الإسلام المفترى عليه!!

الأحد 22 ذوالحجة1434 الموافق27 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

د. خاطر الشافعي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

وسط السَّيل الجارف من الهجمات على الدين الخالد، تبقى السهام المُصوَّبة ممَّن ينتمون إليه اسمًا أقسى وأشد، فتنفطر قلوب كل ذي غَيرةٍ على دينه، وهو يرى إسلامه يُهان، وقِيَمه تنهار، وقلاع حيائه تنهشُ فيها شياطينُ الإنس، فلا يتورَّعون عن استخدام الدين لجَنْي الأرباح، غير عابئين بتمزُّق (ثوب الفضيلة)، ولا مُكترثين بتشرذُم (الأخلاق)، ففارقتهم (القِيَم)، ونجحت في جمعهم على طريق الضلالة (شياطينهم)!

 

يأنفُ القلم أن يكتب الخبرَ، بَيْدَ أنَّ مداواة (الجراح) تقتضي فتحَها حتى ولو علا (الصراخ)، وما حكَّ الجلدَ مثلُ الظفر، فبأيادينا – وليس بأيادي غيرنا – نُرَتِّق ما تمزَّقَ مما تبقى من (ثوب الحياء)، بعدما استثمر من يدَّعون الإسلام النزعة الدينية الواعدة لدى قطاعٍ عريض في كل بقاع الأرض؛ لتحقيقِ أرباحٍ على حساب الدين!

اقرأ أيضا  إذا لم تستح فاصنع ما شئت

 

الخبر باختصار نشرته صحيفة تركية بعنوان (افتتاح أوَّل متجر جنس إسلامي إلكتروني في تركيا)! وكأنَّ الطينَ تنقصه البِلَّة؛ إذ ما دخلُ الإسلام بذلك؟! ولكنها مُغازلة الوازع الديني لبيعِ سلعة ذات طابع جنسي، وإذا كان استغلالُ الدين محرَّمًا لتحقيق كسب مادي بخلط الحقائق، فما بالُنا وقد اختلط استغلاله بنزع (برقع الحياء) الذي هو شعبةٌ من شُعَب الإيمان كما أخبرنا خير الأنام – صلى الله عليه وسلم؟!

 

ما لهؤلاء (العلمانيين) وشأن الدين؟! إذ كلُّ عَلاقاتهم بالدين (الديانة)، وما فقهوا (قِيَمه ومبادئه وثوابته)، فباتوا (يُهِينون القِيَم) و(يهدمون الأخلاق).

 

يقول القائمون على الموقع – بحسب صحف تركية -: إنمتجر الجنسالجديد سيُسهِم في الحدِّ من الأحكام المسبقة المتعلِّقة بالدين الإسلامي، والتي تعدُّ متعارضةً مع الجنس، ويعتبرون أنالإسلام يشجِّع الجنس في بعض الظروف، مؤكدين أنكل منتج معروض للبيع يطابق الشريعة الإسلامية“!

اقرأ أيضا  هل يصح أن تقول: أنا السقف فلا يكبرني أحد؟

 

ما هذا (الهراء)؟!

عن أي أحكامٍ يتحدَّثون؟! وعن أي تعارضٍ يتحدَّثون؟! وعن أي معروضٍ يُعلِنون؟!

 

لقد حفِظ الإسلامُ للإنسان إنسانيته وعزَّته وكرامته، في سياجٍ من الحياء، وإطارٍ من الاحترام، وما أحكام الإسلام بخصوص غريزة الجنس إلا صونًا من المهالِك واحترامًا لـ(الإنسانية)، وتمييزًا لـ(عالَم البشر) عن (عالَم الحيوان).

 

إن كانوا حقًّا مُسلمين، فالأمر لا يحتاج (دعاية فجَّة و مقزِّزة)، فالأمر (طبي بحت)، وإلا لماذا وُجِدَ الأطباء ذوو التخصُّص؟!

 

يدَّعون الحرص على الإسلام والمسلمين، ويستخدمونه لأغراض تجارية بحتة، وذلك شرٌّ عظيم ينبغي التحذير منه بكل الوسائل؛ إذ أيُّ جانبٍ نستطيع أن نأمنه ممن يُطوِّعون الإسلام لخدمة أهدافهم الرخيصة؟! وأي ثقةٍ من الممكن أن تنالَها سلعة رديئة استغل بائعها الدين في تدليسٍ فج مقيت ومَعِيب؟!

اقرأ أيضا  من الشمائل والصفات المحمدية .. العدل

 

وشهد شاهدٌ من أهلها؛ حيث قالت كاتبةٌ في صحيفة تركية راديكالية ليبرالية: “يجب البحث في هذه (البدعة) عن (أهداف تجارية) أكثر من هدف إطلاعِ الأتراك على مسائل تربوية متعلقة بالجنس“.

 

اللَّهم عليك بمن لا يُقدِّرون إسلامهم، وأعِزَّ الإسلام في شتى بقاع الأرض إلى يوم الدين.

المصدر  الألوكة 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.