ملحمة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.. كنا نظن أننا في أمان
كاظم عايش
السبت12 محرم1435 الموافق16 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
لماذا يلقون علينا القذائف؟ لماذا يقصفوننا بالطائرات؟ ما الذي فعلناه حتى نستحق كل هذا القتل والدمار؟ هل هذه هي سوريا التي عشنا فيها بكل كرامتنا وحريتنا لفترة طويلة من الزمن؟ هل أصبحنا أعداء للنظام السوري لمجرد ان فينا بقية من الشعور الانساني, وبقية من الوفاء لهذا الشعب الذي احتضننا كل هذه السنين؟ هل المطلوب منا أن نكون ادوات قتل لشعب لا نحمل له في قلوبنا الا كل الحب والتعاطف والتضامن!
اين المفر في بلد كان الاكثر أمنا لنا؟ لماذا ضاقت علينا الدنيا بما رحبت, وظننا اننا مقتولون في سوريا على كل حال؟
لماذا تغلق في وجوهنا الحدود الى بلاد عربية ومسلمة, ولنا فيها ارحام واقارب واصهار؟ السنا بشرا من البشر؟ هل حقا نشكل تهديدا على أمن الآخرين, هل نحن من يتسبب لهم بضيق العيش رغم أن اضعافنا يلجأون الى نفس الاماكن فلا تضيق بهم ذرعا؟ لماذا لا تنتهك القوانين والمواثيق الدولية الا عندما يتعلق الامر بنا؟ هل نحن من صنف لا ينتمي الى عالم الانسانية التي اصبحت انتقائية حين يصل الأمر الينا؟
لماذا نعاد الى ساحات الموت رغما عنا؟ هل الموت هو الصديق اللدود الذي لا ننفك عنه ولا ينفك عنا؟
لماذا نضطر الى إخفاء هويتنا في زمن يصعب فيه الاختفاء؟ لماذا نضطر الى التزوير وهو جريمة لا يغتفرها لنا من أرغمونا على اقترافها؟
لماذا نركب البحر في ظروف غاية في الخطورة؟ لماذا نقدم طعاما للحيتان والقروش رغم اننا لم نقترف جريمة تستحق هذا العقاب الرهيب؟
لماذا يتم اعتقالنا ونحن هاربون من الموت؟ على أي حال يبقى الاعتقال أهون درجة من الموت, وإن كان الموت أرحم في كثير من الاحيان من حياة الذل والاعتقال والجوع والترويع.
لماذا يفرقون بيننا وبين أطفالنا, بيننا وبين جثث شهدائنا, بيننا وبين أرحامنا, بيننا وبين أصهارنا, بيننا وبين أنفسنا في المحصله, هل يحدث كل هذا لأننا فلسطينيون؟ هل نحن داء عضال ومرض مزمن؟ هل نحن حقا نشكل خطرا على الآخرين ونتسبب في الكوارث لهم, لماذا نحن مطلوبون على كل نقاط الحدود وكل المحاور؟ لماذا نحن مستهدفون في كل المواقع؟ لماذا يصر البعض على استدامة حزننا وألمنا ومصابنا؟
لماذا لا يلتفت الينا من يفترض انهم مسؤولون عنا؟ لماذا يدعون العجز عن اغاثتنا, لماذا يصرون على انهم لا يزالون قادة وممثلين ولهم ممثليات وقنصليات وسفارات في انحاء العالم وهم ينفقون عليها الكثير, ما الذي تقوم به هذه الهياكل الخربة سوى الارتزاق والتسلق والانتهازية والكذب الذي لا يتوقف عن حد؟
لماذا نجوع والبعض ممن يدعون انهم عرب ومسلمون ينفقون ارقاما خيالية على نزواتهم وشهواتهم ومشاريعهم الفاجرة؟ ممن يدعون انهم حماة الاسلام ورعاة المقدسات؟
لماذا نسهر ونشقى وينام المسؤولون عنا ملء جفونهم وينام من يتسببون بالاذى لنا ويعلو شخيرهم, هل تم انصافنا بهذا الشكل يا من ابتلينا بكم دون ارادتنا ورغبتنا؟
الا تخشون ان نتحول في لحظة من اليأس والمعاناة الى حالة متطرفة تقض مضاجعكم, وتطير النوم من عيونكم, وتهدم هياكلكم الخربة التي لن تقيكم شيئا؟
هل تعتقدون أن الاستمرار في مسلسل ظلمنا واضطهادنا ستكون له نهاية سارة, أم انها ستقلب المشهد كله رأسا على عقب, فتجعلكم تندمون على كل لحظة ساهمتم فيها بالتسبب في معاناتنا وألمنا؟
لماذا انقلبتم علينا, وجعلتمونا ضحية في كل مناسبة من مناسبات الفشل الذي تمارسونه على مدار زمانكم الذليل الخانع, يا من اشبعتمونا كلاما وتضورنا في زمن تسلطكم على رقابنا جوعا وألما وتشردا وحزنا؟
تبا لكم, سحقا لكم, بعدا لكم, شاهت وجوه الظالمين وأراحنا الله منكم.
المصدر: السبيل