولس الثاني أول بابا يزور مسجد بني أمية.

عندما فتح خالد بن الوليد دمشق في عام 636 ميلادي، شارك المسلمون مع المسيحيين في مكان العبادة، حيث كان المسلمون يعبدون في الجزء الشرقي من كنيسة يوحنا المعمدان، بينما كان المسيحيون يعبدون في الجزء الغربي.

وكالة مينا للأنباء