أجيال لا تعرف المسؤولية
عبير تميم العدناني (كاتبة أردنية)
الجمعة – 14 ذوالقعدة 1434 الموافق 20 أيلول / سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
لنا نتذكر كيف كان الجيل السابق ومن لم يره منا فقد سمع عنه الكثير، أو رأى كبارنا الذين كانوا من قبل يحملون مسؤولية أنفسهم وعوائلهم ومسؤوليتهم المجتمعية، التي تتمثل في معرفة الحقوق والواجبات والتعاملات مع المحيطين بهم في جميع المجالات، فيتعاطون مع المواقف والأشخاص بإيجابية كبيرة هذا بالطبع كان الصورة العامة بإستثناء القلة القليلة فلابد أن يكون لكل قاعدة شواذا.
أما الآن فقد أصبحنا وللأسف الشديد نرى الكثير وليس الجميع جيلاً هشاً لا يعي ولايدرك معنى المسؤولية لدرجة أننا أصبحنا نرى منهم من يكبر وهو غير مدرك لهذا المعنى حتى يتزوج ظناً من عائلته أنه سيصبح بين عشية وضحاها شخصاً مسؤولاً يتحمل أعباء الأسرة سواء كان أباً أو أماً فهذا الحال ينطبق على الكثير من الشباب والفتيات للأسف الشديد، ولكن حين يصبح الأمر واقعاً تبدأ المشاكل بالتفاقم ويكون إنعدام الشعور بالمسؤولية هو معول الهدم الذي يدمر أركان العائلة والمنزل، ويجعل من اكمال الحياة ضرباً من المستحيل.
إننا حين نتحدث عن هذه المشكلة العظيمة لانهدف بالطبع إلى البكاء على الأطلال والمقارنة غير العادلة بين الأجيال، وإنما محاولة تسليط الضوء على الفروق التربوية والبيئية التي أحدثت هذا التفاوت العظيم.
فقد كان أجدادنا وآباؤهم ومن قبلهم كان كل واحد منهم مدرسة بأكملها فحين كان يتعامل مع الطفل كأنه رجل كبير يشركه في مجالس الرجال ويشاركه في الشراء وفي العمل وفي جميع تفاصيل الحياة، فحين يكبر شيئاً فشيئاً يجد نفسه قد اكتملت شخصيته وبناؤه بكل معنى الكلمة، وبالمثل فإن المرأة كانت تؤسس ابنتها منذ الطفولة على مساعدتها في البيت والمطبخ وحتى في تربية اخوتها وحين تكبر الفتاة تكون قد تربت على أن تكون زوجة وأماً وصاحبة بيت تعرف حق المعرفة ماهي المسؤولية وماهو الزواج والتعامل مع الآخرين.
لا أحد منا ينكر أن الزمان قد تغير، والوقت قد تغير، ولكن لابد أن نتشبث بتلك القيم السليمة التي أنشأت أجيالاً من الأسوياء الأقوياء الذين كان كل واحد منهم أمة بأكملها.
المصدر : بوابة الشرق