الفوزان: الحج مشروع للتوحيد والانقياد لله سبحانه وتعالى
السبت 14 ذوالحجة1434 الموافق19 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
الرياض
قال الشيخ الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان، إن البيت العتيق أقيم على التوحيد ومن أجله، ولذلك؛ فإن فريضة الحج مشروع للتوحيد وإعلان العبودية والانقياد لله تعالى، محذرًا من الوقوع في بعض مظاهر الشِّرْك خلال أداء فريضة الحج، مما يتنافى مع صحيح عقيدة المسلم، والغرض من أداء الفريضة.
وقال في مقال له في موقع “الإسلام اليوم”: “ما أن يدخل الحاج والمعتمر في النُّسُك حتى يرفع صوته بالتوحيد، ويعلن الانقياد لله تعالى والاستجابة له وحده، قال جابر بن عبد الله (رضي اللهُ عنهما)، وهو يحكي حجة النبي (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): “فأهَلَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالتوحيد” [أخرجه مسلم]”.
وأضاف الفوزان في مقاله، إن الحديث يعني بذلك التلبية، لأن قول المُلبِّي: “لبيك اللهم لبيك”، معناه: أفعل هذا تلبية لدعوتك، وانقيادًا لأمرك، وإجابة لك بعد إجابة في جميع الأحكام، وعلى مر الليالي والأيام، وقال إن هذا “التزام بالعبودية والتوحيد، وتكرير لهذا الالتزام بطمأنينة نفس وانشراح صدر، ثم يليه نفي الشريك عن الله تعالى، وإثبات جميع المحامد له“.
وزاد بالقول: “هذا هو حقيقة التوحيد الذي بُني من أجله هذا البيت، قال الله تعالى: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” [سُورة “الحَج”- الآية 26]”، وأضاف: “فللتوحيد أقيم هذا البيت، وعليه أسس منذ أول لحظة “أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا”، فهو بيت الله وحده دون سواه، وهو محل عبادة الموحدين من الطائفين والقائمين والركع السجود. فهؤلاء هم الذين أنشئ لهم هذا البيت، لا لمن يشركون بالله، ويتوجهون بالعبادة إلى من سواه“.
وقال إنه لهذا “كان من أوجب الواجبات على الحاج والمعتمر، أن يحقق التوحيد لرب العالمين، وأن يخلِّص عبادته من شوائب الشرك والرياء والسمعة“.
وأصاف: “ثبُت عن النبي (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)، حين أحرم بالحج أنه قال: “اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة” [رواه الضياء بسند صحيح]”.
وحذر من الوقوع في بعض المظاهر البدعية والشركية التي يقع فيها بعض الحجاج، وتتنافى مع رسالة الحج هذه، وقال: “مما يؤسف له حقًّا أن بعضًا من الحجاج– هداهم الله، ورزقهم البصيرة في الدين- يقعون في الشرك الأكبر وهم لا يشعرون، فتجدهم يستغيثون بأصحاب القبور، ويدعون الأموات، ويسألونهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، سواء أكانوا من الأنبياء أم الصالحين أم غيرهم ممن اتُّخِذَتْ قبورهم مزارات ومشاهد يطاف بها، وينذر لها، ويُتبرَّكُ بها، وتقدم لها القرابين والذبائح، ويحلف بها تعظيمًا لها، ويعتقد فيها القدرة على الضر والنفع، والعطاء والمنع، والدفع والرفع، وتخاف وترجى“.
وزاد: “العجب من هؤلاء أنهم يبررون شركهم، بالله وعبادتهم لأصحاب القبور بقولهم: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله، وهذا هو نفس ما كان يدعيه المشركون في الجاهلية الأولى“.
وقال إن الشرك “هو صرف شيء من العبادة لغير الله، ومن أعظم العبادات وأحبها إلى الله: الدعاء والاستغاثة والاستعانة، فلا يجوز أن يدعى غير الله، ولا أن يُستغاث ويُستعان بغيره، فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه، كما قال عز وجل: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” [سُورة “الفاتحة”- الآية 5] أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، وأمر عباده بسؤاله مباشرة من دون شفيع ولا واسطة، فقال سبحانه: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” [سورة “غافر”- الآية 60]”.
المصدر : موقع الفقه الإسلامي