فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

الثلاثاء 01 محرم 1435 الموافق5 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

ناصر البابطين 

الحمد لله الذي وفَّق من شاء من عباده لطاعته، وحرم غيرهم بعدله وقدرته، أحمده حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد

فإن الله قد شرع لهذه الأمة مواسمَ للخيرات والعبادات، يدركون بها نقص أعمارهم وآجالهم عما كان عليه مَن سبقهم مِن طول الأعمار والآجال..

ومن هذه العبادات والمواسم: صوم شهر الله المحرم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم…)؛ فيستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في هذا الشهر، فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسر له.


أيهما أفضل صوم شهر المحرم، أم صوم شهر شعبان؟

قال بعض العلماء: شهر شعبان أفضل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصومه إلا قليلا منه، ولم يحفظ عنه أنه كان يصوم شهر محرم، لكنه حث على صيامه بقوله: (إنه أفضل الصيام بعد رمضان).

اقرأ أيضا  تأصيل علم فقه آيات الأحكام على الأبواب الفقهية

قالوا: ولأن صوم شعبان ينزل منزلة الراتبة قبل الفريضة، وصوم المحرم ينزل منزلة النفل المطلق، ومنزلة الراتبة أفضل من منزلة النفل المطلق.

وقال النووي: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما” ا.هـ.

ويتأكَّدُ صومُ يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم، فصومه مستحب، وقد كان صيامه واجبًا في أول الإسلام ثم نسخ وبقي استحبابه.


الحكمة من صيامه:

أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، وصامه نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه” .

اقرأ أيضا  الخطبة بحديث من السنة


فضل صيام يوم عاشوراء:

فقد ورد في صومه فضلٌ عظيم كما في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)، رواه مسلم

وهذا من فضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة.

فهو آكد أيام الشهر، ثم يليه التاسع لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لئن بقيت، أو لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر) رواه مسلم


مراتب صومه:

قال ابن القيم: (فمراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث. ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم).

اقرأ أيضا  الصدقة الخفية تطفئ غضب الله


حكم إفراد يوم عاشوراء بالصوم؟

قال بعض العلماء: إنه يكره لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (صوموا يوما قبله أو يوما بعده؛ خالفوا اليهود)، أخرجه أحمد في مسنده وابن خزيمة.

وقال بعض العلماء: إنه لا يكره ولكن يفوت بإفراده أجر مخالفة اليهود.

والراجح كما ذكر شيخُنا ابن عثيمين أنه لا يكره إفراده بالصيام.


اللهم اجعلنا من عبادك المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر :الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.