“اللحوم المجمدة”.. أحدث ضحايا أزمة الكهرباء في غــزة
السبت12 محرم1435 الموافق16 تشرين الثاني / نوفمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
غزة
تكاد محال بيع المواد الغذائية واللحوم المجمّدة تتوقف عن العمل، بعد أن أصاب التلف والضرر ما تحتويه في أحدث مشهد يترجم تعطل كافة قطاعات الحياة في غزة هذه الأيام عقب تواصل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
وتزداد خسائر اللحوم المجمّدة يوما بعد آخر، كما يصرّح التاجر “أنور العرقان” أحد موزعي اللحوم المجمّدة في قطاع غزة الذي قال في حديثٍ لـ”الأناضول” إن المواد المجمّدة، وخاصة اللحوم تحتاج إلى ثلاجات تبريد على مدار الساعة، وهو الأمر الذي لم يعد متوفرا في الوقت الراهن.
وأضاف العرقان أن كميات كبيرة من اللحوم المجمّدة لم تعد صالحة للاستخدام، مشيراً إلى أن اللحم المجمّد يتميز بسرعة تلفه عكس اللحم الطازج.
وتابع: “عملنا شبه متوقف فنحن نعتمد على الكهرباء بشكل أساسي ودائم في عمليات تخزين المواد المجمّدة وتوزيعها ونقلها“.
ومنذ قرابة أسبوعين توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، عقب رفض حكومة رام الله، بإلغاء الضرائب المضافة على الوقود، وهو الأمر الذي عطّل شراء السولار الصناعي الإسرائيلي.
وتعتمد محطة الكهرباء بشكل رئيسي على الوقود المهرب من مصر عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية التي تتعرض لحملة مستمرة من الهدم والإغلاق من قبل الجيش المصري، عقب انقلاب الجيش على الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من تموز الماضي.
ويقوم جدول توزيع الكهرباء على مناطق قطاع غزة على أساس 6 ساعات تيار مقابل 12 ساعة انقطاع، يقول مسؤولون في سلطة الطاقة التابعة للحكومة المقالة إنها ستزداد في قادم الأيام في حال استمر نفاد الوقود اللازم لتشغيل المحطة.
ومن غير الممكن كما يؤكد موزع للحوم المجمدة في قطاع غزة “عماد العجلة” أن يتم تشغيل المولدات على الوقود الإسرائيلي؛ نظراً لارتفاع ثمنه.
وأضاف العجلة في حديثٍ لـ”الأناضول” أن تخزين اللحوم المجمّدة يحتاج إلى تيار كهربائي موصول على مدار الساعة، مشيراً إلى أن الطلب على شراء كميات اللحوم المجمّدة من قبل المحال التجارية، والمواطنين تقلصت بشكل لافت.
وتدخل يوميا إلى القطاع كميات محدودة من الوقود الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم، ويتم ضخ هذه الكميات للقطاعين التجاري والخاص في غزة.
ويتم بيع لتر الوقود الإسرائيلي بسبعة شواكل، على عكس البنزين المصري الذي كان سعر اللتر الواحد منه يبلغ 3 شواكل (نحو 0.86 دولار).
ويقول “شريف حرز” صاحب محل لبيع المواد الغذائية المجمّدة إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي تسببت بتلف اللحوم، والكثير من المواد الغذائية المجمّدة كالخضروات، والأسماك.
وأضاف في حديث لـ”الأناضول” أن الجميع لم يسلم من هذه الأزمة، فغياب الكهرباء لساعات طويلة يؤدي إلى تلف اللحوم المجمّدة.
واستطرد: “لم يعد بإمكان التجار الاحتفاظ بما هو مجمّد، وحماية المواد الغذائية من التلف، وهو ما دفعهم إلى إبقاء البضائع في الجانب الإسرائيلي ودفع تكلفة ذلك“.
وفي حال استمر انقطاع التيار الكهربائي، فإن كافة مجالات الحياة ستتعطل عن العمل كما يؤكد مدير عام حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة عبد الفتاح الزريعي الذي قال في حديثٍ لـ”الأناضول” إن كل القطاعات الاقتصادية أصيبت بالشلل جراء أزمة الكهرباء.
وأضاف الزريعي أن المصانع باتت شبه متوقفة، كما أن المحال التجارية التي تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، لم تعد تعمل.
وتابع: “اليوم يتعرض قطاع اللحوم والخضروات المجمّدة لشلل كبير، إذ لم يعد بإمكان التجار حماية ما لديهم من بضائع، ويضطر أغلبهم للجوء للوقود الإسرائيلي المرتفع الثمن لتشغيل المولدات، وهو ما يزيد العبء الاقتصادي والتكلفة المالية للتجار“.
وأمام هذه الأزمة يضطر التجار إلى رفع تكاليف السلعة؛ ما يدفع المستهلك للعزوف عن الشراء كما يؤكد الزريعي، مشيراً إلى أن وزارته تقوم بمراقبة محال بيع وتخزين اللحوم المجمّدة للاطمئنان على عدم وجود أي مجمدات فاسدة.
وحذر الزريعي من إصابة كافة القطاعات الاقتصادية بالشلل التام، وتأجيل أنشطتها وبرامجها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وعدم مقدرتها على توفير مصادر طاقة بديلة تمكنها من تشغيل معداتها وأجهزتها.
المصدر: السبيل