فقراء حتى الموت
جمال الشواهين
الثلاثاء- 3 ذوالحجة1434 الموافق8 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
نظرة الحكومات المتعاقبة إلى المواطنين بأنه طوال الوقت والزمن هناك، وأنهم في المحصلة يعيشون! ان بصعوبة او اعتياد، وانه ليس في أي عهد لم يكن هناك فقر؛ ما يعني أنها لا تعتبر نفسها مسؤولة عنه او عنهم بقدر ما تستحسن نفسها وهي تقدم أي أمر لتخفيف الاعباء، كما أنها كلها لم تجد نفسها بقدرة القضاء عليه، فلا تحسب له سوى تقديم المساعدات، وتجد الامر عملاً عظيماً وانسانياً.
والحكومات المتعاقبة كلها تشغل نفسها طوال الوقت بكيفية تحصيل الاموال وصرفها، وليس مهماً أبداً كيف وفي أي اتجاهات! ولم يدر بخلد أي منها عملٌ استراتيجي يؤمن ناتجاً وطنياً ثابتاً وصاعداً، وبدلاً منه الاعتياد على طلب المساعدات بلا اهتمام لقيمة التسول، ومعنى أن تكون الدولة فقيرة.
المعادلة أيضاً بالنسبة للحكومات المتعاقبة أن الدول الفقيرة ينبغي أن تكون شعوبها فقيرة؛ لتأمين التسول في اتجاهات متشعبة تُؤمِّن أكبر قدر من الدخل السهل! وليس مهماً الثمن؛ إذ بات معروفاً أن اضافة وظائف اخرى، او تقديم خدمات جديدة، مقابله لم يعد مهماً ولا أمراً جديداً، وأكثر من ذلك بات عرض الخدمات بمقابل سمة، وهي تصدر حسب الطلب.
الحكومة الحالية تتفنن وهي تُؤمِّن الاموال، فغير ما يأتي من الآخرين فإنها تعيد ما تصرفه على المواطنين من رواتب ومساعدات الى صندوقها، وقد أبدعت في الوسائل الى درجة انها تأخذ باليمين ما دفعته باليسار اضعافا! بعد ان تركتهم عراة بلا قطاع عام قادر او دعم، فضلا عن شتى انواع الضرائب.
تصفح الاسعار هذه الايام يدفع إلى الجنون! الخضار بأنواعها، اللحوم، وكل الاساسيات الغذائية، ومعها كل الضروريات لعيش شبه كريم، ومع ذلك لا تجد الحكم بغير ما هو معتاد عليه، وبذات النظرية التي هي ان هناك دائماً فقراً وفقراء والسلطة حياة مستمرة.
رئيس الوزراء الحالي دكتور بالتخطيط على نظريات الاقتصاد قبل اكثر من عشرين عاما، ويظنها المستخدمة حاليا، ويطبقها بلا دراية أن الدينار الآن ليس نفسه أبو الثلاثة دولارات، وأن الاحتياطي منه والاجنبي والذهب ذهب بلا رجعة، وأن بنكه المركزي مجرد صراف لا يختلف كثيرا عن أي بنك تجاري.
وعليه لن تكون هناك غرابة من تداخل نقدي سوري عراقي اردني في السوق بلا أي غطاء لكذبة بدأ تَكَشُّفها ماثلاً عن كذبة أكبر اسمها دول مستقلة ذات سيادة، ووحدة مع حرية واشتراكية، واكبر منها تلك التي توهم الفقرء بحياة افضل.
المصدر : السبيل