من روائع وصايا الآباء للأبناء (36)
الأحد 15 ذوالحجة1434 الموافق20 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
( طاقة عطرة من وصايا آباء أَلِبَّاء: صلحاء وأتقياء، وعلماء وحكماء، وأدباء وشعراء … يَقْدُمُهم الرسل والأنبياء.
وإنما هذه الوصايا نفعها لمن عقلها، ثم ألزم نفسه العمل بها )
(الوصايا من 196 إلى 200)
الوصية السادسة والتسعون بعد المائة الأولى (196)
وصية حكيم ابنه
قال حكيم لابنه:
(( يا بني، عز المال للذهاب والزوال، وعز السلطان يوم لك ويوم عليك، وعز الحسب للخمول والدثور، وأما عز الأدب فعز راتب رابط لا يزول بزوال المال، ولا يتحول بتحول السلطان، ولا ينقص على طول الزمان.
يا بني، عظَّمَتِ الملوكُ أباك وهو أحد رعيتها، وعبدتِ الرعيةُ ملوكها؛ فَشَتَّانَ ما بين عابد ومعبود.
يا بني، لولا أدبُ أبيك لكان للملوك بمنزلة الإبل النقالة والعبيد الحمالة[1])). [ “التذكرة الحمدونية” (2/97) رقم (193) ].
الوصية السابعة والتسعون بعد المائة (197)
وصية حكيم ابنه
قال حكيم لابنه:
(( يا بني، إن أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلٌ كسب مالاً من غير حِلِّه فأدخله النار، وأورثه مَن عَمِل فيه بطاعة الله فأدخله الجنة )). [ “العقد” ].
الوصية الثامنة والتسعون بعد المائة (198)
وصية حكيم ابنه
قال بعض الحكماء لابنه:
(( يا بني، لا تكن على أحد كَلًّا؛ فإنك تزداد ذُلًّا، واضرب في الأرض عَوْدًا وبَدءًا.
ولا تأسف لمالٍ كان فذهب، ولا تَعْجِزْ عن الطلب لِوَصَبٍ ولا نَصَب )). [ “أدب الدنيا والدين” (ص301) ].
الوصية التاسعة والتسعون بعد المائة (199)
وصية حكيم ابنه
قال بعض الحكماء لابنه:
(( عليك بطلب الغنى[2]، فلو لم يكن فيه إلا أنه عز في قلبك، وذل في قلب عدوك؛ لكان الحظ فيه جسيمًا، والنفع فيه عظيمًا )). [ “العقد” ].
الوصية المائتان (200)
وصية حكيم ابنه
قال حكيم لابنه:
(( يا بني، إني مُوصِيك بوصية، فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري.
اتقِ الله ما استطعت. وإن قدرت أن تكون اليوم خيرًا منك أمسِ، وغدًا خيرًا منك اليوم؛ فافعل.
وإياك والطمعَ؛ فإنه فقر حاضر.
وعليك باليأس؛ فإنك لن تيأس من شيء قط إلا أغناك الله عنه.
وإياك وما يُعتذَر منه؛ فإنك لن تعتذر من خير أبدًا.
وإذا عثر عاثر فاحمد الله ألا تكون هو.
يا بني، خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله، وإذا قمت إلى صلاتك فَصَلِّ صلاةَ مُوَدِّعٍ وأنت ترى ألا تصلي بعدها )).
[ “العقد“. وقد مر – غير مرة – أكثرها، وهون عليّ تَكرارها مكان الزيادة منها].
[1] روى أبو نعيم في “الحلية” (5/47) عن الإمام الكبير سليمانَ بنِ مِهرانَ الأعمش – رحمه الله – قوله: (( أرأيتم لولا أني تعلمت العلم مَن كان يأتيني؟ لو كنت بقّالاً كان يقذرني الناسُ أن يشتروا مني )).
ورواه الخطيب البغدادي في “شرف أصحاب الحديث” رقم (282) بلفظ: (( لو كنت باقلانيًّا استقذرتموني، ولولا هذه الأحاديث لكنا مع البقالين بالسوية )).
[2] روى الإمام أحمد في “المسند”، والبخاري في “الأدب المفرد” (301)، وابن ماجه في “سننه” (2141)، والحاكم في “المستدرك”، والبيهقي في “شعب الإيمان”، وفي كتاب “الآداب”، بسند صحيح عن يسار بن عبدالله الجهني – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطِيب النفس من النعيم )).
وقد صح عن عمرو بن العاصي – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له: (( نِعْمَ المالُ الصالح للمرء الصالح )). رواه الإمام أحمد، والبخاري في “الأدب المفرد” (299).
المصدر : الألوكة