رئيس مجلس علماء إندونيسيا: طرح إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل غير مناسب ويتعارض مع دستور البلاد

جاكرتا، مينا – شدد رئيس قسم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في مجلس علماء إندونيسيا، البروفيسور سودارنوتو عبد الحكيم، على أن فتح المجال أمام إقامة علاقات دبلوماسية بين إندونيسيا وإسرائيل في الوقت الراهن يعد خطوة غير مناسبة، وتتعارض مع ما ينص عليه دستور البلاد وروح التضامن الإنساني مع كفاح الشعب الفلسطيني.

وقال البروفيسور سودارنوتو خلال ندوة نظمتها مجموعة العمل للأقصى (AWG) تحت عنوان “إندونيسيا مستعدة للاعتراف بدولة إسرائيل؟”،  يوم الإثنين، إن العدوان العسكري الإسرائيلي بلغ مستوى جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، مما يفرض على إندونيسيا أن تعزز موقفها الاستراتيجي عبر خطوات ملموسة وأكثر فاعلية للدفاع عن فلسطين.

وأضاف أن من بين هذه الخطوات النظر في استخدام المقاربة العسكرية ضمن سياق حماية المدنيين، موضحا أن الهدف منها ليس الحرب أو تصعيد الصراع، بل كجزء من بعثات السلام والمساعدة الإنسانية، مثل إرسال أفراد من الجيش الإندونيسي للمشاركة في حماية المدنيين، وتوزيع المساعدات، وتأمين الكوادر الطبية في الميدان.

وأشار إلى أن وجود القوات الإندونيسية يمكن أن يُعد رمزا حقيقيا للتضامن والاهتمام بمعاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل المأساة الإنسانية المستمرة في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

قراءة المزيد: إسرائيل تنذر فلسطينيين في شمال غزة بعدم العودة لمناطق سكنهم

وتابع قائلا: “يمكن أن يتركز دور الجيش في كبح جماح العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.”

كما دعا سودارنوتو إلى تحرك دبلوماسي عالمي أكثر جرأة، مطالبًا بأن تقود إندونيسيا، بالتعاون مع دول أخرى، الضغط على مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حازمة لإجبار إسرائيل على إنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني.

وأكد أن الوقت قد حان لأن تتولى إندونيسيا زمام المبادرة في قيادة الجهود الدولية لإحقاق العدالة للشعب الفلسطيني، انسجامًا مع دستور عام 1945 الذي يرفض كافة أشكال الاستعمار.

وفي ختام حديثه، أشار إلى أن المواقف المبدئية وحدها لا تكفي في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية، بل يجب أن تُتخذ خطوات عملية ومنسقة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

قراءة المزيد: مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجروح خطيرة شمالي قطاع غزة

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في أكتوبر 2023 قد أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والمساجد والمدارس.

ولا تزال إندونيسيا حتى اللحظة ثابتة في موقفها الرافض لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، تعبيرا عن دعمها الكامل لاستقلال دولة فلسطين ذات السيادة.

وكالة مينا للأنباء

قراءة المزيد: وزارة الخارجية الإندونيسية: إندونيسيا ثابتة في طليعة الدول المناهضة للاحتلال الإسرائيل