صرخ الأقصى فهل من مغيث؟

أحمد الزرقان

الأربعاء 25 ذوالحجة1434 الموافق30 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

الأقصى يصرخ.. القدس تئنّ.. فلسطين تنزف
فأين أهل النجدة والنخوة؟ أين أهل الرجولة والمروءة؟ أين حماة الديار وحفظة الذمار؟ أين أنتم يا عرب يا مسلمين؟ أما فيكم نخوة المعتصم أو غضبة صلاح الدين. سبع وخمسون دولة عربية وإسلامية ومليارا مسلم تُنتهك مقدساتهم من قبل حفنة من أبناء القردة والخنازير، ألْعن الناس وأجْبن الناس وأخوَن الناس ولا ملبي ولا مجيب ولا مغيث لصرخات الأقصى وأنين القدس ونزيف فلسطين، أتعرفون ما هو الأقصى يا عرب يا مسلمين؟
الأقصى أولى القبلتين
الأقصى ثاني مسجد وضع للناس في الأرض بعد المسجد الحرام
الأقصى ثالث الحرمين الشريفين التي لا تُشَدُّ الرحال إلا لها.
الأقصى توأم البيت الحرام في كتاب الله
الأقصى آية في القرآن الكريم وجزء أصيل في عقيدة المسلم
الأقصى مسرى الحبيب محمد ومعراجه إلى السماء
الأقصى مفتاح بوابة السماء منه صعد الحبيب محمد والمسيح عيسى بن مريم
الأقصى درة الشام وواسطة العقد لأرض المحشر والمنشر
الأقصى عاصمة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستسود الأرض وتبعث فيها الخير والأمن والعدل والإحسان
الأقصى هو المسجد الذي بارك الله فيه وقدَّسه وجعله بؤرة تنطلق منه البركة فيما حوله حتى تعم البركة بلاد الشام وتصل إلى النيل والفرات
أبَعْدَ كل هذه القداسة والبركة والمكانة لهذا المسجد من الله وعند المسلمين ثم يترك نهباً لأعداء الله ورسوله والعالمين؟!! أيعقل أن يُترك هذا المسجد المبارك المقدس لقطعان القردة والخنازير تُدنِّسُ ساحاته وباحاته وأروقته ومقدساته ومحاريبه وجدرانه وأبوابه وأشجاره؟!، أيُترك الأقصى لهذه الهجمة الصهيونية الغاشمة والمؤامرة اليهودية القذرة الحاقدة لكي يقسم زمانياً ثم يتبعه تقسيم مكاني! فإذا ما سكتت أمة العرب والمسلمين فستكون الخطوة التالية لا سمح الله هدم الأقصى، ومن ثم بناء الهيكل المزعوم الموهوم، كذبة بني اسرائيل الكبرى وافترائهم لإذلال الأمة، وأنا أعتقد أن هذه الخطوة الإجرامية الحمقاء ستكون بإذن الله بداية النهاية لهذا الكيان المسخ والدولة المصطنعة التي تعيش على وهم القوة، وعلى حبل الدعم الإجرامي من الأمريكان ودول الغرب، وخيانة وعمالة الزعماء الرويبضات من العرب والمسلمين.
نعم الأقصى سيكون الجمرة التي تحرق كل الأصابع التي ستعبث به، بل هو القنبلة الموقوتة التي ستنفجر وسيطير معها عروش خاوية، وكروش ملئت سحتاً وحراماً.
فلئن تخلت هذه الأنظمة المهترئة عن نصرة الأقصى وحمايته، فإن الشعوب المسلمة لن تسكت، وستشعلها ثورة تدمر العدو ومعه كل باطل ومقصر ومتهاون وعميل.
نعم؛ اليهود يعيشون لحظاتهم الأخيرة، وأمر الله الموعود بهلاكهم ونصرة أهل الحق هو جدٌ قريب ينتظر حادثة مفصلية لتبدأ معركة الشعوب الفاصلة ((سيُهزم الجمع ويولون الدبُر)) بانتفاضة شعبية وثورة إسلامية، ففي العقود الأخيرة لم يؤدب اليهود إلا الشعوب، ويجعلونهم يُهزمون ويخرجون صاغرين من جنوب لبنان وغزة، فهذا عصر الشعوب الثائرة، فمنذ الانتفاضة الفلسطينية سنة 1987 وانتفاضة الأقصى سنة 2000 اللتين كانتا مقدمات لثورات الربيع العربي، فإن المارد الإسلامي لشعوب المنطقة خرج من تحت الركام، ينفض عنه غبار الكسل والذل والخنوع، وحلق في السماء كالعنقاء ليعيد للأمة مجدها التليد، ونحن نعلم علم اليقين ونثق بأمر الله الموعود وبشارته في سورة الإسراء، وبشارة رسوله في هلاك اليهود وقيام الخلافة الراشدة الثانية التي تشرق تباشيرها بالأفق، تعلو أعلامها فوق تلال النصر وجبال الأمل، وتضيء أنوارها بفجر جديد، ليسود العدل والحق والحرية أركان الأرض الأربعة، فإن حتميات التاريخ أن من يملك بيت المقدس تكون له السيادة والقيادة للعالم أجمع، لأنه صرة الأرض ومركز الدائرة.

اقرأ أيضا  غزة، فلسطين مسؤوليتنا

المصدر : السبيل

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.